ما هو طعام القطط
غذاء الحيوانات
تحتاجُ جميع أنواع المخلوقات الغذاء المُناسب لها ولأجسامها، فبدُونه لن تستطيع إمداد أجسامها بالطّاقة التي تحتاجُها كي تعيش وتتحرَّك، أو تنمو وتقومَ بوظائفها الحيويّة، ويختلف نوع هذا الغذاء وما يحتويه من عناصرَ وموادّ من مخلوق إلى الآخر؛ فما يأكُله الغزال يختلف كُلّياً عن ما يأكله الأسد، ويختلفُ الاثنان تماماً عن أكل الطّير، ويختلف كلُّ ذلك عمّا يأكله الإنسان، ويكون السَّببُ في هذه الاختلافات بالفُروقات بين أجسام هذه الكائنات وطريقة هضمها للمواد التي تتغذّى عليها، بالإضافة إلى نوعيّة الطّعام الذي تحصل عليه، وإلى الكميّة التي تحتاجها من كلّ من العناصر الغذائيّة ودرجة استهلاكها لكلِّ منها.[1]
القطط
يُعتَبر القط أو الهرّ الأليف أحد الحيوانات التي تنتمي لمجموعة الثّدييات، وهو من فصيلة السنوريّات التي تضمُّ أيضاً النّمور والفهود وغيرها من الحيوانات المُفترسة البريّة، وهو يعتبرُ أصغر نوعٍ من هذه الفصيلة من حيثُ الحجم. تمتازُ القطط الأليفةُ بأجسامٍ رشيقة ومَرِنة قويّة، ولها ذيولٌ طويلة تُساعدها على التَّوازنِ أثناء السّير والقفز حول الأماكن الوعرة، كما أنَّها لها أسناناً حادَّة ومَخالب قادرةٍ على الانطواء تسمحُ لها باصطياد العديد من الكائنات صغيرة الحجم، مثل الطّيور والسّحالي والقوارض من الفئران والجرذان. وقد قام الإنسان بتدجين القطّ لأول مرة قبل حوالي سبعة آلاف سنة، ومُنذ ذلك الحين تكيَّفت القطط مع نمط حياة الإنسان وأصبحت ذا دورٍ جوهريّ في الثّقافة البشريّة ومدن الإنسان.[2]
طعامُ القطط
بالنّسبة لتغذيّة القطط فهي تستطيع - إلى حدّ ما - أن تأكل من بعض الطّعام الذي يأكل منه الإنسان؛ فهيَ قادرةٌ على أكل مُعظم اللّحوم المَطهوّة حتى إن كانت مخلوطةً مع صلصة البندورة الحمراء ومَرقة اللّحم وما سِوى ذلك، ولا يُهمّ إن كان اللّحم مَسلوقاً أو مَشويّاً، لكن من الأفضل أن يكون مَطهّواً جيّداً؛ وذلك لتلافي احتماليّة أن يُصاب القط بأنواعٍ من البكتيريا التي تنتشرُ في هذه اللّحوم. ومع أنَّ القطط البريّة مُعتادة على تناول اللّحوم النيّئة وحتى جُثث الحيوانات النّافقة من أيّام، إلا أنَّ اللّحومَ التي يتسهلكها البشرُ أكثر خطورةً عليها، والسَّببُ أنَّ فيها أنواعاً من البكتيريا النّاتجة عن غذاء المواشي وبيئات المزارع الصناعيّة التي يضعُها فيها الإنسان، والتي لم تعتد القطط عليها.[3]
تأكل القطط أيضاً الدّجاج فهو مصدر مُهم للبروتين، وعظام الدّجاج مُفيدة للقطط، وهي لا تُمانع تناولها فهي أسهل للكَسر مقارنة بعظام الخراف أو البقر وغيرها، وتناولُ لحم الكبد قد يكونُ مُفيداً للقطط بدرجة كبيرة، فلا مانع من تقديم كبد الدّجاج مع طعامها من الحين للآخر. ويُعتَبر السّمك من أنواع الأطعمة الرّائجة جداً للقطط، ويُستحسن أن يكون مَطهوّاً قبلَ تقديمه إليها كما هو الحال بالنّسبة للحم والدّجاج والكبد، والسّمك يُعطي القطّة موادّاً وعناصرَ غذائيّة هامّة جداً لصحّتها، مثل اليود، والفسفور، وكذلك الفيتامينات مثل فيتامين A، وفيتامين E، وفيتامين D، وكذلك يمدّها بالبروتين. ويُمكن إعطاء القطّة سمك التّونة والسّردين المُعلّب، إذ لدى القطط المنزليّة ميلٌ كبيرٌ لتناول السّمك، لكنَّ ذلك لا يعني بالضَّرورة أنَّه أفضلُ طعامٍ لها؛ فالقطط البريّة غالباً ما تعيشُ في بيئات جافَّة ومن النّادر جداً أن تأكلَ الأسماك، ولو تناولت القطط المنزليّة السّمك كغذائها الأساسيّ فإنَّها ستُصَاب بنقص العديد من أنواعٍ من المعادن والفيتامينات، ولذا لا يجبُ المُبالغة بإطعامه للقطط، إلا أنّه مفيدٌ عندما يتمُّ تقديمه إليها بكميّة معقولة.[4]
تستطيعُ القطط أن تتغذّى على الحليب والأجبان وجميع مُنتجات الألبان في مُختلف مراحل حياتها، لكن على العكس الاعتقاد السَّائِد فهو لا يُعتَبر غذاءً جيّداً كثيراً للقطّ، وفي الحقيقة، قد يكونَ خطراً في بعض الحالات؛ فالحليب ومُشتقّاته مُفيد للقطط عندما تكون صغيرة، وخُصوصاً في الأسابيع الثّمانية الأولى من حياتها قبل أن تُفطَم، ولكن عندما تنمو وتبلُغ فإنّ تناول الحليب ومُشتقّاته قد يتسبّب لها بالمشاكل؛ فقُدرة جهازها الهضميّ على امتصاص اللّاكتوز (وهو السكّر الموجود في الحليب) تنخفضُ كثيراً، وقد تُصبح لديها حساسيّة تجاه الحليب، فرُبّما يُصيبها بعُسر الهضم والإسهال والجفاف، وكلُّ ذلك سينعكسُ سلباً على صحَّتها. والواقع أنَّ السّائل الوحيد الذي تحتاجُ القطط لشُربه هو الماء، ولو قُدِّمَت إليها الكميَّات المُناسبة منهُ فلن تحتاج لشُرب أيّ شيءٍ آخر.[5]
السّمنة لدى القطط
لا بُدّ من الانتباه ألّا تُصاب القطّة بالسُّمنة المُفرطة، فذلك قد يُؤثّر على صحّتها بدرجةٍ سيّئة مثلها مثل الحالِ لدى الإنسان، ومن الضروريّ توفيرُ الغذاء المُناسب والمُفيد للقطط لكن بالكميّات المعقولة، فالهدف إمدادها بالعناصر التي يحتاجُها جسمها وليس تسمينها، ولذلك أيضاً لا يجبُ أن يُقدَّم للقطّ طعام يحتوي على كميّات كبيرة من الدّسم، ويجبُ الاقتصاد بما يُقدَّم لها من الدّهون والزّيوت. ومن المُفيد تنظيمُ أوقات الأكل للقطّ حتى تنتظم لديه عمليّة الهضم. وتُعتبر السُّمنةً واحدة من المُشكلات المُنتشرة لدى القطط في بُلدان العالم الأول مثلها في ذلك مثل الإنسان، وبالمثل أيضاً، تُسبّب السُّمنة نفس المَخاطرِ لدى الإنسان على القطط، فهي تُهدّدها بالتعرُّض للأمراض القلبيّة وبانخفاض مُدّة حياتها.[6]
أنواع الطّعام لدى الحيوانات
تحصلُ الكائنات الحيّة على غذائها بطُرُقٍ عديدة ومُتنوّعة، فهي تنقسمُ بصُورة أساسيّة إلى نوعَيْن: الكائنات ذاتيّة التّغذية التي تصنعُ غذائها بنفسها، وهي تتمثَّلُ بالنّباتات التي تحصلُ على الطّاقة من ضوء الشَّمْس عن طريق البناء الضوئيّ، والكائنات غير ذاتيّة التّغذية، وهي التي تحتاجُ للتّغذي على غيرِها وتشملُ جميع الحيوانات. وللحيوانات طُرُقٌ عديدة في الحُصول على غذائها، فمنها ما يعيشُ مُتطفّلاً على غيرِه وعلى طعامه، ومنها ما يأكلُ الكائنات الميّتة والمُتحلّلة، ومنها العواشب التي تتغذّى على النّباتات، واللّواحم التي تفترسُ غيرها من الحيوانات.[7] وتُعتَبر القططُ من الحيوانات اللاّحمة الحقيقيّة، فهيَ لا تتغذَّى إلا على لحم غيرِها من الكائنات الحيّة، ومع أنَّها قد تتناولُ طعاماً نباتياً في بعضِ الأحيان، إلا أنَّها تفتقرُ للأعضاء الوظيفيّة المُجهَّزة لهضمه واستخراج العناصر الغذائية منهُ بطريقة فعَّالة، وتحتاجُ بشدَّة لما يتوافرُ من غذاءٍ في اللحوم بأنواعها.[8]
المراجع
- ↑ Hans Kornberg, "Metabolism | Biology"، Britannica, Retrieved 26-10-2016.
- ↑ "Domestic Cat | Mammal"، Britannica, Retrieved 18-10-2016.
- ↑ Franny Syufy , "Is Raw Meat Safe for my Cat?"، About.com, Retrieved 26-10-2016.
- ↑ SIGNE & MARIS, "Is it safe for your cat to eat fish?"، Pet Happy, Retrieved 26-10-2016.
- ↑ "Should I give my cat milk? | Feline Nutrition"، Your Cat Magazine، Retrieved 26-10-2016.
- ↑ "Obesity in Cats and How to Put a Cat on a Diet", Pet MD, Retrieved 26-10-2016.
- ↑ Deepterrikha Jain, "Modes of Nutrition in Plants and Animals (with diagrams)"، Biology Discussion, Retrieved 26-10-2016.
- ↑ "Nutrition for Cats", The Cat Guide, Retrieved 26-10-2016.