-

ما هي قراءة الحدر

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مراتب التلاوة

تعدّ تلاوة القرآن الكريم من العِبادات التي يُثاب المسلم على فعلها؛ فقراءة حرفٍ من كتاب الله تعالى لها أجر كبير؛ فعن عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلهُ بهِ حَسَنةٌ والحسَنةُ بعشرِ أمثالِها) والتلاوة لآياتِ القرآن الكريم تأتي على ثلاثِ مراتب؛ التحقيق وهي القراءة ببطء، والإتيان بها في أعلى درجات الإتقان، والتأنّي دون زيادة في حقها أو نقصان،

الحدر هي القراءة بسرعة، أمّا التدوير فهي القراءة بتوسّط بين البطيء والسريع، وهذه المراتب إنّما تكون مع الإتيان بأحكام التجويد وإتقان التلاوة؛ فالسرعة والبطء لا يعنيان أن نهمل القراءة الصحيحة بأحكام التجويد. كل مراتب القراءة جائزة على أن يشملها الترتيل لقوله تعالى: (وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلًا) [المزمل:4] أي اقرأه بتمهّل مبيّنًا وموضّحًا للحروف، والترتيل مصدر رتَّل أي اتّبع بعضه بعضًا على مكث، وجاء في تعريفه في بعض كتب التجويد أنه ترتيب الحروف على حقّها في تلاوتها بتثبّت فيها، قال ابن الجزري في بعض أبياته:

ويُقرأ القرآن بالتحقيــــــق مع

مع حسن صوتٍ بلحون العرب

قراءة الحدر

الحدر لغةً: حدر يحدُر إذا أسرع، والحدور الهبوط من علوٍّ إلى سُفل، أمّا اصطلاحًا فهي إحدى مراتب التلاوة، ونعني بها القراءة السريعة التي يقرأ بها القارىء دون إخلال بالحروف ومخارجها وصفاتها، ويُراعي القارىء مع الحدر سرعة القراءة فلا تكون فيها الحروف متشابكةً إنّما الأصل أن يُفهم منها كما في مراتب القراءة الأخرى، ويراعى فيها أيضًا أحكام التجويد فيحافظ عليها.

عادةً يستعمل القارئ الحدر بهدف تكثير حسناته واستثمار سرعة القراءة ليكسب أكبر قدرٍ من الأجر؛ فالحرف بعشر حسنات والله يضاعف لمن يشاء، وكذلك كثرة تلاوة الآيات وتدبرها وفهمها ترفع قارئها درجاتٍ في الجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يقالُ لصاحبِ القرآنِ: اقرأْ وارق َورتِّلْ كما كنتَ ترتلُ في الدنيا، فإنَّ منزلتَك عندَ آخرِ آيةٍ تقرأُ بها) [حسن صحيح].

الحدر طريقة كان يقرأ بها السلف الصالح وليست من البِدعة في شيء؛ إذ كان من بعض صفة قراءة أبي عمرو بن العلاء الحدر البيّن السهل، يتلو بعضها بعضًا، فكل هذه العلوم الخاصّة بالتجويد وردت إلينا بالنقل والتواتر وتلقّيناها مع كيفية أدائها عن الأئمة المعتبرين، وكل ما اجتمع عليه القرّاء واجبٌ علينا العمل به وعدم مخالفته؛ لأنّ من أنكر ذلك مخطئ آثم والله جلّ وعلا أعزّ وأعلم.