العصرُ العباسي هو فترةٌ زمنيةٌ، من حياة الدولةِ الإسلاميةِ ، دامتْ قرابة 500 عام (750-1258)م، سُمِيَت بالعباسية، نسبةً لسلالة العباس، عَمِ النبي صلى الله عليه وسلم .
نشأةُ الدولةِ العباسية
ظهر الضُعفُ بأركانِ الدولة الأموية آخر أيامها، حيث ظهرت فيها الفرقة والإختلاف، والتنازعُ على السلطة، مما سَهَلَ ظُهوُر حركة، انطلقت منطقة الحميمة في جنوب الأردن، تدعوا إلى انتقال الخلافة إلى رجل قوي من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،يُعيدُ للدولة عزتها وقوتها وازدهراها، فكان الإجتماع على رجل من آل العباس عم النبي عليه السلام، حيث تمت مبايعة أبو العباس للخلافة العباسية بالكوفة عام 750 م، حيث قامَ بأنهاء قيادات الدولة الأموية ،وبقاياها، حتى مُكِنَ لهُ الحكمُ بدولةِ عباسية جديدة.
التطورات على المستوى العلمي
- كان العصر العباسي مَولِداً للعديد من العلوم الإسلامية، والتأسيس لنشأتها، حيث برز علمُ التفسير جلياً، باختصاص خاص به مستقل عن علم الحديث الذي ولد منه، كما كان العصر العباسي، مولدا للمذاهب الفقهية الأربعة، حيث عاصر علماء المذاهب الأربعة الدولة العباسية، الإمام ابو حنيفة، والإمام مالك، والإمام الشافعي، والأمام احمد بن حنبل، كما ظهرت مدرسة اهل الحديث والأثر في المدينة المنورة، ومدرسة أهل الرأي بالعراق .
- اشترهت بالعصر العباسي مدارسُ النحو واللغة، التي قَعَدَتْ لهذه العلوم، فَسَهْلَت تَعَلُمِهَا من قِبَلِ العجم، الذين دخلوا في الإسلام من غير العرب، لتمكَنِهِم من تعلم العلوم الشرعية، فكانت مدرستي الكوفة والبصرة في النحو، موردًا ينهل منه طلاب العلم في تعلم اللغة العربية وعلومها .
- برز التأصيل لعلم الحديث جلياً في هذا العصر، فكتبت تراجمُ الرجال، والسيرةُ النبوية أخذت نطاقا مستقلا عن علم الحديث، كمدرسة لها قواعدها وأصولها ومنهجها، التي تندرج تحت هذه الأبواب من العلم .
- تطورت علوم الطب والفلسفة والرياضيات في هذا العصر، نظراً لإزدهار الترجمة في هذا العصر، حيث نُقِلَت علوم الحضارات السابقة، وتم تصفيتها وعمل التجارب عليها، وإضافة الجديد إليها من أبحاث ونظريات، وانشاء لعلومٍ جديدة انبثقت عنها .
الفتوحات الإسلامية في العصر العباسي
- آسيا الصغرى، حيث وصلت الفتوحات الى جبال طوروس حتى مضيق البسفور .
- امتدت الفتوحات حتى وصلت الى أنقره ،حيث رضخ أهلها لدفع الجزية .
- بلاد الهند، حيث وصلت الفتوحات الى قندهار ،وكشمير والملتان، وغيرها .
- وصلت الفتوحات الإسلامية أوروبا ،حيث فُتحت صقلية ووصلت الفتوحات إلى الحدود الإيطالية آنذاك .