-

ما هو الإسقاط النجمي

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

نظرية الإسقاط النّجمي

انتشرت نظرية الإسقاط النّجمي بشكلٍ واسعٍ، لتظهر بعدها مجموعةٌ كبيرةٌ من التساؤلات، هل بإمكان الإنسان أن يُسافر إلى مختلف دول العالم وهو نائم وجالس في مكانه دون حِراك؟ ودون أن يكون حالماً، بل يُسافر حقيقةً؟ نوقشت مثل هذه الأسئلة وغيرها بعد ظهور نظريّة الإسقاط النّجمي، فما هي هذه الظاهرة؟ ومتى ظهرت؟ وهل تُعدّ حقيقةً أم وهماً؟

تعريف الإسقاط النّجمي

الإسقاط النجمي أو ما يُعرفُ بالإسقاط الأثيري (بالإنجليزية: Astral Projection) هو عمليّةٌ تَعتمد في أساسِها على فرضيّة أنّ للإنسان جسماً ثانياً مكوّناً من إشعاع، ويتمثّل الإسقاط النّجمي بانفصال الجسد الإشعاعي عن الجسد الفيزيائي وخروجه منه، ويمكن أن يحدث هذا من خلال ظروفٍ وحالات معيّنة منها أنْ يكون الإنسان ما بين الغفوة والوعي.[1]

عند انفصال الجسد الإشعاعي عن الجسد الفيزيائي فإنّه لا يَبتعد عنه بصورةٍ كاملة أثناء النوم؛ حيثُ إنّه يبقى حوله مرتبطاً به بالحبل الفضّي (بالإنجليزية:Silver Cord)، ويستطيع الجسد الإشعاعي أن يتحرّك ويذهب إلى كُلّ المَناطق وفي الاتجاهات جميعها، وتكون له القدرة على أن يَرى جميع الأشياء المُحيطة به، ولا يستطيع أحدٌ رؤيته.[2]

من الجدير ذكره أنّ مفهوم الإسقاط النّجمي موجودٌ منذ زمن طويلٍ في مجموعة من ديانات العالم وهو أسلوب قديم تطرّقت له الأساطير والخرافات القديمة، وتحدّثوا فيها عن أبطالٍ يَنتقلون ويُسافرون من مكانٍ إلى آخر وأجسادهم نائمة،[3] كما يُعدُّ صورةً من صور التأمُّل والأحلام الجليّة.[4]

الإسقاط النّجمي بين الوهم والحقيقة

إنّ الحُكمَ على ظاهرةِ الإسقاط النّجمي يتطلّب مَعرفة حقيقته وفهمها، والوقوف على كلّ الغموض المُتعلّق بها وأسرارها ممّا لا يَعرفهُ الكثير من الناس، ليكون الحُكم مبنيّاً على حجّةٍ وبرهانٍ واضحين، وكغيرها من الظّواهر الغامضة، فقد اختلف رأي النّاس والعلماء فيها.

وجهة نظر المعارضين لحقيقة النظرية

يقولُ المعارضون إنّ الجسد الإشعاعي أو الجسد الأثيري يعتمد في طرحه على وجود مادّةٍ تُسمّى الأثير، وهي مادّةٌ غير مرئيّة تُعبّئ الفراغ في هذا الكون، كما أنّها مادّة قويّة مطلقة، وقد أسماها أرسطو بالعنصر الخامس، واعتبرها عُنصراً سامياً لا يقبل الفساد والتغيير، لكنّ العلم الحديث أثبت بالحُجّة أنّ هذه المادة غير موجودة، لكنّ الفلسفات والعقائد القديمة المرتبطة بمادّة الأثير قد بقيت في عقول الناس،[1] كما أنّها نظريّةٌ روّجت لها التطبيقات والمُمارسات التدريبية والاستشفائية المُستوحاة من فلسفة الشرق، ورغم أنّ الإسلام قد بيّن ووضّح أصول ما يجعل الإنسان عارفاً بذاته وقدراته وقواه إلّا أنّ فكرة الهوس بالغرب والشرق عند بعض المسلمين المهووسين بذلك قد صَدّقت هذه التطبيقات تحت مُسمّى الأبحاث والعلوم الروحية، فاعتبروها حقائق مُثبتة علمياً، وفضّلوها وأعطوها ما يفوق ما أعطوا من اهتمام لكلامِ الله وسنة نبيه.[1]

إنّ الاعتقاد بنظرية الإسقاط النّجمي ووجود الجسد الإشعاعي مثله كمثل الاعتقاد بوجود العقل الباطن للإنسان ووجود قوى النفس، ويُعزى شيوع هذه النظرية عند الناس إلى إغفالهم عن حقائق الغيب ورغبتهم في الوصول إليها عبر طرقٍ غير الّتي أراد الله للإنسان معرفتها من خلال الرُّسل. [1]

يقول المعارضون أيضاً إنّ أصل هذه المعتقدات والنَّظريات مُقتبسٌ من عقائد وتراث الديانات الشرقية الوثنية، والمُعتقدات الخفية الباطنية، وإنّ كل ممارساتها الاستشفائية والرياضية الحديثة تُشجّع تطوير قوى جسد الإنسان ليصبح بإمكانه مُستقبلاً أن يقوم بما كان خارقاً قديماً، كأن تكون له لمسةٌ علاجية تشفي، أو يكون قادراً على توقّع الأمور والتأثير عن بعد، دون أن يكون الإنسان أصلاً كاهناً أو مُتنبّئاً، ممّا يقوده إلى الاعتماد على ذاته وعدم حاجته لأيّ شيء أو مصدر آخر ليستغني بَعدها عن الدين وفكرة الألوهيّة.[1]

وجهة نظر المؤيّدين لحقيقة النظرية

يقولُ المؤيدون إنّ الإسقاط النّجمي ليسَ ظاهرةً جديدةً، وأنّ شعوب الحضارات القديمة كالهنود، والمصريين، وشعب الأزتيك، وشعب أتلانتا قد تعاملوا معه وتداولوه،[3] وإنّ من يظنُّ أنّ هذه الظّاهرة هي علمٌ حديثٌ زائف فإنّه مُخطئ لأنها أداةٌ وأسلوبٌ وُجد لفهم ما يُحيط بالإنسان من وجودٍ ماديّ، ولا تقتصر على خفايا العقل الباطن ومكنوناته ممّا لا يستطيع الإنسان التحكّم به، أي إنّ الأمر ليس قضيّة لاوعي، إنّما تُعبِّر عن تجربةٍ إنسانية يقوم بها الإنسان عند رغبته بذلك حال وعيه.[3]

إنّ الإسقاط النّجمي ظاهرةٌ حقيقيّةٌ بخلاف ما هو شائع، وعندما يَنام الإنسان فإنّه يحلم، لكنّ المشكلة أنّ معظمَ النّاس عند استيقاظهم لا يتذكّرون أحلامهم ممّا يَدفعهم للقول بأنّهم لم يحلموا شيئاً، لكنّ العلم أثبت أنّ الأحلام حقيقة بلْ إنّ الإنسان يحلم لمرّاتٍ عديدة في الليلة الواحدة، وأنّ من يُنكر أنّه قد حلم في ليلته فإنّه ببساطة لا يتذكّر ما حلم به؛[5] ولذلك فإنّ الإسقاط النّجمي يَحدث خلال هذه الأحلام؛ حيث يخرُج الجسد الإشعاعي وينفصل عن الجسد الفيزيائي ليتجّول ويذهب إلى مختلفِ الأمكنة، وعندما يستيقظ الإنسان من نومه لا يتذّكر من ذلك شيئاً؛ فهل تساءلَ الإنسانُ عن عدد المرّات التي استيقظَ فيها في الليل ليدوّن حلّاً حَلُم به لمُشكلة تؤرّقه في الواقع؟ ليقول فيما بعد إنّ الحلّ قد جاء إليه خلال حلمه.[5]

إنّ مرور الإنسان بتجربة الإسقاط النّجمي كما يقول مؤيّدوه تجعله على قدرٍ من الوعي، ويكون من السهل تمييز ومعرفة حالاته وعلاماته، وتتلخّص في الفضول والذّهول والاندهاش، ويكون وعي الإنسان خلال التّجربة مفصولاً عن جسده مما يجعله قادراً على رؤية العالم حوله بنظرةٍ مختلفةٍ عما يراه واعياً؛ إذ إنّه يبتعد عن الماديّة، ويتّجه للشعور والإحساس بحقيقة الشيء، ويُشاهد الصورة بشكل أوضح، مما يُساعده على تحسين أسلوبه في تحليل المواقف والأمور، ويُخلِّصه من الاضطراب والتّوتر، ويعزّز تركيزه.[3]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "الإسقاط النجمي ضرب من التقول بلا برهان"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 23-2-2017.
  2. ↑ "ما هو الاسقاط النجمي ؟"، الإماراتية، 7-11-2016، اطّلع عليه بتاريخ 23-2-2017.
  3. ^ أ ب ت ث ""الإسقاط النجمي" تجربة لصفاء العقل والوصول إلى الراحة"، الغد، 4-1-2011، اطّلع عليه بتاريخ 23-2-2017.
  4. ↑ "«الإسقاط النجمي».. حقيقة أم خيال"، بلدنا اليوم، 13-2-2016، اطّلع عليه بتاريخ 23-2-2017.
  5. ^ أ ب "Is Astral Projection Real?", HubPages, Retrieved 23-2-2017.