تعتبر الكزبرة أحد الأعشاب التي يعود أصلها إلى العصور القديمة، وهي عشبة ذات رائحة قوية، وتحتوي بذورها المجففّة على زيت عطري يتم استخدامه كمُنكّه، أو كدواء، أما البذرة نفسها فتُستخدم كتوابل تشبه تلك الخاصة بالكمون، والكراوية، وتصنّف الكزبرة في مجموعة النباتات "كاسيات البذور" أو "مغطاة البذور" (بالإنجليزية: Magnoliophyta)، و النباتات ثنائية الفلقة (بالإنجليزية: Magnoliopsida)، ورتبة الخيميات (بالإنجليزية: Apiales)،[1] وتتم زراعة هذه العشبة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وفي أوروبا، والشرق الأوسط، والمغرب، والولايات المتحدة لبذورها، التي تستخدم لإضافة النكهة للعديد من الأطعمة، وخاصةً النقانق، والكاري، والمعجنات، والحلويات.[2]
يمتلك هذا النبات ساق نحيلة، ومجوّفة، يتراوح طوله حوالي 30 - 60 مليمتر، مع أوراق ريشية ثنائية (بالإنجليزية: bipinnate leaves)، وأزهار صغيرة ذات لون وردي، أو أبيض، أما البذور، فتتكون من جزئين، تكونان بشكل شبه كروي، متصلتان على الجوانب الداخلية للنبات، مما يمنح هذه العشبة مظهر البذرة الواحدة، الناعمة، وشبه الكروية، يصل قطرها إلى حوالي 5 مليمتر، وهي ذات لون بنيّ مصفر، وذات رائحة عطرة خفيفة، مماثلة لرائحة مزيج من قشر الليمون والمريمية، وتحتوي البذور على 0.1 - 1% من الزيت العطري.[2]
أشارت دراسة نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، إلى فائدة بعض التوابل، بما في ذلك الكزبرة، في الحد من تأثير "الأمين الحلقي غير المتجانس" (بالإنجليزية: HCA/heterocyclic amine)، الذي يُعرّفه "المعهد الوطني للسرطان" على أنّه مادة كيميائية تتشكّل عند طهي اللحوم على درجات حرارة عالية، ويرتبط ارتفاع استهلاك الأطعمة التي تحتوي على هذا المركب، بارتفاع مخاطر الاصابة بالسرطان، وبحثت دراسة نُشرت في مجلة العلوم الغذائية، في آثار استخدام خمسة من التوابل الآسيوية، بما فيها الكزبرة في طهي اللحوم، حيث وُجد أنّ تشكّل مركب "HCAs" في هذه اللحوم أقل بكثير.[3]
وجد الباحثون أنّ الكزبرة تساعد على استرخاء العضلات الهضميّة التي تسبب متلازمة القولون العصبي، وغيرها من أمراض الجهاز الهضمي، كما حللّت دراسة نُشرت في مجلة علوم وأمراض الجهاز الهضمي (بالإنجليزية: Digestive Diseases and Sciences) آثار تناول 32 شخص، يعانون من متلازمة القولون العصبي، لمستحضر يحتوي على الكزبرة، وقامت الدراسة بتقييم هذه الآثار مع آثار تناول علاج بديل، فكانت مستويات ألم البطن، والشعور بعدم الراحة، وشدة آلام المعدة المتضخمة، ومعدل تكرارها أقل لدى الأشخاص الذين تناولوا المستحضر يحتوي على الكزبرة، مقارنةً بالذين تناولوا العلاج البديل، وذلك بعد ثمانية أسابيع من بداية الدراسة.[4]
تبين أنّ استهلاك الكزبرة يخفف من مستويات ضغط الدم لأولئك الذين يعانون من ارتفاعه، فالكزبرة لا تساعد فقط على تعديل نشاط القناة الهضمية، وإنما تعد أيضاً من العوامل المدرّة للبول، الأمر الذي يعتبر مفيداً للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، فمعالجة مشكلة ارتفاع ضغط الدم، تقلل من خطر الإصابة بأمراض خطيرة، كالجلطات الدموية، والسكتات الدماغية.[4]
تساعد بذور الكزبرة على التخفيف من أعراض التهاب المسالك البولية، فيستطيع الشخص نقع 1.5ملعقة صغيرة من بذور الكزبرة المجففة، في كوبين من الماء، وتركها لليلة كاملة، ثم تصفيتها في اليوم التالي، وشربها، فهذا يساعد على تخفيف الشعور بالإنزعاج، والألم المرتبط بالتهابات المسالك البولية، كما ويساعد على سرعة الشفاء الكلي.[4]
تحتوي ملعقة كبيرة من بذور الكزبرة على العناصر الغذائية الآتية:[4]
يساعد سلق الكزبرة بشكل جزئي على الحفاظ على لونها ونضارتها عند حفظها بالفريزر، ويمكن القيام بذلك من خلال اتباع الخطوات الآتية:[5]