ما المقصود بالصداقة

الصداقة

تعرّف الصداقة بأنّها العلاقة الاجتماعية التي تنطوي على الترابط المتبادل والمشاركة الطوعية بين أطرافها، وفقاً لما أشارت إليه الدكتورة سوزان وايت عالمة النفس وخبيرة الصداقة في جامعة إلينوي الشمالية في أمريكا، وتتميّز الصداقات الحقيقية برغبة كلّ طرف في الاندماج مع الطرف الآخر، وممارسة الاهتمامات المشتركة معاً، والشعور بالانتماء للعلاقة والاتصال الدائم بها.[1]

أهمية الصداقة

تتمثّل أهمية الصداقة في تحسين طبيعة الحياة، حيث إنّ وجود أشخاص إيجابيين في حياة الإنسان يُشعره بالسعادة، والدعم، والامتنان، ويُقلّل شعوره بالوحدة، ويجعله أكثر قدرةً على العطاء ومساعدة الآخرين، وبهذا فإنّ الصداقات لا تقتصر على تحسين طبيعة الحياة فقط إنّما تُساهم في تطوير المهارات الشخصية،[2] ومن جهةٍ أخرى، تُساهم الصداقة في تعزيز الصحة العقلية والصحة الجسدية؛ إذ يُساعد الأصدقاء على التعامل مع التوتر بشكّل أفضل، ويمنحون أصدقاءهم خيارات أفضل تُبقيهم أقوياء، وأخيراً فقد وُجد أنّ الصداقة تُساهم في تعافي الشخص من مرضه بشكلٍ أسرع.[2]

مراحل الصداقة

تشكيل الصداقة

إنّ المرحلة الأولى للصداقة هي مرحلة التشكّل أو النشوء، وهي الانتقال من اعتبار الشخص غريباً إلى اعتباره شخصاً معروفاً ثمّ صديقاً على الترتيب، حيث ينخرط الأشخاص بدايةً مع من يُشبهونهم من حيث الخصائص السلوكية والأنشطة المشتركة في مرحلة الطفولة، ومن حيث تشابه المواقف والقيم والمعتقدات، إضافةً للاهتمامات والأنشطة المشتركة في مرحلتي المراهقة والبلوغ، كما يوجد احتمال أعلى لتكوين الأشخاص صداقاتٍ مع من يُشبهونهم من حيث الجنس، والسن، والعرق، والحالة الاجتماعية.[3]

مرحلة الحفاظ على الصداقة

إنّ مرحلة الحفاظ على الصداقة تنطوي على قيام أطرافها ببعض الأمور، مثل: مشاركة الاهتمامات، وممارسة الأنشطة الترفيهية معاً، وتبادل المساعدات والنصائح، والتحدّث حول مواضيع شخصية؛ كمشاكل العائلة، والعلاقات الشخصية، وغيرها من الأنشطة اليومية، وهذا يدلّ على أنّ الصداقة ليست ثابتة بذاتها، إنّما بحاجة لبعض التفاعلات للحفاظ على استمراريتها.[3]

تُعتبر الصداقات الوثيقة التي يصل فيها الرابط العاطفي والرضا عن العلاقة إلى حدّ بعيد والتي تدوم فيها الصداقة لسنين طويلة، صداقاتٍ لا يحتاج أطرافها إلى التفاعل بشكلٍ متكرر للحفاظ عليها؛ إذ تكون نوعية الصداقة أكثر أهميّةً من مقدار التفاعلات، وأخيراً يُشار إلى أهمية امتلاك مهارة إدارة حل النزاعات لدى الأصدقاء؛ إذ إنّ الصراعات تنشأ في غالبية الصداقات، وإدارتها بالشكل الصحيح يُمكن أن يعزّز الصداقة ويزيد من الثقة.[3]

انتهاء الصداقة

ليس بالضرورة أن تمر الصداقة بمرحلة الانتهاء؛ فهناك بعض الصداقات التي تستمر إلى أجل غير محدود، وبالمقابل هناك بعض الصداقات التي تنتهي نتيجة ابتعاد أحد أطرافها، أو لصعوبة الاتصال، أو لوجود خلافات لم يتمكّنوا من حلّها، أو قد تنتهي تدريجيّاً لضعف الدعم بينهم، أو عدم وجود عامل مشترك.[3]

المراجع

1. ↑ ALIA HOYT, MOLLY EDMONDS, "What Is Friendship?"، people.howstuffworks.com, Retrieved 19-4-2019. Edited.
2. ^ أ ب "Why Friendship Is Important", www.liveabout.com,23-9-2017، Retrieved 19-4-2019. Edited.
3. ^ أ ب ت ث Lisa Hohmann, Lauren Berger, Wyndol Furman, "Friendship"، www.britannica.com, Retrieved 19-4-2019. Edited.