ما معنى أنمي
الأنمي
الأنمي هو عبارةٌ عن نوع من أنواع الرسوم المتحركة التي ظهرت واشتهرت في اليابان، وتتميز برسوماتها وألوانها الصارخة والتي تعبر عن شخصيات نابضة بالحياة.[1] وقد استخدمت الأنمي العديد من الخصائص التي تعتبر فريدة من نوعها والتي تتميز بها اليابان دوناً عن غيرها، فالعيون الكبيرة التي تُستخدم في شخصيات الأنمي هي رمز ومرجع ياباني يشير إلى مصطلح (نوافذ إلى الروح). والجدير بالذكر أن الأنمي ليس فقط للأطفال، وإنما توجد من أفلام الأنمي ما تتناول موضوعات تخص الكبار أيضاً.[2]
وتعد كلمة أنمي اختصاراً لمصطلح الرسوم المتحركة (بالإنجليزية: Animation)، وهي كلمة تُستخدم داخل اليابان للإشارة إلى جميع الرسوم المتحركة اليابانية، وخارج اليابان تُستخدم كلمة أنمي للإشارة إلى الرسوم المتحركة الخاصة باليابان فقط. وقد أصبح الأنمي منتجاً يابانياً محلياً تعد القصة أبرز عناصره، والجدير بالذكر أن الأنمي أصبح ظاهرةً دوليةً تجذب الملايين من المشاهدين، كما تمت ترجمة أفلام الأنمي إلى لغات عالمية عديدة، ولا يقتصر الأنمي على نوع معين وإنما هو شامل، حيث يظهر في الكتب والأفلام، كما أنه يجسد الكوميديا، والمغامرة، والخيال العلمي، والرعب، وغيرها من أنواع الرسوم المتحركة.[3]
تاريخ الأنمي
كان ظهور الأنمي مع بداية ظهور السينما في أوائل القرن العشرين، حيث كانت بدايات الرسوم المتحركة متمثلة في الرسم على الأفلام وعرضها، أو على قطع الورق، ثم بدأت الإضافة واحدة تلو الأخرى على هذه الرسومات، وأصبحت اليابان تستخدم تقنيات مختلفة في إنتاج الرسوم المتحركة مع إضافة تقنية الصوت لها مع الألوان الصاخبة. كما بدؤوا باستخدام الكاميرات المتعددة والأوراق الشفافة، أو الأفلام المستعملة في إنتاج الرسوم المتحركة (بالإنجليزية: Cel)، ويمكن القول إن الأنمي قد ظهر وبرز ليكون واحداً من أهم القوى التي تسيطر ثقافياً على دولة اليابان خلال القرن العشرين. ومع بداية الحرب العالمية الثانية وخاصة في الثلاثينيّات من القرن العشرين أصبح الاتجاه في إنتاج الأنمي والرّسومات المتحركة نحو الدعاية التجارية أو الدعاية الحكومية، ولم يكن الهدف منها ترفيه الشعب في تلك الفترة.[4]
وقد ظهرت أول شركة إنتاجٍ يابانية رسمية تُعنى بالرسوم المتحركة الهادفة للتّرفيه بعد الحرب العالمية الثانية في عام 1948م وكانت تُدعى توي، ومن الصفات التي ميّزت الرسوم المتحركة آنذاك أنها أخذت ملامحها من أفلام والت ديزني الشهيرة. وقد ظهر الأنمي الحديث في عام 1956م ولقي نجاحاً وقبولاً كبيراً، ومن الأمثلة على الرسوم التي كانت تُنتِجها شركة توي النينجا ساروتوبي ساسوكي والذي تم إنتاجه في عام 1959م. وكان أول إنتاجٍ تلفزيونيٍ لشركة توي من الرسوم المتحركة هي المانجا الشعبية ميتسوهيرو يوكوهاما في سالي الساحرة (بالإنجليزية: Mitsuteru Yokoyama’s Sally the Witch)، وطفل مع الروبوت العملاق (بالإنجليزية: Kid with his Giant Robot)، وكان أوسامو تيزوكا هو الرائد في إنتاج المانجا الحديثة، كما ساهمت الروايات اليابانية الهزلية في بروز الناحية الجمالية للأنمي بشكل كبير.[4][2]
بقيت الرسوم المتحركة اليابانية تُنتج فقط في اليابان حتى عام 1963م، حيث ظهرت لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ظهر فيلم الفتى آسترو ( بالإنجليزية: Astro Boy)، وقد كان مقتبساً من مانغا منتج الأفلام أوسامو تيزوكا وتحديداً من الفتى الروبوت صاحب القوى العظمى (بالإنجليزية: Robot Boy with Superpowers). وفي عام 1968م أصبحت الأنمي أو الرسوم المتحركة اليابانية أكثر تطوراً في الخارج وتم اتباع أسلوب المانجا المحلي في إنتاجها، وقد كان الشخص المسؤول عن تسارع تطورها وانتشارها خارج اليابان وخاصةً في الولايات المتحدة الأمريكية هو بيتر فرنانديز. والجدير بالذكر أنه عند ترجمة الأنمي الياباني إلى اللغة الإنجليزية كانت تتم إزالة بعض المقاطع والمشاهد التي لا تتناسب مع الثقافة الإنجليزية، واستمر الأمر كذلك حتى بدأت الجماهير تُطالب بعرض النسخ اليابانية الأصلية قبل التعديل عليها.[4] وفي عام 1997م ظهر فيلم الأنمي الأميرة مونونوكي، وهو يعبر عن مغامرات شعبية محلية، وفي مطلع القرن الواحد والعشرين بدأت الأنمي تحقق شعبية واسعة وعالمية مع ظهور مسلسل البوكيمون الشهير، وفيلم المخطوفة (بالإنجليزية: Spirited Away) والذي حاز على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم متحرك.[2]
مميزات الأنمي
تتميز الأنمي بتنوعها الهائل الذي يسمح للمشاهد أن يختار ما يُناسب ذوقه منها، ويمكن القول إن أغلب محبي الأنمي يصفونها بأنها مختلفة، فهي تختلف عن الرسوم المتحركة الأُخرى، ويظهر الاختلاف جلياً في تنوُّع قصصها وأسلوب القص الفني، بالإضافة إلى ظهور الفروقات الثقافية فيها واتساع المفاهيم والمصطلحات المستخدمة، وبشكلٍ عام تمتلك الأنمي كل ما يجعلها تبدو جذّابة للمشاهد، كما تتراوح الأنمي من النمط الغريب والمعقد مثل ساموراي تشامبلو (بالإنجليزية: Samurai Champloo)، إلى البسيط مثل أزومانغا دايو (بالإنجليزية: Azumanga Daioh).[3]
ومن أنواع الأنمي ما تحتوي على الملاحم والبطولات والتي عادة ما تصل عدد حلقاتها إلى المئات، كما توجد الأنمي التي تحمل جانباً من العاطفة والتي تترك أثراً عاطفياً كبيراً لدى المشاهد أثناء متابعتها. ولمحبي الأفلام الرومانسية هناك سلسلة سلة الفاكهة (بالإنجليزية: Fruits Basket)، أما محبي أفلام الخيال العلمي البحت، فهناك سلسلة أفلام بلانيتس (بالإنجليزية: Planetes) والتي تعتبر مثالية لهم، في حين يمكن لمن يفضل أفلام مكافحة الجرائم أن يتابع فيلم غوست إن ذا شيل (بالإنجليزية: Ghost in the Shell)، كما توجد أفلام متعددة في الأدب الكلاسيكي لمن يفضل مثل هذا النوع، ومنها فيلم كونت مونتي كريستو (بالإنجليزية: The Count of Monte Cristo)، ولمن يهتم بالاطلاع على تاريخ اليابان يمكنهم مشاهدة أفلام الأنمي الخاصة بذلك، ومن الأمثلة عليها سينغوكو باسارا (بالإنجليزية: Sengoku Basara)، أو للاطلاع على الأساطير اليابانية القديمة يمكن مشاهدة هاكّيندين (بالإنجليزية: Hakkenden)، أو فتاة الجحيم (بالإنجليزية: Hell Girl).[3]
المراجع
- ↑ "anime"، www.merriam-webster.com، 2018-1-19، Retrieved 2018-2-6. Edited.
- ^ أ ب ت "Anime", www.britannica.com, Retrieved 2018-2-6. Edited.
- ^ أ ب ت Serdar Yegulalp (2017-1-16), "What Is Anime?"، www.thoughtco.com, Retrieved 2018-2-6. Edited.
- ^ أ ب ت Serdar Yegulalp (2017-3-8), "A Brief History of Anime"، www.thoughtco.com, Retrieved 2018-2-6. Edited.