-

مم يتكون حليب الأم

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

حليب الأم

يعد حليب الأم المصدر الأفضل للعناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل؛ لذلك توصي الجمعية الأمريكيّة لطب الأطفال بضرورة اعتماد الطفل بشكل كامل وحصري على الرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر، ثم الاستمرار بالرضاعة الطبيعية حتى بلوغه العام الأول على الأقل.[1] لا يقتصر حليب الأم في مكوناته على كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل، بل يساعد أيضاً على حماية الطفل من الأمراض أثناء نموّه، وهو يزوّده بكل ما يحتاجه لينمو، ويتطوّر، ويعيش.[2]

العناصر الغذائية في حليب الأم

الكربوهيدرات

تعد الكربوهيدرات المصدر الأول للطاقة في جسم الإنسان، وبعد سكر الحليب المعروف باسم اللاكتوز النوع الرئيسي للكربوهيدرات في حليب الأم، ويحتوي حليب الأم على كميات أكبر من اللاكتوز مقارنة بحليب الأبقار، وهو يرتبط بتطور الدماغ بشكل كبير، ويعتبر مصدراً رئيسياً للطاقة المطلوبة للنمو والتطور.[2]

تعد السكريات قليلة التعدد (بالإنجليزية: Oligosaccharide) من أنواع الكربوهيدرات الموجودة أيضاً في حليب الأم، وهي ضرورية لتعزيز البكتيريا الصحية في الأمعاء، التي تحمي أمعاء الرضيع، وتكافح إسهال الرضع.[2]

البروتينات

يضم حليب الأم نوعين من البروتين هما: الكازين (بالإنجليزية: casein) الذي يشكل نسبة 40% منه تقريباً، والواي أو بروتين مصل اللبن (بالإنجليزية: whey) الذي يشكل نسبة 60% منه تقريباً، وتساعد هذه النسبة المتوازنة من البروتين على جعل الحليب سهلاً وسريع الهضم.[1]

تبني البروتينات، وتقوي، وتُصلح الجسم، وهي ضرورية لصنع الهرمونات، والإنزيمات، والأجسام المضادة، ويحتاج الطفل إلى البروتين لينمو ويتطور، ومن البروتينات المهمة جداً في حليب الأم اللاكتوفيرين (بالإنجليزية: Lactoferrin) الذي يحرّك الحديد عبر جسم الطفل، وهو يساعد كذلك على حماية أمعاء الأطفال حديثي الولادة من الإصابة بالعدوى.[2]

الفيتامينات

تساهم البروتينات في الحفاظ على صحة العظام، والعيون، والجلد، كما تساعد على مكافحة الأمراض؛ مثل الأسقربوط أو عوز فيتامين سي، وكساح الاطفال، ويضم حليب الأم الفيتامينات الضرورية لصحة الطفل أثناء نموه.[2]

يعتمد نوع وكمية الفيتامينات في حليب الأم على مقدار الفيتامينات المُتناولة من قبل الأم؛ لذا قد يوصي الكثير من مقدمي الرعاية الصحية الأمهات المرضعات بضرورة الاستمرار بتناول فيتامينات ما قبل الولادة.[1]

الدهون

تشكّل الدهون نحو 4% من حليب الأم، وهي تزوّد الجسم في المقابل بنحو 50% من السعرات الحرارية التي يحصل عليها الطفل من حليب الأم، وتعد الدهون مصدراً رئيسياً للطاقة، والكولسترول، والأحماض الدهينة الأساسي؛ مثل (DHA)، وهي تعد ضرورية لنمو دماغ الطفل، وجهازه العصبي، ورؤيته، وعن زيادة وزنه أثناء نموّه، ويجب لحليب الأم أن يحتوي على جميع الليبيدات أو الدهون التي يحتاجها الطفل.[2]

المكوّنات الأخرى في حليب الأم

الماء

يشكّل الماء نسبة 90% من حليب الأم؛ حيث يحتاج الجسم إلى الماء لأداء كافة الوظائف، وهو يحافظ على رطوبة الجسم، ويساعد على تنظيم درجة حرارته، وتليين المفاصل، وحماية الأعضاء المختلفة.[2]

الهرمونات

تتحكم الهرمونات في النمو والتطوّر، والتمثيل الغذائي، والتوتر، والألم ، وضغط الدم، وتشمل الهرمونات الموجودة في حليب الثدي: البرولاكتين، وهرمونات الغدة الدرقية، وعوامل النمو، والريلاكسين، والإندورفين، والإريثروبويتين، والكورتيزول، واللبتين، والإستروجين، والبروجيستيرون، وغيرها.[2]

الإنزيمات

عثر العلماء على أكثر من 40 إنزيماً مختلفة في حليب الأم، وتساعد بعض الإنزيمات في عملية الهضم، وذلك عن طريق تكسير الدهون أو البروتينات، بينما تساعد بعض الإنزيمات الأخرى على حماية الطفل من الجراثيم والأمراض.[2]

الأجسام المضادة

يعد الغولوبين المناعي (بالإنجليزية: Immunoglobulins) جسماً مضاداً يكافح الجراثيم التي تسبب الأمراض، ويحتوي حليب الأم على الأجسام المضادة التي تكافح البكتيريا، والفيروسات، والفطريات، والطفيليات، ويمكن لخصائص المناعة الموجودة في حليب الأم حماية الطفل من نزلات البرد الشائعة، والتهابات الأذن، والقيء، والإسهال، وغيرها من الأمراض التي تصيب الأطفال حديثي الولادة والرضع.[2]

يعد الغلوبولين المناعي أ (IgA) الجسم المضاد الرئيسي في حليب الأم، وهو يغلف رئتي الطفل، وأمعاءه، ويغلقهما لمنع الجرائيم من الدخول إلى جسمه ودمه.[2]

المعادن

يضم حليب الام العديد من المعادن، ومنها: الحديد، والزنك، والكالسيوم، والصوديوم، والكلوريد، والمغنيسيوم، والسيلينيوم، وهي ضرورية للنمو والتطور الصحي للطفل؛ فهي تساعد على البناء القوي للعظام، وصنع خلايا الدم الحمراء، ونقل الأكسجين خلال الجسم، والمحافظة على سلامة عمل العضلات، والأعصاب.[2]

مكونات حليب اللبأ

يعد حليب اللبأ (بالإنجليزية: Colostrum) وهو الحليب الأول الذي يتم إنتاجه من قبل الثدي على كميات أكبر من البروتين، وأقل من الدهون والسكريات عند مقارنته بالحليب الناضج (بالإنجليزية: mature breast milk)، كما أنه أسهل هضماً منه، وهو يمتلئ بالأجسام المضادة، وخلايا الدم البيضاء، وغيرها من الخصائص المناعية التي تشكل التحصين الأول للطفل الرضيع.[3]

يعد اللبأ مليّناً طبيعيّاً، وهو يساعد على تحريك أمعاء الطفل، والتخلص من العقي (بالإنجليزية: meconium) من جسمه، وهو البراز الشبيه بالقطران الذي يتجمع في أمعائه قبل الولادة، كما يساعد على منع صفار الأطفال (بالإنجليزية: newborn jaundice)؛ بسبب احتواء العقي على البيليروبين (بالإنجليزية: Bilirubin).[3]

الحليب الصناعي

لا يحتوي الحليب الصناعي على أي من الأجسام المضادة التي يحتويها الحليب الطبيعي، لذلك فهو لا يستطيع توفير الحماية الإضافية للطفل ضد العدوى والأمراض التي يوفّرها الحليب الطبيعي، ويتم تصنيعه عادة عن طريق استخدام مزيج معقّد من البروتينات، والسكريات، والدهون، والفيتامينات، وذلك لتطوير نسخة طبق الأصل عن الحليب الطبيعي للأم، وهو يعد بديلاً جيداً له، ويضم بعض الفيتامينات، والعناصر الغذائية التي يحتاج الأطفال إلى الحصول عليها من المكمّلات.[4]

اكتشف العلماء أثناء دراسة حليب الثدي أنّه يحتوي على أكثر من 200 مكوّن مختلف حتى الوقت الحالي، ولم يتمكنوا من معرفة التكوين الكامل له، أو أهميته، أو وظيفة العديد من مكوناته حتى الآن؛ مما يجعل من الصعب على مصنعي حليب الأطفال الصناعي نسخ مكوناته، وعلى الرغم من أن حليب الأطفال الصناعي يشكّل بديلاً آمناً ومقبولاً لحليب الثدي، إلا أنه لا يساويه.[2]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "What’s In Breast Milk?", americanpregnancy.org,24-5-2017، Retrieved 21-12-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش Donna Murray, RN, BSN (27-6-2018), "What Is the Composition of Breast Milk?"، www.verywellfamily.com, Retrieved 21-12-2018. Edited.
  3. ^ أ ب Donna Murray, RN, BSN (10-9-2018), "Colostrum or the First Breast Milk Stage"، www.verywellfamily.com, Retrieved 21-12-2018. Edited.
  4. ↑ Elana Pearl Ben-Joseph, MD (6-2018), "Breastfeeding vs. Formula Feeding"، kidshealth.org, Retrieved 21-12-2018. Edited.