-

بم اشتهر عبدالله بن مسعود

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الصحابة

لقد أنعم الله علينا وبعث إلى البشرية رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لهداية الناس أجمعين، ولإخراجهم من الظلمات إلى النور، فهدى الله من يشاء من عباده، فكان جيل الصحابة رضوان الله عليهم من أعظم الّذين دخلوا الإسلام، ومن هؤلاء كان عبد الله بن مسعود، هذا الرجل الّذي كان في الجاهلية يرعى الأغنام، فأصبح بعد دخوله الإسلام أحد كبار العلماء ورواة الحديث عن رسول الله، فمن هو عبد الله بن مسعود؟.

عبد الله بن مسعود

هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي، يكنى بأبي عبد الرحمن، ذلك لأنّ النبيّ قام بإعطائه هذه الكنية، ويكنّى بـ (ابن أم عبد)، صحابي جليل، كان من السابقين الأوائل إلى الإسلام، ومن العلماء النجباء في رواية الحديث عن النبي(صلى الله عليه وسلم)، وهو أحد الصحابة الكرام الذين شهدوا غزوة بدر، وهاجروا إلى الحبشة وإلى المدينة المنورة، شهد له النبي بعلمه وفضله، وكثيرٌ من الأحاديث رويت ونقلت عنه، ومن ألقابه الإمام الحبر وفقيه الأمة.

صفاته

كان عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) رجلاً نحيفاً، قصير القامة، ويقال عنه أنّ رجليه كانتا دقيقتين جداً، ومن ذلك روي أنّه كان يتسلّق شجرة النخيل لإحضار التمر إلى النبي، فانكشفت رجلاه، فضحك بعض الصحابة على دقّتها، فنهاهم النبي وقال: "لرجل عبد الله أثقل يوم القيامة من جبل أحد"، ويقال أنّه كان رجلاً فطناً وذكياً.

قصة إسلامه

قال عبد الله بن مسعود أنه كان في يومٍ يرعى غنم الجاهلي الكافر عقبة بن أبي معيط، فمر عليه رسول الله، فقال:"يا غلام هل من لبن؟"، فقال ابن مسعود:"نعم ولكني أمين على هذه الغنم"، فقال النبي:"فهل من شاة لم ينز عليها الفحل" أي بمعنى أنها لا تدر اللبن، فقال:"نعم"، فأتيته بواحدة وكانت لا تدر اللبن، فما إن مسح النبي بيده المباركة على درعها حتى نزل اللبن، فشرب هو وأبو بكر، فقال:"يا رسول الله لو تعلمني"، فقال: "يرحمك الله إنك غلام معلم".

مكانته عند النبي

كان لعبد الله بن مسعود مكانة عظيمة لدى النبي، فهو من أوائل الذين دخلوا إلى الإسلام، ومن أفعاله العظيمة التي زادت في قربه من النبي، أنّه كان أول مسلم يجهر بقراءة القراّن الكريم في مكة المكرمة في أشد لحظات المسلمين وأصعبها، فقد كان كفار قريش يحاربون المسلمين بكل الطرق الممكنة وبأقسى أنواع العذاب، ودلّ هذا على قوة إيمانه وإسلامه، رغم أنه كان ضعيف البنية ولا يقوى على عذاب قريش، وكان النبي يطلب منه أن يقرأ القراّن الكريم بسبب حسن صوته وجماله.

مواقفه مع الصحابة

  • مع عبد الله بن عمرو : حينما ذُكر في مجلسه عبد الله بن مسعود، قال: والله إني أحبه، لأني سمعت رسول الله يقول: إذا أردتم قراءة القرآن فاسمعوه من عبد الله بن مسعود.
  • مع عمر بن الخطاب: عندما عيّن عمر بن الخطاب عبد الله بن مسعود وزيراً في الكوفة، بعث إلى أهلها، فقال: والله إني آثرتكم به على نفسي.
  • مع الأسود وعلقمة: قالا: صلينا في بيت عبد الله بن مسعود، فقمنا بوضع أيدينا على ركبنا، فنزعها وقال: هكذا كان يفعل النبي.

علمه

كان عبد الله بن مسعود عالماً جليلاً بكتاب الله عزّ وجل، وهو من أكثر الذين حدثوا عن النبي، وكان رضي الله عنه يحب مجالسة النبي ويحب الاستماع إليه، لكي يحفظ الأحاديث عنه وينقلها إلى من يريد أن يتعلّمها ويتدارسها.

من الصحابة الكرام الّذين حدثوا عن عبد الله بن مسعود أبو موسى، أبو هريرة، أنس بن مالك، ابن عباس، وابن عمر.

عدد الأحاديث التي رواها

يوجد في صحيح مسلم ما يقارب خمسة وثلاثين حديثاً، ويوجد في صحيح البخاري ما يقارب عن إحدى وعشرين حديثاً، وقد اتفقا له على ما يزيد عن أربع وستون حديثاً.

ولايته

تم تعيينه وزيراً على الكوفة من قبل عمر بن الخطاب، وتم تعيينه أيضاً في عهد عمر والياً على بيت مال المسلمين، فقد كان عمر بن الخطاب يثق به، لمعرفته بقربه من رسول الله وأمانته وصدقه وعدله.

أقواله العظيمة

  • يا حبذا المكروهان، يقصد الموت والفقر، فإذا كان الفقر ففيه الصبر، وإذا كان الغنى ففيه العطف، لأنهما حق لله، وحق الله واجب.
  • من يرد الدنيا فسوف يضر بالآخرة، ومن يرد الآخره فسوف يضر بالدنيا، يا أيّها الناس أضروا الفاني وأبقوا الباقي.
  • لا تحدث قوماً حديثاً لا تفهمه عقولهم، فقد تًحدث فيهم فتنة.
  • ما دام قلبك يذكر الله فأنت في صلاة، حتى إن كنت في السوق.

وفاته

توفي عبد الله بن مسعود في السنة الثانية والثلاثين من الهجرة، وتم دفنه في البقيع، وقيل إنّ عمره كان يتجاوز الستين عاماً بقليل، ومن مواقفه يوم وفاته أنّه جاءه عثمان بن عفان وكان خليفة المسلمين في ذلك الوقت، وقال له:"من ماذا تشتكي يا أبا عبد الرحمن"، قال:"أشتكي من ذنوبي"، قال:"فما الذي تشتهيه؟"، قال:"أشتهي رحمة الله علي".