-

ما هو سبب التعرق

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

التعرق

تُعرف عملية التعرق (بالإنجليزيّة: Sweating) بخروج السوائل المحتوية على الأملاح من جسم الإنسان عبر الغدد العَرقية، حيث يحتوي الجسم منذ ولادته على ما يُقارب 2-4 مليون غدّة عَرقية، ولكن تكتسب هذه الغدد كامل نشاطها خلال سن البلوغ، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الغدد تكون أكثر نشاطاً لدى الرجال، وغالباً ما يخرج العرق من الأجزاء التالية من الجسم: تحت الإبطين، وراحة اليدين، وباطن القدمين، وفي الحقيقة فإنّ عمليّة التعرق عمليّة طبيعيّة تهدف إلى تبريد الجسم، وتنظيم درجة حرارته، ويتحكم الجسم في عملية التعرق عن طريق الجهاز العصبيّ المستقل (بالإنجليزيّة: Autonomic nervous system)، والذي لا يستطيع الفرد السيطرة عليه، وتعتمد كمية العَرق على عدد الغدد العَرقيّة التي يمتلكها الشخص،[1] بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه الجينات الوراثية في ذلك، ومن الجدير بالذكر أنّ العَرق لا توجد له رائحة بالأساس، ولكنّ اختلاطه مع البكتيريا الموجودة على سطح الجلد ينتج عنه رائحة كريهة.[2]

أسباب التعرق

هناك مجموعة من الأسباب التي قد تؤدي إلى إفراز العرق بكميات إضافيّة، ومنها ما يلي:

  • حرارة الطقس المرتفعة: إذ يُعتبر ارتفاع درجة حرارة البيئة المحيطة بالإنسان من أبرز الأسباب المؤدية إلى زيادة تعرّق الجسم؛[3] حيث إنّ عمليّة التعرق كما ذكرنا سابقاً، عمليّة طبيعية تهدف إلى الحفاظ على درجة الحرارة الطبيعية، ويتم ذلك من خلال تبخّر بعض قطرات العرق عن سطح الجسم، حاملة معها الحرارة، وفي الحقيقة فإنّ وجود طقس رطب يؤدي إلى تقليل كميات العرق المُتبخّرة من الجسم، وذلك بسبب امتلاء الهواء بالرطوبة اللازمة له، وهذا الأمر من شأنه أن يُشعِر الفرد بالحرارة.[4]
  • حرارة الجسم المرتفعة: في حال إصابة الجسم بمرض معيّن، فإنّ الدماغ يعمل على رفع مستوى منظم الحرارة الطبيعيّ (بالإنجليزيّة: Body's thermostat) بضع درجات، وذلك بهدف جعل الجسم مكاناً غير ملائم للجراثيم والميكروبات، الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بالبرد والقشعريرة، وبعد عودة منظم الحرارة إلى الوضع الطبيعيّ، يعمل الجسم على التخلص من الحرارة الإضافية عن طريق التعرق.[4]
  • الانفعالات والعواطف: إذ تشكّل الظروف العاطفية المختلفة مثل الغضب، والخوف، والقلق، والارتباك، والضغط العاطفي، أحد أسباب زيادة التعرق،[3] كما يؤثر ضغط العمل المرهق، والارتباك من الوقوف أمام الجمهور في زيادة كمية العرق الناتجة عن الغدد العرقية الموجودة في راحة اليدين، وباطن القدمين، بينما يؤدي الشعور بالحب إلى إفراز مواد كيميائية معينة تُشبه مادة الأدرينالين، الأمر الذي ينشأ عنه بعض المؤشرات البدنية، مثل زيادة ضربات القلب، وتعرق اليدين.[4]
  • الغذاء: حيث إنّ هناك نوع من التعرّق ينتج عن تناول بعض المأكولات والمشروبات، ويُعرف باسم التعرّق الذوقيّ (بالإنجليزيّة: Gustatory sweating)، وينتج عن تناول المشروبات المحتوية على الكافيين، مثل المشروبات الغازيّة، والشاي، والقهوة؛[3] حيث يحفّز الكافيين الجسم على زيادة التعرّق من خلال الحرارة المباشرة التي نحصل عليها من المشروبات الساخنة، كما يعمل على تنشيط الجهاز العصبيّ المركزيّ، الأمر الذي يدفع خلايا الغدد العرقية للعمل،[4] كما أنّ شرب الكحول بكميات كبيرة يوهم الجسم بوجود حالة من النشاط البدنيّ، من خلال زيادة معدل ضربات القلب، وتوسيع الأوعيّة الدمويّة، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة التعرّق بهدف تبريد الجسم، بالإضافة إلى أنّ تناول الأطعمة الحارّة المحتوية على مادة الكابساسين (بالإنجليزيّة: Capsaicin)، والتي تُشعر الدماغ بأنّ الجسم يمر في حالة من ارتفاع درجة الحرارة تؤدي إلى زيادة إنتاج العرق، وتجدر الإشارة إلى أنّ تناول الشخص للأطعمة التي يتحسس منها، يؤدي إلى زيادة عملية التعرّق، وفي الحقيقة تؤثر الأطعمة الغنية بالكبريت، مثل البصل، والثوم، والملفوف، والبروكلي في رائحة العرق؛ حيث ينتج عن تحلّلها منتجات ثانوية يتم إفرازها مع العرق، وعند تفاعلها مع البكتيريا الموجودة على الجلد تظهر رائحة كريهة.[2]
  • الأمراض: يمكن أن تمثل مشكلة التعرّق أحد الأعراض المصاحبة لوجود مرض أو مشكلة صحية معينة، مثل إصابات النخاع الشوكيّ، والسكري، والنقرس، وأمراض القلب، وفرط نشاط الغدة الدرقية، وداء باركنسون (بالإنجليزيّة: Parkinson's disease)، والفشل التنفسيّ، والهربس النطاقي أو ما يُعرف بالحزام الناري (بالإنجليزيّة: Shingles)، وبعض أنواع السرطانات، وبعض أنواع العدوى المرضيّة، مثل: متلازمة نقص المناعة المكتسبة التي تُعرف بالإيدز، والملاريا، ومرض السّل، بالإضافة إلى الإصابة بحالات صحيّة أخرى، مثل البدانة، والتسمم بمادة الزئبق.[5]
  • الأدوية: هناك بعض الأدوية التي يمكن أن تزيد من إفراز العرق عند استخدامها، مثل الأدوية الخافضة للحرارة، والمورفين (بالإنجليزيّة: Morphine) وغيره من مسكنات الألم، وهرمونات الغدة الدرقية الاصطناعية،[3] وبعض أنواع مضادات الاكتئاب، ودواء بيلوكاربين (بالإنجليزيّة: Pilocarpine) المُستخدم في علاج مشكلة المياه الزرقاء في العين، ودواء بروبرانولول (بالإنجليزيّة: Propranolol) المُستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم.[5]
  • التمارين الرياضيّة: تُعتبر كثرة التعرّق من العلامات الصحية عند ممارسة التمارين الرياضية؛ حيث تدل على التمرّن بشكل جيد، وتجدر الإشارة إلى أنّ خروج السوائل من الجسم عبر التعرّق خلال ممارسة التمارين الرياضية يكون بشكلٍ أكبر عند ارتفاع درجة حرارة الطقس الخارجيّ.[4]
  • سن اليأس: تترافق فترة انقطاع الطمث أو سن اليأس (بالإنجليزيّة: Menopause) عند النساء، مع تغيّرات وتقلّبات هرمونية تؤدي إلى زيادة عملية التعرّق، بالإضافة إلى التعرّق المصاحب للإصابة بالهبّات الساخنة، والتعرّق الليليّ.[3]

نصائح لتقليل التعرّق

تجدر الإشارة إلى أنّ إفراز العرق بكميات زائدة عن الوضع الطبيعي، يُعرف بفرط التعرّق (بالإنجليزيّة: Hyperhidrosis)، وفي حال وجود أعراض أخرى مصاحبة لفرط التعرق يجب مراجعة الطبيب، بينما يمكن للفرد التعامل مع التعرّق الطبيعيّ من خلال بعض الإجراءات البسيطة التالية:[3]

  • ارتداء الملابس التي تسمح للبشرة بالتنفس.
  • التخلص من بعض طبقات الملابس في حال الشعور بالحرارة.
  • غسل أجزاء الجسم المعرضة للتعرّق.
  • استبدال الملابس المليئة بالعرق؛ لتفادي الإصابة بعدوى الفطريات أو البكتيريا.
  • المحافظة على شرب الماء؛ لتعويض السوائل والأملاح التي تتم خسارتها مع العرق.
  • تجنب تناول المأكولات التي تزيد من عملية التعرّق في الجسم.
  • استخدام مانع للتعرّق (بالإنجليزيّة: Antiperspirant)، أو مزيل العرق (بالإنجليزيّة: Deodorant)، للسيطرة على رائحة وكمية العرق.

المراجع

  1. ↑ Laura J. Martin, David Zieve and Brenda Conaway (21-5-2017), "Sweating"، www.medlineplus.gov, Retrieved 5-8-2018. Edited.
  2. ^ أ ب Emily Rekstis (6-6-2018), "Left Armpits of Left-Handers Smell Better — and 16 Other Sweaty Facts"، www.healthline.com, Retrieved 5-8-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح Erica Roth (23-4-2018), "Sweating (Normal Amounts): Causes, Adjustments, and Complications"، www.healthline.com, Retrieved 5-8-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج Stephanie S. Gardner (18-3-2018), "What Makes You Sweat"، www.webmd.com, Retrieved 5-8-2018. Edited.
  5. ^ أ ب Christian Nordqvist (21-12-2017), "What is hyperhidrosis?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 5-8-2018. Edited.