-

ما الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الأحاديث الشريفة

تعتبر السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع بعد كتاب الله تعالى، والسنة هي ما ورد أو أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، أو سيرة، أو صفة خُلقية أو خَلقية، وللسنة النبوية أنواع؛ مثل: السنة الفعلية، والسنة القولية، والسنة التقريرية، ومن أكثر ما اهتم الصحابة والرواة بتدوينه هي السنة القولية التي تتمثل بالأحاديث الشريفة، حيث نقل عن النبي عليه الصلاة والسلام الكثير من الأحاديث التي تتألف من نوعين؛ وهي: الأحاديث القُدسية؛ وهي التي يرويها النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل، والأحاديث النبوية التي وردت عن النبي عليه الصلاة والسلام من قول وفعل وتقرير.

الفرق بين الحديث القُدسي والحديث النبوي

  • عندما يروي النبي صلى الله عليه وسلم الحديث القُدسي ينسبه إلى الله تعالى، ولكن في الحديث النبوي يرويه النبي عليه الصلاة والسلام دون أن ينسبه إلى الله تعالى.
  • يختلف الحديث القُدسي عن النبوي من حيث الموضوع، حيث تتصف مواضيع الأحاديث القُدسية بكلام الله عز وجل مع مخلوقاته، والخوف والرجاء، والقليل من الأحكام التكليفية، أما الأحاديث النبوية تتطرق إلى المواضيع التي ذُكرت وأيضاً تتعلق بالأحكام الشرعية.
  • تختلف الأحاديث النبوية عن القدسية من حيث العدد؛ فإنّ عدد الأحاديث القُدسية قليلٌ مقارنة مع عدد الأحاديث النبوية الكثير جداً.
  • تعتبر الأحاديث القُدسية من السنة القولية؛ لأنّ معناها من الله تعالى، ولفظها من الرسول عليه الصلاة والسلام، لذلك لا يُتعبد بلفظه في الصلاة، والأحاديث النبوية هي قول الرسول صلى الله عليه وسلم، وما ورد عنه من أفعال وتقرير.

مثال على الحديث القُدسي

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى: (إذا تقرَّب العبدُ إليَّ شِبرًا تقرَّبتُ إليه ذِراعًا ، وإذا تقرَّب إليَّ ذِراعًا تقرَّبتُ منه باعًا ، وإذا أتاني مَشيًا أتَيتُه هَروَلَةً) [رواه البخاري]

مثال على الحديث النبوي

عن أبي هُريرة رَضِيَ اللهُ عنه قال أنَ النَبيَ صلَى اللهُ عليه وسلَم جاء إليه رجلٌ فقال: (يا رسولَ اللهِ، هلَكتُ . قال : ما لَكَ . قال : وقَعتُ على امرأتي وأنا صائمٌ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : هل تجِدُ رقبةً تُعتِقُها . قال : لا . قال : فهل تستطيعُ أن تصومَ شهرينِ متتابعينِ . قال : لا . فقال : فهل تجِدُ إطعامَ ستينَ مسكينًا . قال : لا . قال : فمكَث النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم . فبينا نحن على ذلك أُتِيَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَرَقٍ فيه تمرٌ، والعَرَقُ المِكتَلُ، قال : أين السائلُ . فقال : أنا . قال : خُذْ هذا فتصدَّقْ به . فقال الرجلُ : أعلى أفقرَ مني يا رسولَ اللهِ ؟ . فواللهِ ما بين لابَتَيها، يُريدُ الحَرَّتينِ، أهلُ بيتٍ أفقرُ من أهلِ بيتي . فضَحِك النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى بدَتْ أنيابُه ثم قال : أطعِمْه أهلَك) [رواه البخاري]

الفرق بين الحديث القُدسي والقرآن الكريم

  • الحديث القُدسي والقرآن الكريم هما كلام الله، ولكنّ القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المحفوظ إلى يوم القيامة، ولا يوجد فيه تحريف كما ورد في قوله تعالى: (إِنَا نَحْنُ نَزَلْنَا الذِكْرَ وَإِنَا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر:9]، لهذا فإن القرن الكريم متواتر في النقل، أما الحديث القدسي فقد يكون فيه الضعيف والحسن، والقرآن الكريم يتعبد بتلاوته في الصلاة، وللمسلم أجر قرائته، أما الحديث القُدسي فلا يتعبد بقراءته.
  • عند قراءة القرآن الكريم يجب أن يكون المسلم على طهارة، وفي الحديث القُدسي يجوز للشخص أن يقرأه على غير طهارة، وكذلك لا يجوز رواية القرآن بالمعنى؛ لأنها ألفاظ الله تعالى ومعجزة في الشفاء، أما الحديث القُدسي تجوز روايته بالمعنى، وليس فيه معجزة.