-

ما المقصود بالتصحر

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مفهوم التصحر

يشير مفهوم التصحر إلى مجموعة العمليات البيئية المتمثلة بتراجع كميّ ونوعيّ للإنتاج النباتيّ للأراضي الجافة بفعل عوامل طبيعيّة بشرية مختلفة ومتداخلة، كالاضطرابات المناخية وأنشطة إزالة الغطاء النباتي اللامسؤولة كالرعي الجائر، ويعدّ التصحر اليوم أحد أكثر المشاكل البيئيّة خطورةً، كونه يهدّد حياة الملايين من البشر حول العالم، معظمهم من مواطني الدول الفقيرة.[1]

مراحل التصحر

تتطرق النقاط التالية إلى ذكر مراحل التصحر، وملامح كل مرحلة منه:[2]

  • تصحّر أوليّ خفيف: وفيه تبدأ مؤشرات بسيطة تمسّ البيئة بشكل سلبيّ بالظهور كانخفاض وتراجع في حجم ونوعية الغطاء النباتي.
  • تصحّر متوسط: تعدّ هذه المرحلة خطرة، وينبغي البدء فيها بالاعتماد على سياسيات تحول دون تفاقم الأمور، حيث ينخفض الإنتاج النباتيّ بمقدار الربع، وذلك بسبب انجراف التربة وتعريتها بفعل المياه والرياح أو لارتفاع درجة ملوحتها.
  • تصحّر شديد: تتفاقم مخاطر التصحّر وتبدو مظاهرها أكثر وضوحاً من ذي قبل، فمع زيادة ارتفاع معدل ملوحة التربة ودرجة تعريتها ينخفض إنتاجها إلى النصف، وتبدأ أنواع جديدة ضارّة من النباتات بالظهور لتحلّ محل النباتات المفيدة، ويمكن القول إن الوقت لم يتأخر بعد في هذه المرحلة لتدارك الأمور، إلا أنّ تكلفة الاستصلاح ستكون مرتفعةً، وستتطلب العملية الكثير من الوقت.
  • تصحر شديد جداً: وهي آخر مراحل التصحر وأقصى درجات التدهور البيئي، حيث تنعدم قدرة الأرض على الإنتاجية بسبب تحولها إلى كثبان رمليّة أو أراضٍ صخريّةٍ خاليةٍ تماماً، ومن الصعب في هذه المرحلة إعادة الأرض إلى سابق عهدها أو استصلاحها نظراً للتكلفة العالية.

مخاطر التصحر

تخلف ظاهرة التصحر العديد من الآثار السلبية على المستويات الاقتصاديّة، والبيئيّة، والاجتماعيّة، وتتناول النقاط التالية أهم هذه الآثار وتكشف عن مدى خطورتها:[3]

  • تدهور البيئة: تفقد التربة رطوبتها بفعل التذبذب الشديد في كمية الأمطار الهاطلة الأمر الذي يؤدي إلى تناقص مساحات الأراضي المزروعة وتعريتها، ولا يقتصر الأثر المدمر للتصحر عند هذا الحدّ، إذ إنّ تدهور الغطاء النباتي يعد المسؤول المباشر عن زيادة نسبة تواجد غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو، حيث قُدّرت هذه الزيادة بنسبة تتراوح ما بين 26% إلى 36 % سنوياً.
  • خسائر اقتصادية فادحة: تصيب الدول التي تعاني من التصحر بخسائر اقتصادية فادحة، ولعل أكثر القطاعات تضرراً من هذه الظاهرة المدمرة القطاع الزراعيّ، إذ إنّ تدهور التربة يؤثّر بشكلٍ بالغ الأثر على قدرتها الإنتاجية، ويخفّض من كمية الإنتاج الزراعيّ.
  • تفشي ظاهرة الهجرة: يدفع انخفاض الجدوى الاقتصادية للزراعة بالكثير من المزارعين إلى الهجرة من الأرياف إلى المدن بحثاً عن أعمال أكثر إدراراً للمال، ولا يخفى ما للهجرة من تداعيات سلبية على المجتمع كتغيير المنظومة الأمنيّة والاجتماعيّة بكل ما تحويه من أعراف وتقاليد، فضلاً عن إحداث تحوّلات جوهريّة على الصعيدين العماليّ والمهنيّ.

المراجع

  1. ↑ John P. Rafferty , Stuart L. Pimm (2019-3-22), "Desertification"، www.britannica.com, Retrieved 2019-5-1. Edited.
  2. ↑ "التصحر ومراحله"، www.uobabylon.edu.iq، 2013-1-1، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-17. بتصرّف.
  3. ↑ علي السعيدي (2009-12)، "المفهومة والمنظومة الجغرافية لظاهرة التصحر "، مجلة ميسان للدراسات الأكاديمية، العدد 15، المجلد 8، صفحة 179 و180 . بتصرّف.