-

ما الفرق بين علم اليقين وعين اليقين

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

اليقين

اليقين لغةً: هو العلم وبُعد الشك، قال تعالى:" وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ"، فالله تعالى هنا أضاف الخاص إلى العام؛ فالحق هو أخلص اليقين وأصحه، أي أعلى درجات اليقين وخلاصته الواضحة الصريحة، وقال أيضاً:" وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ" وهنا معنى اليقين يكون الموت، حيث أمر الله تعالى العبد بالعبادة حتى الوفاة، والعرب أيضاً عبرت عن اليقين بالظن وبالظن عن اليقين، حيث قال أبو سدرة الأسدي: تَحَسَّبَ هَوَّاسٌ وَأَيْقَنَ أَنَّنِي

أما اليقين اصطلاحاً: فهو العلم المستقر الذي لا يتغير ولا يتحول في القلب، وقال ذو النون أنه النظر لله في كل الأمور والعودة إليه وطلب العون منه في كل الحالات، وأما الجرجاني فقال: أن اليقين هو الطمأنينة التي تسكن القلب والإيمان الكامل بالغيب دون أدنى شكٍ، وقيل أيضاً في تعريف اليقين أنه علم القلب بالأشياء وهذا العلم الذي يعارض أي شكٍ أو لبسٍ لدى الإنسان وأن يؤمن بمنزلة الروح من الجسد تحقيقاً لقوله صلى الله عليه وسلم:" إنَّ اللهَ تعالَى بقسطِه وعدلِه جعل الرُّوحَ والفرحَ في الرِّضا واليقينِ"، وقوله أيضاً:" اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُكَ إيماناً يُباشِرُ قلبي ويقيناً صادقاً حتَّى أعلَمَ أنَّه لا يُصيبُني إلَّا ما كتَبْتَ لي ورضاً بما قسَمْت لي"، وهذا يعني الإيمان الكامل التام دون أدنى درجةٍ من الشك أن الرزق والحياة من الله تعالى وحده دون غيره.

الفرق بين علم اليقين وعين اليقين

علم اليقين هو العلم بالشيء من مصدر ثقةٍ دون أدنى شكٍ، وعين اليقين هو رؤية ما أخبر به الشخص بأم عينه، وحق اليقين هو التمتع بالشيء الذي أخبر عنه وتجربته بنفسه، وتترتب هذه الثلاثة من الأقل للأعلى درجةٍ وهذا الترتيب هو : أولاً علم اليقين، ثم عين اليقين، ثم حق اليقين وهو أعلى المراتب، وهنا بعض الأمثلة: في القرآن الكثير من أوصاف الجنة ونعيمها وجمالها، والكثير أيضاً من أوصاف النار وعذابها، فهذا الكلام هو علم اليقين لأننا نؤمن به دون أن نراه لعلمنا بثقة مصدره وقائله وهو الله تعالى.

لكن إذا رأينا الجنة والنار بأم أعيننا يتحول علم اليقين إلى عين اليقين لرؤية الشيء المخبر عنه بالعين، والمرتبة الأخيرة هي دخول الجنة والتمتع بنعيمها أو دخول النار (اللهم حرمها على أجسادنا)، فهنا تحول عين اليقين بعد رؤية الشيء إلى حق اليقين وهو تجربة الشيء بنفسك.

علم اليقين لا يمنع الأخذ بالأسباب؛ فمثلاً أننا على يقينٍ وعلمٍ بأننا لن يحصل إلا ما كتب الله لنا، ولكن علينا العمل والمثابرة في هذه الحياة؛ فإذا كتبت هذه الوظيفة لي فستكون من نصيبي دون أن أتحرك وأقدم طلباً للعمل فكيف سيعلمون بي وبشهادتي وخبرتي وكفاءتي إذا لم أخبرهم أنا بذلك، لذلك على الإنسان الأخذ بالأسباب إلى جانب علم اليقين.