هذا الصدق هو أجلّ الصدق وأفضله، ويتحقق صدق المسلم مع ربّه إذا تحقق صدقه في ثلاث جوانب: الإيمان والاعتقاد الحسن، وأداء الطاعات، والتحلّي بالأخلاق، فالإيمان هو ما تحقق على الوجه الذي أراده الله من العبد، فهو ليس بالتمني أو التحلي، وإنما بالصدق في اليقين، والنيّة، وفي الخوف من الله، ويكون عمل الطاعات صادقًا إذا كان ظاهره وباطنه كما يحب الله تعالى، ويكون العبد صادقًا وإن تعذر عليه القيام بالعمل، وذلك إن صدق في نيته مع الله، وصدق العزيمة يكون بجمعها وجزمها، وترك التردد فيها، فلا يشوب هذه العزيمة تردد أو تلوّم، فإذا صدق في العزيمة يبقى عليه أن يصدق في الفعل، فلا يألوا جهده فيه، ولا يتخلف عن بشيء ظاهرًا وباطنًا.[1]
أعلى مراتب الصدق هي مرتبة الصديقية، وفيها يجتمع كمال الانقياد للنبي صلى الله عليه وسلم مع كمال الإخلاص لله، وهو مما أمر الله به عباده المؤمنين، وأنواع الصديقية ثلاث:[2]
الصدق هو موافقة الخبر عن الشيء على ما هي عليه حقيقته، وهو إحدى مطالب حياة المؤمن الأساسية، وهو عنوان صلاح المؤمن وفضله، وبه يتميز المؤمنون عن المنافقون، وأهل الجنة عن أهل النار، وهو صفة أنبياء الله ورسله، ومن صفات المؤمنين والصحابة، ومن أنواعه الصدق مع الله، ومع خلقه، ومع النفس، والصدق سبب في رضوان الله، وطمأنينة النفس والقلب، والترّقي في منازل الأبرار والصديقين، وإجابة الدعاء.[3]