ما تعريف الإنسانية طب 21 الشاملة

ما تعريف الإنسانية طب 21 الشاملة

تعريف الإنسانيّة

الإنسانيّة في اللغة هي مصدر صناعيّ من كلمة إنسان، وهي ما يُميِّز الإنسان من خصائص وصفات، تجعله بدورها يختلف عن بقيّة أنواع الكائنات الحيّة، ويمكن القول إنّ الإنسانيّة هي ما يُضادّ البهيميّة أو الحيوانيّة. كما أنّه يمكن تعريفها بأنّها ما يتميَّز به المرء من الأعمال الصالحة التي يقوم بها. وهي من وجهة نظر الفلاسفة تعني: (الحياة، والنُّطْق، والموت). والإنسانيّة من وجهة نظر كانط هي ما يُعبِّر عن هدف الأخلاق، كما أنّها أساس فكرة الواجب عند الإنسان. ويرى أوجست كونت أنّ الإنسانيّة هي مجموع الصفات التي تُكوِّن كائناً اجتماعيّاً يتطوَّر مع مرور الزمن.[1]

وعندما يُقال عن شخص ما أنّه يقوم بعمل إنسانيّ، فمعنى ذلك أنّه يقوم بعمل يعود بالخير على البشر، وهو إنسانٌ قادرٌ على التجاوُب مع سلوك الإنسان الطبيعيّ،[1] وعادة ما ينظر الناس إلى الإنسانيّة بعدّة طُرُق؛ فمنهم من يرى أنّها تشمل جميع المخلوقات البشريّة، ومنهم من ينظرُ إليها على أنّها تحمل معاني الإحسان والإيثار، ومنهم من يرى أنّ الإنسانيّة تتضمّن القوّة الروحيّة، ومن الجدير بالذكر أنّه يُشار إلى الإنسانيّة في العديد من القوانين الإنسانيّة، والجرائم التي تُرتكَب في حقِّ الإنسان في المُعاهَدات الدوليّة على اختلافِها، كما أنّها تُعَدُّ مصدراً للقانون الدوليّ،[2] أما اللّاإنسانيّة فهي ما يُشار إليها عادة بأنّها إهدارٌ لقيمة الإنسان وحقوقه، والتعامل مع البشر بعنصريّة، وبقسوة.[1]

والإنسانيّة هي الكلمة التي تَنطوي على العديد من الصفات التي تَجعلُ ممّن يمتلكُها بشراً، مثل القدرة على المَحبَّة، والتعاطُف مع الآخرين، والإبداع، وغيرها من الأمور التي تُميِّز الإنسان عن غيره من الكائنات، والتي تجعل منه إنساناً حقيقيّاً، وليس تابعاً، ولا تجعل منه إنساناً آليّاً خالياً من المشاعر أو العواطف، وتعود كلمة الإنسانيّة (بالإنجليزيّة: Humanity) في أصلها إلى الكلمة اللاتينيّة (Humanitas)، والتي تعني الطبيعة البشريّة، وما تنطوي عليها من صفات ومشاعر طيّبة،[3] وللإنسانيّة عدّة تعريفات في الاصطلاح؛ وذلك لاختلاف المُنطلَقات التي اعتمد عليها العلماء في التعريف، ومن هذه التعريفات، تعريف الفلاسفة القدماء، وهو أنّ الإنسانيّة عبارة عن المعنى الذي تقوم عليه ماهيّة الإنسان، ومن وجهة نظرهم فإنّ الإنسان لا يبلغُ أعلى المراتب إلّا إذا تحوّلت قوّته إلى أفعال؛ وبذلك يصبح إنساناً كاملاً. بينما عرّف البعضُ الإنسانيّةَ على أنّها التربية التي أحدثتها النهضة، والتي اشتملت على العديد من الموادّ الدراسيّة، مثل: الموسيقى، والفنّ، والتاريخ، واللغة، والأدب، ومظاهر الكون.[4]

تطوُّر الفلسفة الإنسانيّة

المبادئ التي تقوم عليها الفلسفة الإنسانيّة

يُنظَرُ إلى الفلسفة الإنسانيّة على أنّها حركة فكريّة تَضُمُّ العديد من الفلسفات، مثل: الفلسفة الوجوديّة، والبراغماتيّة، والاتّجاه الإنسانيّ، ومن الجدير بالذكر أنّ مبادئها قائمةٌ على الإلحاد والكفر بالله، وعدم التصديق بالدين أو بالأنبياء، وهي قائمةٌ على عدّة مبادئ، هي:[4]

النهضة الإنسانيّة

النهضة الإنسانيّة هي حركة فكريّة نشأت في القرن الثالث عشر، وسيطرت على الفِكْر الأوروبيّ، وذلك خلال عصر النهضة، وقد جاء أصل المُصطلَح من برنامج الدراسات الذي أُطلِق عليه اسمُ الدراسات الإنسانيّة (باللاتينية: Studia humanitatis)، أمّا فكرة الإنسانيّة، فقد نشأت في القرن التاسع عشر، وقد ساهم بركهارت (بالإنجليزية: Burckhardt) في ترسيخ هذا المفهوم؛ حيث دَرَسَ النصوص الكلاسيكيّة الرومانيّة، واليونانيّة، واستخدمَها بهف إعادة تشكيل الفِكْر المُعاصِر، والذي يُعطي الإنسانيّة مَنظوراً جديداً ومُختلِفاً.[5]

وقد أوضح من وجهة نظره أنّ الإنسانيّة تمنحُ البشرَ القدرةَ على التصرُّف، إذ أوضحَ أنَّ الله سبحانه وتعالى أعطى الإنسانَ القدرةَ والخيارات، حتى يتصرَّفَ بالطريقة المُثلى؛ لتحقيق النجاح والاستفادة القُصوى من هذه القدرات، ويمكن القول إنّ النهضة الإنسانيّة تُعَدُّ بديلاً لطريقة التفكير في العصور الوُسطى؛ وذلك لأنَّ النزعة الإنسانيّة بدأَت بالتأثير في المُجتمَع وثقافته، وهذا ما يُسمَّى بعصر النهضة.[5]

النَّزْعات الإنسانيّة

هناك نوعان من النَّزْعات الإنسانيّة، هما:

النَّزْعة الإنسانيّة الدينيّة

النَّزْعة الإنسانيّة العَلْمانيّة

وقد انتقلت هذه الفلسفة من الإيمان بحقوق الله والتي نادت بها الإنسانيّة الدينيّة، إلى حقوق الإنسان وحده؛ حيث أعلن الفلاسفة أنَّ الله فرضيّة لا لزوم لها، وحلَّت القوانين الوضعيّة من قِبَل البشر محلَّ القوانين المَسيحيّة والقانون الإلهيّ المُقدَّس، وهذه القوانين تتبدَّلُ وتتغيَّرُ حسَب الحاجة، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه التطوُّرات لم تحدثْ إلا عند الغَرْب؛ وذلك نتيجة للحركات التنويريّة، إلّا أنّ هذا لا يعني انتصارَ هذه الفلسفة الإلحاديّة على الفلسفة الدينيّة.[6]

القِيَم الإنسانيّة في الإسلام

يُعرِّف الإسلامُ القيمَ الإنسانيّةَ بأنّها عبارةٌ عن مجموعةٍ من المبادئ التي تهتمُّ باحترام الإنسان، وحريّاتِه، وحقوقِه، وعِرضِه، ودمِه، وعقلِه، ونسلِه؛ وذلك لأنَّه يَنظرُ إلى الإنسان بوصفِه جُزءاً لا يتجزَّأ من المُجتمَع، حيث جاء الإسلام بمجموعةٍ من القِيَم؛ ليرفعَ من قيمةِ الإنسان وشأنِه، منها:[7]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "تعريف ومعنى إنسانية في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-23. بتصرّف.
  2. ↑ " الإنسانية: ما هي وكيف تؤثر على القانون الدولي ؟"، www.icrc.org، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-23. بتصرّف.
  3. ↑ "humanity", www.vocabulary.com, Retrieved 2018-3-23. Edited.
  4. ^ أ ب ت حصة بنت نغيمش (2016-1-24)، "الفلسفة الإنسانية"، المعرفة . بتصرّف.
  5. ^ أ ب "Renaissance Humanism", www.thoughtco.com,2018-1-8، Retrieved 2018-3-23. Edited.
  6. ^ أ ب محمد اركون،دار الساقي، نحو تاريخ مقارن للأديان التوحيدية، صفحة القسم الثالث . بتصرّف.
  7. ↑ أ.د. يوسف القرضاوي، القيم الإنسانية في الإسلام، صفحة 13-35. بتصرّف.