-

ما الفرق بين الصوم والصيام

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

التّرادف في القرآن الكريم

من الحكمة الربانية أنه لا يوجد في القرآن الكريم كلماتٌ مترادفة أبداً، فعندما ذكرت فيه كلمة الصيام فإنها لم تُعطي ذات المعنى لكلمة صوم، فكلمة صيام قصد بها القرآن الكريم الامتناع عن الشراب والطعام وباقي المفطرات من الفجر حتى المغرب ، وتكون بذلك فريضة الصيام إحدى الأركان الخمسة وإحدى فروع الدين المعروفة خلال شهر رمضان الكريم، ووجبت على كل مسلم لديه الاستطاعة على الصوم.

الفرق بين الصوم والصيام

  • الصوم هو فعل في العادة يعبر عن توقف، وامتناع من يقوم به عن القيام بأمر معين، ويمكن أن يكون عن الأكل، أو عن الشرب، أو الاثنين معاً، أو عن الكلام، أو عن أي أمر يستطيع الإنسان أن يصومه، لأي سبب من الأسباب الحياتية، أما الصيام فكلمة تدل على قول الحق في كل مكان وزمان، وتخص بذلك اللسان وليس المعدة.
  • والدليل على ذلك قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا كـتب عليكم الصـيام )، و لم يقل: (كتب عليكم الصوم)؛ وذلك لأن كلمة الصوم تخص اللسان وليس المعدة، وتعني قول الحق في جميع الأوقات، أي أن الصوم يأتي مع الصيام وبعده، وما يدل على أن الصوم ليس له علاقة بالشراب أو الطعام ، قوله تعالى: ( فكلي و اشربي و قرّي عيناً و إمّا ترينّ من البشـر أحـداً فقولي إنّي نذرت للرحمن صوماً )، أي أن مريم -عليها السلام- قد نذرت صوماً وهي تأكل وتشرب .
  • والصيام وحدة دون أن يرافقه الصوم لا يؤدي الهدف المطلوب، وما يدل على ذلك قول الرسول الكريم: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)، فلا بدّ من الصوم أن يكون مع الصيام، فمن السهل على الإنسان تحمّل العطش والجوع من الفجر حتى المغرب، ولكن قول الحق في كثير من المواقف لا يكون بسهولة التوقف عن الأكل والشرب، خاصة إذا كان قول الحق هو على نفسه، حيث إنّ الصبر الحقيقي هو في معاملة الأخرين، وقال تعالى: (و جعلْنا بعْضكُم لبعْضٍ فتنةً ، أتَصْبرون ).
  • وقد جاء الحديث القدسي: (كل عمل ابن ادم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)، والمهم أن نفهم هذا الحديث جيداً وننتبه لكلماته، نلاحظ أن الله تعالى ذكر في هذا الحديث الصوم ولم يقل الصيام، وذلك لأنه بالصوم تنتهي المشاكل، أما الصيام مع سوء الخلق فإنها تزيد المشاكل سوءاً، فصوموا لتعم الفائدة .

تصنيف الصيام حسب نيّة الصائم

  • الصيام طاعة لأمر الله تعالى وخوفاً من العقاب في الأخرة .
  • الصوم انصياعاً للعرف الاجتماعي كي لا يسبب الصائم لنفسه مشاكل وإشارات سلبية مع أقاربه وجيرانه .
  • يقوم الإنسان بالصوم ليتحرر من ذنوبه وليمهد دخوله الى الجنة .
  • الصوم من أجل التقرب من مستوى عباد الله الصالحين .
  • الصوم من أجل محبة الله عز وجل، والأمل في الحصول على رضوانه -سبحانه وتعالى-.

إن ما يقوم به الصائم من تصرفات وأساليب في صيامه يختلف من شخص لآخر، ونتيجة ذلك يختلف تصنيف الصائم في كتاب أعماله.