إنّ صلاة الفجر وصلاة الصّبح هما اسمان للصّلاة الواجبة المعروفة وهي صلاة الفجر، فهما اسمان لشيءٍ واحد، وصلاة الفجر هي فرض حسب إجماع علماء المسلمين، فهي فرض فرضه الله تعالى على عباده، وصلاة الفجر ركعتان يؤديهما المسلم وتسبقهما ركعتا سنّة راتبة، وقد كان النّبي -صلّى الله عليه وسلم- يحافظ دائماً على أداء سنّة الفجر، ويستحبّ في سنّة الفجر أن يقرأ المصلّي في الرّكعة الأولى سورة الفاتحة بعدها سورة الكافرون، وفي الرّكعة الثّانية يقرأ سورة الفاتحة ثم سورة الإخلاص، أمّا إن قرأ غير هاتين السورتين فلا بأس إنّما ذلك أفضل، ويكون وقت صلاة الفجر منذ طلوع الفجر إلى ما قبل طلوع الشّمس أي لا يجوز للمسلم أن يؤخرها ويصليها بعد طلوع الشّمس، وأفضل وقتٍ لصلاة الفجر هو وقت الغلس مع وضوح الفجر وبيانه، ويستحبّ أن يصليها الرّجال في بيوت الله تعالى أي المساجد وأن تصليها النّساء في بيوتهن، ويستحبّ أن يذهب الرّجل لصلاة الفجر ماشياً على قدميه وأن يذهب إلى الصّلاة باكراً لا متأخرّاً، وأن يحرص على أن يكون واقفاً في الصّفوف الأولى، وإذا كان بإمكان المسلم بعد انتهائه من أداء صلاة الفجر أن يجلس ليذكر الله تعالى إلى طلوع الشّمس ثمّ يصلي ركعتي الإشراق فذلك أجر يعادل حجّة وعمرة تامّتين يناله المسلم، ولذلك يجب أن يحرص المسلم كلّ الحرص على أداء صلاة الفجر وعدم التّكاسل عن أدائها.[1][2]
إنّ لصلاة الفجر أهميّة خاصّة وأجراً عظيماً يترتب على أدائها، فمن صلّاها نجح وفاز ومن غفل عنها فقد خاب وخسر وفاته الكثير من الأجر والثواب، وتأتي أهميّة صلاة الفجر وأجر أدائها فيما يأتي:[3][4]
إنّ العبد الّذي يذهب لأداء صلاة الفجر وقت سماعه للأذان ينال فضلاً عظيماً بشهادة الملائكة له، حيث إنّ الملائكة تجتمع في هذا الوقت الّذي فيه من الخير والعبادة والطّاعة الكثير، فتحضر صلاة العبد وتكتبه من عباد الله الطّائعين المخلصين لله تعالى الّذين قاموا بأداء صلاة الفجر حاضرة ويدعون له بالرّحمة والمغفرة.
يمكن للعبد أن يحصل قيام الّليل كلّه بلا نوم ويكسبه بمجرّد صلاته صلاة الفجر في جماعة، حيث إنّ صلاة الفجر تعادل قيام ليلةٍ كاملة، فكأنّ العبد الّذي صلّى صلاة الفجر في وقتها قام ليلة كاملة بأجرها. قال الرّسول صلّى الله عليه وسلم: (مَن صلَّى العشاءَ في جماعةٍ كانَ كقيامِ نِصْفَ ليلةٍ، ومَن صلَّى العِشاءَ والفجْرَ في جماعةٍ كان كقيامِ ليلةٍ).[5]
إنّ الأجر الّذي يمكن للعبد أن يجنيه من أدائه لصلاة الفجر كثير، فخطواته نحو الصّلاة، وانتظاره لبدء الصّلاة، وتأدية ركعتي السنّة قبل الفرض، وتلاوة بعض آيات القرآن الكريم من الأعمال التي تكسب العبد الحسنات، والحسنة بعشرة أمثالها والله تعالى يضاعف لمن يشاء من عباده، ثمّ في النّهاية تكون صلاة الفجر سبباً لفوز العبد بجنّات النّعيم والنّجاة من النّار يوم القيامة.
إنّ العبد المحافظ على أداء صلاة الفجر يفوز بنعمةٍ عظيمة ووعدٍ صادق برؤية وجه الله تعالى، وذلك من أعظم النّعم الّتي أنعمها الله تعالى على عباده، مما يدلّ على عظم وأهميّة صلاة الفجر.
إنّ من يصلّي الفجر يظهر أثر صلاته عليه وعلى وجهه، فيكون وجهه صفيّاً نقيّاً، متمتعاً بابتسامة طيّبة، ويكون مطمئناً ساكناً، ذا أخلاقٍ عالية، يحسن معاملة من حوله لا يؤذيهم، ونفسه طيّبة، وجسده نشيط.
إنّ من يصلّي صلاة الفجر في جماعة فإنّه ينال حفظ الله تعالى له، فهو يكون في أمانه وحفظه ورعايته، ومن كان في حفظ الله تعالى ورعايته فهو بذلك محفوظٌ من أيّ أذى، فلا شيء يؤذيه أو يضرّه، قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (مَن صلَّى الصُّبحَ في جَماعةٍ فَهوَ في ذمَّةِ اللَّهِ تعالَى).[6]
هنالك عددٌ من الوسائل الّتي يمكن للإنسان اتباعها لتعينه وتساعده على أداء صلاة الفجر ومن هذه الوسائل ما يأتي:[7][8]