تُدعى سورة الكهف في التوراة بالحائلة، والمقصود بهذا الإسم أنّها تمنع وتحجز وتحول بين من يقرأها وبين النار، بحيث تُجادل عمن يعتاد على تلاوتها، وتمنعه من النار، بيد أنّ هذا القول يعود إلى حديثٍ عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: (سورةُ الكهفِ تُدْعَى في التوراةِ: الحائلةُ؛ تَحُولُ بينَ قارئِها وبينَ النارِ)،[1][2] إلّا أنّ هذا الحديث ضعيفٌ جداً، بل وأنكره العديد من علماء الحديث،[3] فلا يوجد ما يُثبت أو يوثّق أن سورة الكهف تُسمّى بالحائلة، بحيث تجدر الإشارة هنا إلى أنّه لا يجب الاعتماد في استخدام أسماءٍ غير مثبتةٍ باعتبارها أسماءٌ محققةً للعديد من السور.[4]
لا شكّ أنّ قراءة كتاب الله تعالى، والتفكّر فيه له ما له من الفضل الكبير، إلّا أنّ بعض سور القرآن الكريم، وآياته لها فضائلٌ تختلف وتتمايز عن غيرها، ومنها سورة الكهف، وفيما يأتي أبرز الفضائل المتعلّقة بها:[5]
نزلت سورة الكهف ردّاً وجواباً شافياً على أسئلةٍ جاءت إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من قبل قُريش، الذين استعانوا باليهود لطرح هذه الاستفسارات، هي أسئلة عن فتيةٍ في الدهر الأول، ورجلٌ بلغ مشرق الأرض ومغربها، وعن الروح،[6] فنزلت السورة الكريمة محمّلةٌ بالقَصص العظيمة ذات العبر، بحيث عالجت كلّ قصةٍ فتنةً من فتن الحياة التي يدعمها الشيطان ويُحركها، فقصة أصحاب الكهف قصةٌ تركّز على فتنة الدين، فالإيمان والصبر والصحبة الصالحة قد أدّت في النهاية إلى النجاة ونشر التوحيد، في حين أنّ فتنة المال قد عُولجت بقصة صاحب الجنتين الذي فشل في فهم المراد من الحياة الدنيا ونسي الآخرة، أمّا قصة موسى -عليه الصلاة والسلام- فقد ضربت المثال بكيفية مواجهة فتنة العلم، والتي تكون بالتواضع وعدم الغرور، ثمّ جاءت آيات السورة الكريمة مشيرةً إلى السلطة وفتنتها من خلال قصة ذي القرنين، الذي واجه هذه الفتنة بإخلاص العمل لله تعالى، وعدم نسيان الآخرة.[7]