ما هي كفارة الصيام
الصيام
الصيام أحد الأركان الخمسة التي لا يكتمل إسلام المرء إلا بها، وهو فرض من المولى عزّ وجل، من أدّاه مخلصاً نال من ربه الرضا والأجر العظيم، وبالمقابل فإنّ من تركه عامداً متعمّداً فقد عصى الله عزّ وجل ونال منه الغضب والعقاب. للصيام أحكام لا بدّ من معرفتها لتأديته على أكمل وجه، ولاجتناب الوقوع في أخطاء بسبب الجهل، من هذه الأحكام أنّ الذي يفطر عمداً في نهار رمضان فقد ارتكب إثماً كبيراً، وخاصّة إن كان إفطاره هذا بمجامعة زوجه عامداً مختاراً في نهار الصيام، فيترتّب عليه أمور لا بدّ من القيام بها أملاً في تكفير هذا الذنب العظيم.
مفهوم الكفّارة
الكفارة في اللغة هي مشتقّة من الفعل كفر، أي ستر ومحا وغطّى؛ فهي تستر الإثم وتُغطّي الذنب وتمحو الخطيئة، والكفّارة في اصطلاح الفقهاء هي عقوبة مُقرّرة على معصية من أجل التّكفير عن فعلها.
ماذا يجب أن يفعل من جامع زوجته عامداً مختاراً في نهار رمضان
من جامع زوجته في نهار رمضان فقد أفسدَ صومَه، سواءً أنزل أم لم ينزل، وإذا حدث ذلك فعليه فعل ما يأتي:
- التّوبة إلى الله: فقد فعل معصية عظيمة وانتهك حرمةً من حرمات الله تعالى، فلا بدّ من أن يندم على فعلته ويستغفر من ذنبه ويعزم على عدم العودة، عسى ربّه أن يقبل توبتَه.
- القضاء: عليه أن يمسك بقية اليوم الذي جامع فيه احتراماً لنهار رمضان، ويقضي بدلاً عنه يوماً في غير رمضان.
- الكفّارة: وهي أن يُعتِق رقبةً مؤمنة، فإن لم يجد فعليه أن يصوم ستين يوماً متتابعاً عدا اليوم الذي سيقضيه، فإن لم يجد فعليه أن يطعم ستّين مسكيناً، وهذه الأمور الثلاث يجب فعلها على الترتيب الذي ذكرناه وليس مخيراً في أن يأخذ منها ما يريد.
وجوب الكفّارة على من جامع في نهار رمضان
كان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً مع أصحابه، فجاءه رجل يخبره أنّه هلك، فسأله عليه الصلاة والسلام عن أمره، فأخبره أنه وقع على امرأته وهو صائم، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان يجد رقبةً ليعتقها، فقال: لا، فسأله إن كان يستطيع أن يصوم شهرين متتابعين، فقال: لا، فسأله إن كان يستطيع أن يطعم ستين مسكيناً فقال: لا. فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم عرقاً من تمر وأمره أن يتصدق بها فأخبره الرجل أنه لا يوجد من هو أفقر منه بين لابَتَي المدينة، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأمره أن يطعمه أهلَه.
حكم من أفطر عامداً بغير جماع في نهار رمضان
من أفطر متعمّداً في رمضان، كأن شرب وأكل، أو أنزل المني بمباشرة أو استمناء، أو استقاء عمداً فلا كفارة عليه، لكن يجب عليه قضاء ذلك اليوم الذي أفطره، ولكن ليعلم من أفطر متعمّداً بغير عذر أنه ارتكب ذنباً عظيماً يجب التوبة الصادقة منه.