-

ما هي الخطبة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

ما هي الخطبة

تعرف الخِطبة في الشريعة الإسلامية بأنها طلب الرجل الزواج من المرأة، وشرع الله عزّ وجل الخطبة لمن أراد الزواج؛ وهي الخطوة الأولى له، وحكم الخطبة في الإسلام هو الندب، لقوله تعالى: (وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلا أَنْ تَقُولُوا قَوْلاً مَعْرُوفاً وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) [البقرة: 235].

الحكمة من تشريع الخطبة

  • شرع الله الخِطبة بهدف التروي والتبين، حتى يستطيع كلا الزوجين الانسجام والتفاهم في المستقبل، وهو من المقاصد التي شُرع لها الزواج، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ الخطبة كانت معروفةً منذ القدم مع اختلاف أحكامها وشروطها وشكلها بحسب الظروف.
  • الابتعاد عن التدليس والتزوير والغلط بين الطرفين.
  • التهيئة النفسية لتحمل أمانة الزواج العظيمة.

أنواع الخِطبة

  • الخطبة بلفظة صريحة في الدلالة: حيث يكون طلب الرجل لا يحتمل غير الزواج، كأن يقول الخاطب للمرأة أو أهلها أريد الزواج من فلانة.
  • الخطبة بطريقة التعريض كأن يذكر الخاطب كلاماً لم يوضع في الأصل لطلب الزواج؛ غير أن الطلب يُفهم منه الزواج، مثل: أن يقول الخاطب للخطيبة أو عائلتها: إنك مهذبة ويرغب بك الكثير من الناس، وأنا أبحث عن إنسانة من هذا النوع.

شروط الخِطبة

  • أن تكون المخطوبة حلالاً للخاطب عند الخطبة، وذلك بانتفاء الموانع الشرعية بينهما سواء الموانع الدائمة أم المؤقتة، كأن تكون محرمة عليه حرمة التأبيد كأخته، أو عمته أو خالته سواء في النسب أم الرضاعة، أم والدة زوجته، أو أن تكون محرمةً عليه حرمة توقيت كأن تكون أخت زوجته، أو زوجة غيره، أو أن تكون معتدةً من غيره، فإنه لا يحل له خطبتها تصريحاً بإجماع الجمهور، كما أنه لا يجوز خطبتها أيضاً بالتعريض في حال كانت معتدة من طلاق رجعي، أما إذا كانت معتدة من وفاة جاز خطبتها بالتعريض دون التصريح، بينما إذا كانت المرأة معتدة من الطلاق البائن، أبيح خطبتها تعريضاً لا تصريحاً في جميع المذاهب الفقهية باستثناء الحنفية؛ حيث إنّهم منعوا خطبتها بالتعريض وبالتصريح أيضاً.
  • عدم جواز زواج المسلمة من غير المسلم.

حكم الهدايا عند العدول عن الخطبة

أجاز الله عزّ وجل لأي من الطرفين العدول عن الخطبة، إذا كان هناك سبب مقبول لذلك، فإن لم يكن السبب مقبولاً عد الطرف الذي يقدم على فسخ الخطبة آثم، أما بالنسبة للهدايا فإذا كان العدول من أحدهما، وجب عليه ردها للخاطب بعينها أو مثلها إذا تلفت، وبناءً على ذلك فإن الخاطب لا يسترد شيئاً من المخطوبة إذا كان العدول منه، كما أنّ المخطوبة في هذه الحالة تسترد ما لم يستهلكه مما أهدته أياه أو قيمته، وكذلك الحال بالنسبة للمخطوبة إذا كان العدول منها، وبذلك أقر المذهب المالكي، أما المذهب الحنبلي وجد بإعطاء الهدايا حكم الهبة، بحيث لا يجوز إرجاعها، واستدلوا في ذلك من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( العائد في هبتة كالكلب يعود في قيئه) [حديث صحيح]، أما المذهب الشافعي فحكم بضرورة الرد المطلق؛ وذلك لأنّ فيه أكل لأموال الناس بالباطل.