-

ما هو أقرب كوكب للشمس

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

كواكب المجموعة الشمسية

تُعرَف الكواكب (بالإنجليزيّة: Planets) بأنّها أجرام سماويّة مُعتمة تسير في المَجرّات التي تسبح في الفضاء الخارجيّ، وتنشأ بفعل الغازات والدّخان والأبخرة التي تتجمّع مع بعضها البعض تحت ضغط وحرارة شديدين حتّى تتحوّل إلى كواكب في النّهاية بعد المرور في مرحلة الغيمة الغازيّة والسّديم. تتجمّع هذه المُكوّنات نتيجة قوّة الجذب المركزيّ الهائلة في مركز الكوكب.[1]

تحوي المجموعة الشمسيّة ثمانية كواكب رئيسة، وهي عطارد وهو الكوكب الأقرب إلى الشّمس، والزُّهرة، والأرض، والمرّيخ، والمشتري، وزحل، وأورانوس، ونبتون الذي هو الأبعد عن الشّمس.[2] إلا أنّ تركيب كواكب المجموعة الشمسيّة والظروف المُحيطة بها تختلف من كوكب لآخر، إذ يُصنّف كلّ من كوكب عطارد، والزّهرة، والأرض، والمريخ بأنّها كواكب صخريّة، بينما يُعتَبر كلّ من كوكب المُشتري، وزحل، وأورانوس ونبتون كواكب غازيّة عملاقة.[3]

كوكب عطارد

يُعدّ كوكب عطارد (بالإنجليزيّة: Mercury) أقرب كواكب المجموعة الشمسيّة إلى الشّمس، ويعود سبب تسميته بهذا الاسم لأنّ كلمة عطارد في اللّغة تشير إلى التتابع والتّسارع في الجري، ونظراً لأنّ عطارد أقرب كوكب للشمس، فإنّ مداره هو الأقصر بين الكواكب، وبالتّالي تكون سرعة دورانه وجريانه كبيرةً جدّاً ومُتتابعةً، ومن هنا اكتسب كوكب عطارد اسمه.[4]وقد أطلق الرومان اسم Mercury على كوكب عطارد نسبة لرسول الآلهة الرومانيّ، كما اتّخذه السومريّون آلهة الكتابة لهم، وأطلقوا عليه اسم نابو (Nabu)،[5] أمّا اليونانيّون القُدامى فقد أطلقوا عليه اسمين مُختلفين، فقد دعوه باسم أبولو (باليونانيّة: Apollo) عند ظهوره قبل شروق الشّمس، واسم هيرميس (باليونانيّة: Hermes)، وهو رسول الآلهة، عند ظهوره بعد غروب الشّمس.[6]

اكتشاف كوكب عطارد

يعود اكتشاف كوكب عطارد للعام 1631م على يد كلّ من العالِمَين جاليليو جاليلي وتوماس هاريوت بواسطة التّلسكوب، وفي نفس العام استطاع العالم بيير جاسندي مُشاهدة عبور كوكب عطارد أمام قرص الشّمس بواسطة التّلسكوب. وفي الفترة ما بين 1974-1975م استطاعت المركبة الفضائيّة مارنير 10 (بالإنجليزيّة: Marnier 10) أن تلتقط صوراً لنصف سطح الكوكب. وفي الفترة ما بين 2008-2009م قامت المركبة الفضائيّة مسنجر بالوصول إلى كوكب عطارد، واستطاعت الكشف عن وجود فجوات على سطح الكوكب وعَرَّفت عن سببها، بالإضافة إلى أنّها قامت بتوضيح ارتباط الحقل المغناطيسيّ للكوكب بخط الاستواء،[7] وفي العام 2011م قامت هذه المركبة باتّخاذ مدار لها حول كوكب عطارد، الأمر الذي مَكَّنها من التقاط الصّور له، وفي العام 2015م انتهى عمل المركبة بارتطامها بسطح الكوكب.[8]

خصائص كوكب عطارد

خصائص عطارد التركيبية

  • يُعدّ كوكب عطارد أصغر كواكب المجموعة الشمسيّة، حيث يبلغ نصف قطره حوالي 2439.7 كم، أي ما يُعادل 38.3% من نصف قطر كوكب الأرض تقريباً، في حين يبلغ حجمه ما يُقارب 6.083×1010كم، أي ما يُقارب 5.62% من حجم كوكب الأرض، في حين تبلغ كتلته حوالي 0.33011×1024كغ، أي ما يُقارب 5.53% من كتلة كوكب الأرض.[9]
  • يُعدّ كوكب عطارد ثاني أكثر الكواكب كثافةً بعد كوكب الأرض، إذ تبلغ كثافته 5427 كغ/م³، أي ما يُقارب 98.4% من قيمة كثافة كوكب الأرض.[10]
  • يمتاز كوكب عطارد بامتلاكه غلافاً جويّاً رقيقاً جدّاً، تبلغ كتلته أقلّ من عشرة آلاف كغم فقط، ويحتوي على الصّوديوم، والمغنيسيوم، والأكسجين، والهيدروجين، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والحديد، والألمنيوم، بالإضافة إلى كميات قليلة من الأرغون، وثاني أكسيد الكربون، والماء، والنّيتروجين، والكريبتون، والنّيون، والهيليوم، والزّينون.[9]
  • يتشابه كوكب عطارد في تركبيته مع قمر كوكب الأرض من حيث الفوهات الموجودة على سطحه والتي تتراوح أقطارها ما بين 100-1300كم.[11]
  • يمتاز كوكب عطارد بوجود العديد من التّجاويف الضّحلة التي تتراوح أبعادها ما بين 60 قدماً إلى ميل واحد، بعمق يصل إلى 60-120 قدم تقريباً،[11] وقد نشأت هذه الفجوات بفعل وجود عناصر مُتطايرة، مثل البوتاسيوم والكبريت.[7]
  • يحتوي سطح كوكب عطارد على الجليد في منطقة الأقطاب.[11]
  • تصل درجة حرارة سطح كوكب عطارد إلى 167 درجةً سيليسيّةً،[10] وبالرّغم من قربه إلى الشّمس إلا أنّ كوكب الزّهرة يملك درجة حرارة أعلى، إذ تبلغ درجة حرارة سطحه ما يُقارب 464 درجةً سيليسيّةً،[10] وذلك لاحتواء غلاف كوكب الزّهرة على كميّات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون وأكاسيد الكبريت التي يعمل على احتباس الحرارة في داخله ومنع تسرّبها الى الخارج.[12]
  • يبلغ تسارع جاذبيّة كوكب عطارد 3.7 م/ث²، أي ما يُعادل 37.8 من جاذبية كوكب الأرض.[9]
  • يتكوّن كوكب عطارد من ثلاثة طبقات، هي القشرة، والوشاح، واللب، وتتميّز القشرة بأنّها رقيقة جدّاً مُقارنةً بالقشرة الأرضيّة؛ إذ يبلغ سمكها ما بين 100-300كم، كما تتميّز بعدم احتوائها على الصّفائح التكتونيّة، ممّا يجعل كوكب عطارد مُحافظاً على شكله، أمّا طبقة الوشاح فيبلغ سمكها ما بين 500-700كم، وتتكون مُعظمها من السيليكات،[13] أمّا طبقة اللب، فيُشكّل قطرها ما يُقارب 85% من قطر الكوكب، والتي تتميّز باحتوائها على عنصر الحديد.[14]

خصائص عطارد المداريّة

  • لا يملك كوكب عطارد أيّ قمر يدور حوله.
  • يبعد كوكب الزّهرة عن الشّمس مسافة تُقَدّر بـ 46 مليون كم في منطقة الحضيض الشمسيّ، و69.82 مليون كم في منطقة الأوج.[9]
  • يبلغ طول اليوم الواحد في كوكب عطارد حوالي 4222.6 ساعةً أرضيّةً تقريباً، أي ما يُقارب 175.94 يوماً أرضيّاً، في حين يُكمل دورته الكاملة حول نفسه كل 1407.6 ساعةً أرضيّةً، أي ما يُعادل 58.65 يوماً أرضيّاً.[9]
  • يبلغ مُتوسّط السّرعة المداريّة لكوكب عطارد 47.36 كم لكلّ ثانية.[9]
  • يُكمل كوكب عطارد دورته الكاملة حول الشّمس كل 88 يوماً أرضيّاً تقريباً.[7]
  • من المُمكن مُشاهدة عبور كوكب عطارد لقرص الشّمس من الأرض بحيث يظهر كوكب عطارد على شكل بُقعة مُعتمة صغيرة تظهر أمام الشّمس، ويحدث هذا العبور 13 مرّةً في القرن الواحد، وتُعتَبر حالةً نادرةً بسبب ميلان محور كوكب عطارد 7 درجات تقريباً عن الخط العموديّ عند الأفق، لذا يصعب وجود كلّ من الشّمس والأرض وعطارد على خطّ واحد كلّ مرّة.[15]

المراجع

  1. ↑ JACK LISSAUER (2005-11-24), "FORMATION OF THE OUTER PLANETS", Space Sciences Series of ISSI , Folder 19, Page 11. Edited.
  2. ↑ The Planets Today Staff, "Planets of the Solar System"، The Planets Today, Retrieved 2017-1-17. Edited.
  3. ↑ Katharine Gammon (2015-8-10), "Terrestrial Planets: Definition & Facts About the Inner Planets"، Space, Retrieved 2017-2-18. Edited.
  4. ↑ أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم (ابن منظور) (2003)، لسان العرب، لبنان: دار صادر، صفحة باب حرف العين. بتصرّف.
  5. ↑ Charles Choi (2016-11-30),"Planet Mercury: Facts About the Planet Closest to the Sun"، Space, Retrieved 2017-1-17. Edited.
  6. ↑ Clark Chapman (2016-4-13), "Mercury PLANET"، Encyclopaedia Britannica, Retrieved 2017-1-17. Edited.
  7. ^ أ ب ت Bill Dunford , "Mercury: In Depth"، Nasa Solar System Exploration, Retrieved 2017-1-17. Edited.
  8. ↑ "انتهاء مهمة المجس الأمريكي "ماسينجر" بالاصطدام بسطح كوكب عطارد"، مركز قطر لعلوم الفضاء والفلك ، 2015-5-8، اطّلع عليه بتاريخ 2017-1-17. بتصرّف.
  9. ^ أ ب ت ث ج ح David Williams (2016-12-23), "Mercury Fact Sheet"، NASA Goddard Space Flight Center, Retrieved 2017-1-17. Edited.
  10. ^ أ ب ت David Williams (2016-12-23), "Planetary Fact Sheet - Metric"، NASA Goddard Space Flight Center, Retrieved 2017-1-17. Edited.
  11. ^ أ ب ت Nola Redd (2016-8-31), "How Big is Mercury?"، Space, Retrieved 2017-1-17. Edited.
  12. ↑ Bill Dunford , "Venus: In Depth"، Nasa Solar System Exploration, Retrieved 2017-1-17. Edited.
  13. ↑ Fraser Cain (2015-12-24), "INTERIOR OF MERCURY"، UNIVERSE TODAY, Retrieved 2017-1-17. Edited.
  14. ↑ Nola Redd (2016-10-14), "What Is Mercury Made Of?"، Space, Retrieved 2017-1-17. Edited.
  15. ↑ Mike Wall (2016-5-6), "Mercury Transit of the Sun: Why Is It So Rare?"، Space, Retrieved 2017-1-17. Edited.