-

ما معنى الحضارة الإسلامية

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الحضارة

تعرف الحضارة على أنّها مجموعة المظاهر الرّاقية في المجالات العلميّة، والأدبيّة، والاجتماعيّة، والفنيّة في المجتمعات، سواءٌ كانت هذه المجتمعات متشابهة أو مختلفة. وتعتبر الحضارة مرحلةً من مراحل التّطور والتّقدم الإنساني، وهي مرحلةٌ ساميةٌ منها، وقد بدأت الحضارةُ منذ أن خلق الله الإنسان، وهي المظاهر التي تتخذها الأمّة للتعبير عن ثقافتها. وحتّى نستطيع القول إنّ هذه الأمّة ذات حضارةٍ لا بدّ لها من أن تستوفي جميع الشّروط الّتي تؤسس للبناء الحضاري كالعيش في تجمعاتٍ بشرية مثل المدينة أو القرية.[1][2][3]

الحضارة الإسلاميّة

تعتبر الحضارة الإسلاميّة جزءاً لا يتجزأُ من الحضارات الإنسانيّة المتعاقبة، إلّا أنّها تتميّز عن غيرها من الحضارات بأنّها نشأت على دينٍ واحدٍ، كما أنّ تأسيس الحضارة الإسلاميّة جاء مع ظهور الإسلام الذي أعاد صياغة كيان الإنسان في آراءه، ومعتقداته، وكذلك أفكاره، وقد قامت الحضارة الإسلاميّة على العديد من الأسس أهمّها:[2][3]

  • عقيدة التّوحيد: قامت الحضارة الإسلاميّة على أساس التّوحيد؛ أي الإيمان والإقرار بأنّ الله سبحانه وتعالى هو وحده خالق كلّ شيءٍ وربّه.
  • العدل: من الأسس الّتي قامت عليها الحضارة الإسلاميّة هو مبدأ العدل، وقد ذُكر ذلك في نصوص من القرآن الكريم والسّنة النّبويّة الشّريفة.
  • العلم: اهتمّ الإسلام بالعلم منذ البداية إذ إنّ أول آية أُنزلت على الرّسول صلّى الله عليه وسلّم كانت تختصُّ بالعلم، وقد جاء العلم ليُعيد ترتيب وتنظيم عقل الإنسان.
  • الأخلاق الفاضلة: إنّ للإسلام دستورٌ شاملٌ هو القرآن الكريم، ينظِّم حياة الأفراد ويربيهم تربية صحيحة، وقد كانت مكارم الأخلاق هي إحدى أهداف الدعوة الإسلاميّة.
  • العمل: يُعرف الإسلام على أنّه دينٌ عمليٌ، فالعمل هو الّذي يبني الحضارات وقد كان النّبي عليه السّلام يدعو إلى العمل وينبذ ويتعوّذ من الكسل والعجز.

خصائص الحضارة الإسلاميّة

إنّ للحضارة الإسلاميّة خصائص عديدة جعلتها تتميّز عن غيرها من الحضارات وهذه الخصائص هي كما يأتي:[4]

  • اعتبارها حضارةً للمادة والرّوح معاً.
  • اهتمامها بالإنسان نفسيّاً، وسلوكيّاً، وعقليّاً، وكذلك جسديّاً.
  • قيامها على أساس الدّين، وكان أثر ذلك واضحاً في الأعمال، والأقوال، والأحوال.
  • قيامها على أساس الولاء في نفوس النّاس على مختلف أجناسهم وألسنتهم إلّا أنّهم يجتمعون بدينٍ واحدٍ وهو الدّين الإسلاميّ.
  • رفضها لكلّ أنواع العصبيّة، والطّبقيّة، وما يُشابهها من تعصّبٍ لجنس أو لونٍ أو بلدٍ.
  • عدلها بين المسلمين فيما بينهم، وبين المسلمين والمخالفين لهم من كفّارٍ ومنافقين.
  • اهتمامها وحثّها على العلم، والتّفكير، والبحث في مختلف الآيات الكونيّة والسّمعيّة.
  • حثّها على إعمار الأرض والعمل فيها.
  • تأكيدها على ضرورة العمل بالأخلاق الحميدة في كافّة مجالات الحياة.
  • مراعاتها للعادات والأعراف الخاصّة بالمجتمعات مالم تكن هذه العادات مخالفة للدّين الإسلامي.
  • اهتمامها بتحرير النّاس من عبوديّة العظماء والمادة والطّواغيت، لذا فقد حثّت على الجهاد لجعل النّاس جميعاً يعبدون الله وحده.
  • موازنتها بين عمل الإنسان وعمارته للدنيا، ومابين سعيه للآخرة.
  • صلاحيّتها لكلِّ زمانٍ ومكانٍ، وأنّها لا تقتصرعلى فئةٍ معيّنةٍ أو مجتمعٍ معيّنٍ أو حتى زمنٍ معيّنٍ.
  • جعل اللغة العربية هي أساس تدوين العلوم والدّين والثّقافة فهي لغةٌ قابلةٌ للتجديد.
  • قيامها على مبدأ الشّورى في جميع أمور الأمّة.

آثار الحضارة الإسلاميّة

لقد كان للحضارة الإسلاميّة دورٌ مهمٌ في التّقدم البشريّ في جميع الميادين من علمٍ، وثقافةٍ، وأدبٍ، وفلسفةٍ، وعقيدةٍ، وغيرها من المجالات، وتتجلّى آثار الحضارة الإسلاميّة في خمسة ميادين رئيسيّةٍ وهي كالآتي:[3]

  • ميدان الدّين والعقيدة: إنّ للحضارة الإسلاميّة ومبادئها أثرٌ كبير في الإصلاحات الدّينية الّتي حصلت في أوروبا، فقد أعلن الإسلام استقلال الإنسان في صلته وعبادته مع الله، وقد كانت الحضارة الإسلاميّة عاملاً أساسيّاً في تفتّح أذهان وعقول الشّعوب، ويرى الباحثون أنّ مارتن لوثر صاحب الحركة الإصلاحيّة قد كان متأثّراً فيها بما قرأه من كتابات الفلاسفة العرب، كما أنّ الجامعات الأوروبيّة كانت تعتمد على ما كتبه الفلاسفة المسلمون، وقد تُرجمت هذه الكتب إلى اللغة اللاتينيّة.
  • ميدان العلوم والفلسفة: كان للحضارة الإسلاميّة آثارٌ عديدةٌ في مجال الفلسفة، والعلوم من فلكٍ، وكيمياء، ورياضيّاتٍ وطبٍّ، فقد كان علماء المسلمين وفلاسفتهم يُدرّسون هذه العلوم في المساجد في قرطبة وإشبيليّة وغرناطة وغيرها. وقد تحدّث علماء المسلمين في مؤلّفاتهم وحلقاتهم العلميّة عن كرويّة الأرض وعن دورانها وكذلك عن الأجرام السّماويّة، وفي مجال الطّب ظهر العديد من العلماء المسلمين مثل ابن سينا الّذي تُرجم كتابه (القانون) واعتُمد في تدريس الطّب في الجامعات الأوروبيّة إضافةً إلى كتاب الحاوي للرازي.
  • ميدان الأدب واللغة: تأثّر الغرب بما كتبه الأدباء العرب فنرى أنّ بعض الأدباء الغربيين قد تأثّروا في كتابة مسرحيّاتهم وحكاياتهم، فقد كتب بوكاشيو حكايةً تُسمّى الصّباحات العشرة وهي مشابهةٌ لحكاية ألف ليلة وليلة وكذلك شكسبير الّذي كتب مسرحيّة العبرة بالخواتيم وقد اقتبس منها أيضاً، أمّا رسالة الغفران لأبو العلاء المعريّ نرى مدى تأثّر دانتي فيها في كتابة القصّة الإلهيّة.
  • ميدان التّشريع: تأثّر الغرب بالقوانين والأحكام الفقهيّة والتّشريعيّة الإسلاميّة، وقد ترجمت العديد من الكتب الفقهية إلى اللغة الفرنسية مثل كتاب (كتاب خليل) الّذي كان أساس القانون المدني الفرنسي، وكذلك كتاب خليل بن إسحق (المختصر في الفقه).
  • ميدان الدّولة وعلاقة الشّعب بالحكومة: جاءت الحضارة الإسلاميّة معلنةً مبادئها الخاصّة في مجال الدّولة والشّعب وقد أعلنت حقّ الشّعب في الإشراف على الحكّام وضمنت حقوق النّاس وحرّياتهم، ونبّهت الشّعوب لمعرفة وفهم معاني الحياة الإنسانيّة الكريمة، فثارت الشعوب المظلومة لحقوقها ولكرامتها.

المراجع

  1. ↑ مصعب البوعليان (15-10-2011)، "نظرة في تعريف الثقافة والحضارة والمدنية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-2-2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ياسر تاج الدين (26-8-2015)، "تعريف الحضارة وأسسها في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-2-2018. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت مصطفى السباعي (27-10-2013)، "روائع الحضارة الإسلامية"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 3-2-2018. بتصرّف.
  4. ↑ أحمد بن سواد (14-4-2014)، "خصائص الحضارة الإسلامية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-2-2018. بتصرّف.