غاز الفريون هو الاسم التجاري لفئةٍ معينة من المواد الكيميائية العضوية التي يطلق عليها مركبات الكلوروفلوروكربون (بالإنجليزية: Chlorofluorocarbon - CFC)، ومركبات الهيدروكلور فلوروكربون (بالإنجليزية: Chydrochlorofluorocarbon - HCF)، وبعض المركبات المشابهة. ويحتوي غاز الفريون في الغالب على عنصر الهيدروجين، وعنصر البروم، وعنصر الكلور، بالإضافة إلى عنصري الفلور والكربون.[1][2]
يعد غاز الفريون من الغازات غير القابلة للاشتعال، والتي تتميز بأنها عديمة اللون، وعلى الرغم من أن غاز الفريون عديم الرائحة غالباً، إلّا أنّ بعض أنواعه تكون لها رائحة تشبه رائحة الإيثر (بالإنجليزية: Ether). كما يتميز الفريون بأنّه يحتفظ بحالته الغازية في درجة حرارة الغرفة، كما يمكن تسييله عن طريق ضغطه أو تبريده، كما أنه أثقل من الهواء بأربعة أضعاف، وكذلك فإن الفريون يُصرّف مباشرة إلى الأرض في حال ظهور أي تسريب في الوعاء الحافظ له.[1]
يستخدم غاز الفريون بشكل كبير في أجهزة التكييف والتبريد التي تقوم باستبدال الهواء الدافئ بالهواء البارد، حتى يتم الوصول إلى درجة الحرارة المرغوبة، وهو الغاز ذاته المستعمل في أجهزة التكييف المنزلي، وأجهزة التكييف التجاري المركزي، وفي أجهزة التكييف الموجودة داخل السيارات، كما أنه يستعمل على نطاق واسع في الخدمات التي تختص بالغذاء؛ كالنقل، والمعالجة، والتخزين.[1]
توجد العديد من أنواع الفريون التي لها استخدامات مختلفة وهي:[1]
لقد ثبت بشكل تام أن المواد الكيميائية التي تحتوي في مكوناتها على مادة الكلور تساهم في إتلافٍ كبيرٍ في طبقة الأوزون، وبالتالي إلى نضوبها، وتبعاً لذلك فقد نصّت اتفاقية مونتريال على إيقاف استعمال أو تصنيع هذا الغاز أو أيٍّ من مركباته، ولهذا يُعتبر التنفيذ لبروتوكول مونتريال ناجحاً في تخفيض العديد من تراكيز الغازات التي تستنفد هذه الطبقة في الغلاف الجوي، كمركبات الكلورو فلورو كربونات (CFCs). ومن نتائج اتباع سياسات وقوانين اتّفاقية مونتريال تراجع جميع مستويات الكلور الستراتوسفيري (بالإنجليزية: Stratospheric Chlorine)، وكذلك من المتوقع عودة طبقة الأوزون إلى مستوياتها الطبيعية التي كانت قبل عام 1980م. وقد لوحظ مؤخراً أن تركيز مادة ثنائي كلورو ميثان (بالإنجليزية: Dichloromethane) التي توجد في الغلاف الجوي هي التي تستنفد طبقة الأوزون وتتزايد بشكل كبير جداً، وهي مادّة لم تأت اتفاقيّة مونتريال على ذكرها، وإذا استمر هذا التزايد -ولو كان طفيفاً- فإنّه سيتسبّب في تأخر انتعاش طبقة الأوزون.[5]
يعد الفصل الكيميائي الضوئي للفريونات وكذلك جميع ما يتصل بها من مركبات الكلورو فلورو كربونات (CFCs) من الأسباب الرئيسية لحالة التدهور التي أصابت طبقة الأوزون في الغلاف الجوي، واستنزاف طبقة الأوزون بدوره يؤدي إلى تهديد حياة الإنسان والحيوان على سطح الكرة الأرضية؛ لأن طبقة الأوزون تعمل على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية المضرة جداً، لأنها تُعدّ محفزاً على الإصابة بسرطان الجلد.[2]
إن حاويات الرش الهوائية قد مُنع استخدامها في الولايات المتحدة الأمريكية؛ وذلك لكونها تحتوي على غاز الفريون. وقد عملت الكثير من الدول المتقدّمة على منع إنتاج جميع أنواع الفريونات تقريباً؛ لتراكم الأدلة على أن الأوزون بدأ ينفد في المناطق القطبية.[2]
نجد أن بعض المدن الخاضعة لاتفاقية مونتريال تعتمد على أجهزة التكييف والمبرّدات الصديقة للبيئة، وهي الأجهزة التي تحتوي على فريون R123، والتي تعتبر بديلًا عن أجهزة التكييف التي تعمل من خلال الفريونR11.[4]
لقد أُجريت بعض الدراسات لمعرفة تأثير التعرّض لمركبات الكلوروفلوروكربون على صحة الإنسان، ومن هذه الدراسات تلك التي أجريت في عيادة القلب في مستشفى هيئة قناة السويس في مصر، حيث قامت بجمع فئتين من العاملين في معامل التبريد، نصفهم يتعرّضون لمركبات الكلوروفلوروكربون والنصف الأخر لا يتعرض لهذه المركبات، وفي كل فئة 23 شخصاً، وأسفرت نتيجة الدراسة عن خلاصةٍ مفادها أنّ التعرض لمركبات الكلوروفلوروكربون يُسبب مشاكل في القلب تمثّلت في عدم انتظام دقّاته. وعلى الرغم من قدرتها على رفع مستوى الكولسترول في الدم، ورفع بروتين بيتا -2 ميكروغلوبولين في البول، إلا أنّ دورها في ارتفاع ضغط الدم وحدوث مرض القلب التاجي ليس واضحاً بعد.[6]
تؤدي ملامسة غاز الفريون (كلورو فلورو كربون) للجلد إلى حروق بسيطة وسطحية، ولكن تتطور هذه الحروق بشكل تلقائي بعد مرور عدة أيام لحروق سميكة بشكل كامل إذا أُهمل علاجها، ولذلك فهي تستلزم اللجوء إلى علاج جراحي عن طريق استئصال الجلد المصاب وزرع جلد غيره.[7]