يعد المذهب المالكي المدرسة التي جعلت أقوال الإمام مالك بن أنس مرجعًا للفتوى والعمل والتقليد، كما جعلت أصول المدرسة وفروعها مناط الاتباع والتقليد والدراسة، مع وجود قدر من الاجتهاد والتوجيه لأئمة المذهب المجتهدين، كغيره من المذاهب الفقهية، وقد كان لهذا المذهب انتشار واسع،[1] وقد انتشرت مدارسه وعلماؤه قديمًا في الحجاز، والمغرب، والأندلس، والعراق، ومصر، أما في عصرنا هذا فقد انتشر في بلاد المغرب الإسلامي، في السودان، وغرب أفريقيا، وشرق الجزيرة العربية، والحجاز، وله حضور قوي في مصر.[2]
للمذهب المالكي خصائص منها:[3]
مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر، أمه عالية بنت شريك الأزدية، ولد في العام الثالث والتسعين من الهجرة، وجدّه من كبار التابعين، وقد نشأ الإمام مالك في بيت علم وراوة حديث، وقد شجّعت البيئة التي تربّى فيها اتجاهه في طلب العلم، حيث تربّى في المدينة المنور دار الهجرة، واجتهد في طلب العلم ولم يدّخر وسعه في ذلك، وكان حريصًا على الحفظ، وكان ذو حافظة واعية، حيث كان العلم في زمنه لا يؤخذ من الكتب إنما من أفواه الرجال، ولم تكن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم مدوّنة في الكتب، وكان ذا جلد ومثابرة، وإرادة قوية، وقد توفي في خلافة هارون الرشيد في عام 179هـ.[4]