ما هي الحضارة الإسلامية طب 21 الشاملة

ما هي الحضارة الإسلامية طب 21 الشاملة

الحضارة

تعدّدت تعريفات مصطلح الحضارة تبعاً لاختلاف المدارس الفكريّة ووجهات النظر المختلفة، إلّا أن المفهوم العام لمصطلحِ الحضارة يُعرّفها بأنّها عبارة عن مجموعةٍ من العقائد والمبادئ المنظِّمة للمجتمع، وتُمثّل ناتج النشاط البشري في مختلف المجالات كالعلوم، والآداب، والفنون، وما ينجم عن هذا النشاط من ميول قادرة على صياغة أساليب الحياة المختلفة، والأنماط السلوكيّة، والمناهج المختلفة في التفكير، وقد تطوّر مصطلح الحضارة مع تعاقب العصور وتعدّدت تعريفاته والرؤى الخاصة به، فرأى ابن خلدون أن الحضارة هي التفنّن في الترف بما يشمل الملابس، والمباني، والمطابخ، وكلّ ما يخص المنزل والأمور التابعة له، كما يُعرَّفها ابن خلدون بأنّها أحوال عادية من أحوال العمران تزيد عن الضروري بدرجات مختلفة ومتفاوتة تبعاً لتفاوت الرفاهية، وتفاوت الأمم بقلّتها وكثرتها.[1]

يرى ابن الأزرق أن الحضارة هي النهاية في العمران الذي يؤدي إلى الفساد، والغاية في ظهور الشر الذي يبعد عن الخير، وينوّه إلى أن من سلم منها فلا محال من اقترابه من الخير، أمّا في العصر الحديث فيُعرَّف المُؤرخ ديورانت الحضارة بأنّها نظام اجتماعيٌّ يساعد الأفراد على رفع مُعدّل إنتاجهم الثقافي، وأن نقطة البداية للحضارة هي نقطة انتهاء الاضطراب والقلق، كما يرى أن الحضارة مكوّنة من أربعة عناصر أساسيّة ألا وهي: النُظُم السياسيّة، والموارد الاجتماعيّة، والتقاليد الخلقيّة، وأخيراً متابعة العلوم والفنون، أمّا نشأتها فهي من تفاعل الثقافات والأعراق المختلفة التي تنتهي جميعها في تشكيل الحضارة، ويمكن القول إن الحضارةَ لا ترتبط بعرقٍ معين، أو جنس مُحدّد، أو شعب من الشعوب، إلّا أنه يمكن أن تُنسبَ الحضارة إلى منطقةٍ جغرافيّة من العالم، أو أُمةٍ مُعينةٍ من الأُمم.[1] من التعريفات الأُخرى للحضارة هي عبارة نتاج الجهد الذي يطبقه الإنسان لتحسين وتطوير ظروف حياته ومعيشته، سواء كان الجهد المبذول مادياً أمّ معنوياً أو مقصوداً أمّ غير مقصود.[2]

الحضارة الإسلامية

الحضارة الإسلاميّة هي حضارة تقوم على الإسلام؛ حيث إن الفكر الإسلامي هو الذي بناها وشيدها، وهي حضارة إنسانيّة تشمل مختلف جوانب الحياة، كما أنها حضارة ربانيّة تعود إلى العلم الذي جاء به الرسول - صلّى الله عليه وسلّم -، وقد استفادت الحضارة الإسلاميّة من مختلف الحضارات السابقة في قيامها وقد تفوقت عليها، فرفعت من شأن الشورى، والعدالة، والمساواة، والحرية، ومختلف الحقوق الإنسانيّة،[3] ويمكن القول إن الحضارةَ الإسلاميّة هي حضارة نتجت من تفاعل مجموعة الثقافات الخاصة بالشعوب التي دخلت في دين الإسلام، كما أنها خلاصة تفاعل الحضارات الموجودة في المناطق التي وصل إليها الإسلام أثناء الفتوحات الإسلاميّة.[1]

تُعدّ الحضارة الإسلامية إرثاً تتشارك فيه جميع الشعوب والأُمم التي انضمّت لها وساهمت في بنائها وازدهارها، فهي ليست حضارةً مقتصرةً على جنسٍ معينٍ من البشر أو الأقوام، وإنما حضارة شاملة لجميع الأجناس التي كانت لها مساهمة في بنائها، وتشمل الحضارة الإسلاميّة في مفهومها على نوعين، أوّلهما الحضارة الإسلاميّة الأصيلة وهي حضارة الإبداع التي يعدّ الدّين الإسلاميّ المصدر والمنبع الوحيد لها، وثّانيهما حضارة البعث والإحياء؛ لأنها نتجت عن تطبيق المسلمين لأمورٍ تجريبيّة مختلفة،[1] كما يُقصد بالحضارة الإسلاميّة مجموعة الجهود المبذولة من قِبَل العلماء المسلمين، وأدّت إلى إخراج نظريات ناجحة في التكنولوجيا والعلوم على مستوى العالم، وسيطرت الحضارة الإسلاميّة على مجال العلوم منذ القرن الثّالث للهجرة حتّى القرن الخامس للهجرة، كما شملت الحضارة الإسلاميّة مختلف الجوانب الماديّة والمعنويّة، وكرست نفسها لتسهيل التقدّم والتطوّر؛ حتّى قيل فيها إنه لا توجد حضارة في الوجود قدّمت للبشرية ما قدّمته الحضارة الإسلاميّة.[4]

دعائم الحضارة الإسلامية

تقوم الحضارة الإسلاميّة على مجموعةٍ من الدعائم والركائز، ومنها:[5]

خصائص الحضارة الإسلامية

تتميّزُ الحضارة الإسلاميّة عن غيرها من الحضارات بمجموعةٍ من الخصائص والصفات، ومن أهمها:[6]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث د.عبد العزيز بن عثمان التوجيري (2015)، خصائص الحضارة الإسلامية وآفاق المستقبل (الطبعة الثانية)، صفحة 11-18. بتصرّف.
  2. ↑ د. حسين مؤنس، الحضارة ، صفحة 13. بتصرّف.
  3. ↑ أ.د. موسى محمد أحمد ، أ.د محمد نور موسى (2017)، قراءة في الحضارة الإسلامية: دراسة في معانيها وآثارها المعنوية والمادية (الطبعة الأولى)، القاهرة - مصر: الأكاديمية الحديثة للكتاب الجامعي، صفحة 15-16. بتصرّف.
  4. ↑ الدكتور صادق آئينهوند (1431هـ)، "الحضارة الإسلامية حضارة إنسانية"، آفاق الحضارة الإسلامية، العدد الثاني، صفحة 1. بتصرّف.
  5. ↑ حسام العيسوي إبراهيم (2013-3-13)، "الحضارة الإسلامية المنقذ للبشرية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-8. بتصرّف.
  6. ↑ أ.د عبد الحليم عويس (2017-7-2)، "خصائص الحضارة الإسلامية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-8. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت ث أحمد بن سواد (2014-4-14)، "خصائص الحضارة الإسلامية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-2-8. بتصرّف.