قسم علماء الحديث الشريف أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام باعتبار قائلئها أو من أسندت إليه إلى أقسام عدة من بينها الحديث الموقوف، فالحديث الموقوف هو كل حديث تم إضافته إلى الصحابي وكان صادراً عنه، وهو يشتمل على قول الصحابي أو فعله أو تقريره أو صفته، وقد بين الخطيب البغدادي معنى الحديث الموقوف وأنه ما كان مسنداً من قبل الراوي إلى أحد الصحابة رضوان الله عليهم بدون أن يتجاوزه، وزاد الحاكم على تعريف الحديث الموقوف بوجوب وجود الاتصال في سنده بدون انقطاع، فهو حديث لا يوجد فيه إرسال حيث يقول راويه عند وصوله إلى الصحابي أنه كان يأمر بكذا وكذا، أو كان يقول أو يفعل كذا وكذا، ومن الأمثلة على الأحاديث الموقوفة قول الإمام علي رضي الله عنه: (أَحْبِبْ حَبيبَكَ هَوْنًا مَّا عسَى أن يكونَ بغيضَكَ يومًا مَّا وأبغِضْ بغيضَكَ هَوْنًا مَّا عسى أنْ يكونَ حبيبَكَ يومًا مَّا).[1][2]
يشترط للإحتجاج بالحديث الموقوف شروطاً منها أن يكون راوي هذا الحديث وقائله عالماً معتبراً بين العلماء، كما يشترط في سند هذا الحديث أن يكون صحيحاً، فقد كان علماء السلف يسألون رواة الحديث عن أسماء رجال السند بقولهم سموا لنا رجالكم، كما يشترط في حجية الحديث الموقف عدم مخالفته للنص القرآني أو الحديث النبوي الصحيح، وأن لا يخالف حديثاً موقوفاً أو مقطوعاً ثبتت صحته.[3]
يتجلى الاختلاف بين الحديث الموقوف وغيره من أنواع الأحاديث مثل المرفوع والمقطوع في تعريف كل منهما، فالحديث المقطوع ما أضيف إلى تابعي من قول أو فعل أو ما دونه بغض النظر عن اتصال السند أو إنقطاعه، أما الحديث المرفوع فقد سمي بذلك نسبة إلى النبي عليه الصلاة والسلام فهو حديث يرفعه صحابي أو ما دونه إلى النبي عليه الصلاة والسلام متضمناً قولاً أو فعلاً أو صفة له.[4]