ما هي الخبيئة
الخبيئة
الخبيئة: هي عبادة السرّ والخفاء؛ أي التي يؤدّيها العبد في خلوته بينه وبين ربّه جلّ وعلا، وهي زادٌ للإنسان في آخرته، ولا تكون إلّا من العبد الذي فاض حبّ الله -عزّ وجلّ- في قلبه، حتى وصل إلى مرحلة إنكار نفسه وإخفاء عمله، ويبتغي العبد من الخبيئة التجرّد إلى الله سبحانه؛ ليقبل عمله، وتعدّ دليلاً على صدق العبد وإخلاصه لله عزّ وجلّ، وفيها علامةٌ على محبّة الله تعالى، ولها أثرٌ بالغٌ على الإيمان به؛ إذ إنّ المنافقين لا يستطيعون القيام بها، ولا يتقنها إلّا مؤمنٌ صادقٌ، وللخبيئة جملةٌ من الفضائل والثمرات؛ فهي سببٌ في إعانة العبد على الثبات في المحن والشدائد، والبعد عن الرياء والسمعة، كما أنّها تكون أكثر أجراً وأعظم أثراً، وهي رصيدٌ للعبد في وقت الأزمات، ووسيلةٌ لطهارة القلب وصلاحه.[1]
أمثلةٌ على الخبيئة الصالحة
يمكن للعبد أن يجعل لنفسه خبيئةً صالحةً بينه وبين ربّه -جلّ وعلا- من مثل الآتي:[2]
- القيام بعملٍ صالحٍ دون إطلاع أحدٍ من الناس عليه؛ كصلاة الليل، أو ركعتي الضحى، أو غيرها من النوافل.
- إخراج صدقةٍ والحرص على إخفائها عن كلّ الناس.
- الحرص على عدم تحديث الناس بما يفعله العبد من طاعاتٍ وقُربات، واليقين بأنّ الله -تعالى- مطّلعٌ على عمله، وأنّه سيجازيه عليه جزاءً عظيماً.
- الحرص على الخلوة بالله سبحانه، والفراغ إليه بعيداً عن أعين الناس؛ حتّى يتمكّن العبد من التعبّد إلى الله -عزّ وجلّ- دون أن يطّلع على ذلك أحدٌ.
- اغتنام وقت الليل الذي ينام الناس فيه، أو أيّام السفر إلى بلدٍ لا يعرف العبد فيه أحدٌ، وعمارتها بالطاعات والقُربات.
حال السلف الصالح مع الخبيئة
ضرب السلف الصالح أعظم الأمثلة في حرصهم على الخبيئة الصالحة، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض الأمثلة من حياة السلف الصالح:[3]
- كان ابن المبارك حين يقاتل، يضع على وجهه لثاماً؛ حتى لا يعرفه الناس، ورُوي أنّ الإمام أحمد قال: إنّ ابن المبارك لم يُرفع بين الناس إلّا بخبيئةٍ بينه وبين ربّه جلّ وعلا.
- بقي داود بن أبي هند يصوم أربعين سنةً دون أن يعلم بصيامه أهل بيته؛ حيث كان يحمل طعامه من البيت صباحاً فيتصدّق به، ثمّ يرجع عند العشاء إلى أهله، فيفطر معهم.
- كان بشر بن الحارث -رحمه الله- يقول: إنّ رجلاً يحبّ أن يُعرف بين الناس، لا يمكن أن يجد حلاوة الآخرة.
المراجع
- ↑ "عبادة السر.. الخبيئة الصالحة"، www.articles.islamweb.net، 2015-3-31، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-12. بتصرّف.
- ↑ محمد شامي شيبة، "رسالة : (اجعل لك خبيئة)"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-12. بتصرّف.
- ↑ أمينة أحمد زاده (2014-5-27)، "الخبيئة الصالحة تجارة رابحة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-12. بتصرّف.