ما مفهوم التاريخ طب 21 الشاملة

ما مفهوم التاريخ طب 21 الشاملة

مفهوم التاريخ

يعرف التّاريخ بأنه علم من العلوم الاجتماعيّة التي تهتم بدراسة ماضي البشر، كما أن التّاريخ هو الوثائق التي يعدّها المؤرخون عند دراستهم للأحداث الماضية ووثائقها،[1] وبالعودة إلى مفهوم التّاريخ في اللغة نجد أنها تعني تعريف الوقت في الغالب، وأصل هذه الكلمة مختلف عليه، حيث ذكر البعض أنه عربي الأصل كما ذكر الرازي في مختار الصّحاح، وكلمة التّاريخ في الاصطلاح قد استخدمت للدلالة على معنيين؛ أولهما المادة التّاريخيّة، وثانيهما الطّريقة التي يتم التعامل فيها مع المادة التّاريخيّة.[2]

تنوّعَ مفهوم التّاريخ مع اختلاف وتنوّع أهواء الشّعوب والثّقافات، وقد عرّف ابن خلدون التّاريخ بأنه يُظهر أخبار الأمم السّابقة والدول والقرون الأولى في ظاهره، وفي باطنه يُظهر المبادئ والوقائع وأسبابها، ويرى الدكتور عبد الله العروي أن التّاريخ هو استحضار المؤرخ للماضي لذلك فهو انتقائي في معرفته،[2] وإذا تمّ النظر إلى مفهوم التّاريخ عند المؤرخين المسلمين فإنه يعني معرفة أحوال النّاس في بلادهم، وعاداتهم، ورسومهم، وأنسابهم، ووفياتهم، وأخذ العبرة من أحوالهم الماضية، وقد ارتبط التّاريخ بشكل وثيق عند المسلمين بحديث النّبي محمد صلى الله عليه وسلم.[3]

لقد تعدّى التّاريخ مرحلة سرد الأحداث الماضية إلى مرحلة أخرى؛ وهي مرحلة التّحليل، واستقراء النتائج، واستنباط الأدلة والحقائق، ويعدّ الإنسان هو المحور الرئيسي في دراسة التّاريخ، فهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتربية؛ فالتّاريخ يعطي أفكاراً ودروساً وأمثلة للتربية.[4]

هوية التاريخ

اختلف علماء الأدب والتّاريخ مع نهاية القرن التّاسع عشر وبداية القرن العشرين في تحديد هوية التّاريخ، وقد ظهرت اتجاهات مختلفة كما يأتي:[1]

التاريخ في الحضارة الإسلاميّة

اشتمل التّاريخ حتى نهاية القرن الثّاني الهجري أخبار الأمم السّابقة، كأخبار العرب قبل الإسلام، وأهم الأحداث الحاصلة في بداية الدعوة الإسلامية، بالإضافة إلى سيرة النّبي عليه السّلام، ومع بداية القرن الثّالث الهجري توسّع مفهوم التّاريخ حتى أصبح المؤرخ أكثر دقة في تحرّيه، وذلك لأنه يستنبط مادة التاريخ من سجلات الدولة المتنوعة، وقد كان علم التّاريخ في الحضارة الإسلاميّة يقسم إلى أقسام مختلفة؛ كتاريخ السّير والمغازي، وأخبار الجاهليّة، وتاريخ الأنبياء، وتاريخ الفرس والروم، وقد اعتمد المؤرخون في مصادرهم على الكتب المقدسة، بالإضافة إلى المشافهة والمعاينة.[5]

ساهمت مجموعة كبيرة من المؤرخين في استقلال علم التّاريخ في الحضارة الإسلاميّة، إذ إنهم اهتموا بنقل كلام خير الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بشكل صحيح، ومن هؤلاء محمد بن إسماعيل البخاري صاحب كتاب صحيح البخاري، ولا بد أيضاً من ذكر كتاب الإمام الطّبري (تاريخ الرسل والملوك) الذي يعتبر من أهم الكتب التّاريخيّة، وقد ذكر فيه الطبري مجموعة من الأخبار والحوادث المختَلف على روايتها دون التّحقق من تناقضاتها أو مدى تأثر القارئ بها.[5]

أهميّة دراسة التاريخ

إنّ الشاهد الوحيد على كلّ الأحداث الماضية والحاضر وتوقّعات المستقبل هو التّاريخ، لذلك فإنّ دراسة التّاريخ تعدّ من أهم العناصر التي يستند عليها أي مجتمع سواءً في نهوضه وتطوّره أو انحطاطه، ولأن التّاريخ له صلة وثيقة بمختلف العلوم الاجتماعية فإن دراستها هي دراسةٌ للتاريخ، كما اهتم العرب واختصّوا بدراسة التّاريخ لرغبتهم في معرفة أخبار ومصائر من سبقوهم من الأمم، [6] لذلك لا بد من ذكر أهميّة دراسة التّاريخ، وذلك كما يأتي:[7]

المراجع

  1. ^ أ ب نجاة سليم، مفاتيح علم التاريخ، الأردن: المنهل، صفحة 50-56. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مولاي البرجاوي (25-11-2010)، "مصطلح التاريخ"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-12-2018. بتصرّف.
  3. ↑ عبد الرحمن الشيخ، المدخل إلى علم التاريخ، الرياض: دار المريخ، صفحة 19. بتصرّف.
  4. ↑ صلبي مكلف حسن (6-1-2011)، "التربية والعلوم الاخرى"، humanities.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2018. بتصرّف.
  5. ^ أ ب عبد الحليم عويس (31-12-2017)، "علم التاريخ في الحضارة الإسلامية"، www.alukah.ne، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2018. بتصرّف.
  6. ^ أ ب عبد العليم خضر، المسلمون ودراسة التاريخ في التأصيل الإسلامي لعلم التاريخ، الولايات المتحدة الأمريكية: المعهد العالمي للفكر الإسلامي، صفحة 62-64. بتصرّف.
  7. ↑ "أهمية دراسة التاريخ"، articles.islamweb.net، 12-1-2004، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2018. بتصرّف.
  8. ^ أ ب عبد العزيز بن سعد (21-6-2016)، "اهمية دراسة التاريخ"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2018. بتصرّف.
  9. ↑ سورة يوسف، آية: 3.