-

ما أول سورة نزلت في مكة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

أول سورة نزلت بمكة المكرمة

اختلفت أقوال العلماء في أول سورة أنزلت على النبي عليه الصلاة والسلام على أربعة أقوال هي:[1]

  • صدر سورة العلق من قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)،[2] إلى قوله تعالى: (عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)،[3] ودليله الحديث الذي رواه البخاري وفيه أنّ جبريل جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام في غار حراء فقرأ عليه هذه الآيات، وجاء عن السيدة عائشة قولها: (إن أول ما نزل من القرآن اقرأ بًاسم ربك الذي خلق)،[4] وهذا القول هو أصح الأقوال.
  • سورة المدثر، ويستدل القائلون بهذا القول بحديث رواه الصحابي جابر بن عبد الله أنه قال: (سألتُ أبَا سلَمَةَ: أيُّ القرآنِ أُنْزِلَ أوَّلُ؟ فقالَ: يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ، فقلتُ: أنْبِئْتُ أنَّهُ: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)، فقالَ أبو سلمةَ: سألتُ جابرَ بنَ عبدِ اللهِ: أيُّ القرآنِ أنْزِلَ أوَّلُ؟ فقالَ: (يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ)،[5] فقلتُ: أنْبِئْتُ أنَّهُ: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ)، فقالَ : لا أخْبِرُكَ إلا بمَا قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: جَاوَرْتُ في حِراءَ، فلمَّا قضَيتُ جِوارِي هَبَطْتُ، فاسْتَبْطَنْتُ الوادِيَ، فَنُودِيتُ، فَنَظَرْتُ أمَامِي وخَلْفِي، وعن يمِينِي وعن شِمَالي ، فإذَا هوَ جالسٌ على عرْشٍ بينَ السماءِ والأرضِ، فَأَتَيْتُ خدِيجَةَ فقلتُ: دَثِّرُونِي وصبُّوا عليَّ ماءً بارِدًا، وأُنْزِلَ عليَّ (يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ*قُمْ فَأَنْذِرْ*وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ)،[6] زاد في رواية فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي ثم نظرت إلى السماء فإذا هو -يعني جبريل- زاد في رواية جالس على عرش بين السماء والأرض فأخذتني رجفة فأتيت خديجة فأمرتهم فدثروني، فأنزل الله: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ*قُمْ فَأَنْذِر).[7][8]
  • سورة الفاتحة، وقد رأى صاحب الكشاف أنّ هذا الرأي قد رواه أكثر المفسرين لكن العلامة ابن حجر خالفه في ذلك مبيناً أنّ هذا الرأي قد رواه عدد قليل عن القليل.
  • أول ما نزل من القرآن هو بسم الله الرحمن الرحيم، وأول سورة نزلت هي سورة العلق، وهذا القول مردود لأنّه يستند إلى حديث مرسل، كما أنّ البسملة تأتي في صدر كل سورة ومنها العلق إلا ما استثني.

الجمع بين هذه الأقوال

يمكن الجمع بين هذه الأقوال والتوفيق بينها بالقول إنّ أول آية أنزلت هي صدر سورة العلق، وأن أول ما أنزل بأوامر التبليغ هي المدثر، وأول سورة أنزلت هي الفاتحة، وذهب السيوطي في الإتقان أنّ أول سورة أنزلت كاملة هي سورة المدثر، فقد اجمع أكثر أهل العلم على أنّ سورة العلق لم تنزل كاملة إنّما نزل صدر آياتها، وبالتالي يكون الخلاف منحصراً بين سورتي المدثر والعلق، والعلماء على ترجيح نزول سورة المدثر أولاً.[9]

كيفيّة نزول القرآن الكريم

نزل القرآن الكريم جملة واحدة إلى بيت العزة في السماء الدنيا، وقد كان ذلك في ليلة القدر، ثمّ بعد ذلك نزت آيات القرآن الكريم منجمة على قلب النبي عليه الصلاة والسلام على مدى ثلاث وعشرين سنة.[10]

المراجع

  1. ↑ محمد عبد العظيم الزرقاني ، مناهل العرفان في علوم القرآن (الطبعة 3)، مصر: مطبعة عيسى البابي الحلبي ، صفحة 93-96. بتصرّف.
  2. ↑ سورة العلق، آية: 1.
  3. ↑ سورة العلق، آية: 5.
  4. ↑ رواه البيهقي ، في دلائل النبوة، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 2/155، خلاصة حكم المحدث إسناده صحيح.
  5. ↑ سورة المدثر، آية: 1.
  6. ↑ سورة المدثر، آية: 1،2،3.
  7. ↑ سورة المدثر، آية: 1،2.
  8. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله ، الصفحة أو الرقم: 4924، خلاصة حكم المحدث صحيح.
  9. ↑ "أول سورة نزلت كاملة / فتوى رقم 21660"، إسلام ويب ، 2002-8-28، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-6. بتصرّف.
  10. ↑ الشيخ صلاح نجيب الدق (2013-5-8)، "نزول القرآن الكريم "، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2018-3-6. بتصرّف.