ما هو فضل القران الكريم
القرآن الكريم
جاء في تعريف القرآن الكريم لغةً رأيين؛ أمّا الأول فهو: أنّ القرآن الكريم اسم علمٍ، أُطلق على كتاب الله تعالى، وليس مُشتقّاً، وأمّا الرأي الآخر فهو: أنّ القرآن مُشتقٌّ من الفعل قرأ، ويعني الفهم والتدبّر، وقيل: التنسّك، والتعبّد، وقيل: التحمّل، وقيل: إنّ القرآن مُشتقٌ من الفعل قرن؛ أي قُرن الشيء بالشيء، وقيل: مُشتقٌ من القِرى؛ أي الضيافة والإكرام، وأمّا في الاصطلاح فقد عُرّف القرآن الكريم بأنّه: كتاب الله تعالى، الذي أنزله على رسوله محمّداً صلّى الله عليه وسلّم، المُعجز بمعناه ولفظه، والمنقول بالتواتر، والمُتعبّد في تلاوته، والمبدوء بسورة الفاتحة، والمختتم بسورة الناس، ويُقصد بكلام الله؛ أنّه الكلام اللفظيّ بالفعل لا النفسيّ، والمُنزّل على محمّدٍ؛ ويُقصد به تنزّلات القرآن الكريم الثلاثة، وهي: ثبوته في اللوح المحفوظ، ونزوله في ليلة القدر جملةً واحدةً، ونزوله مُفرّقاً على مدى ثلاث وعشرين سنةٍ، وقد جاءت الأدلة القرآنية على هذا كلّه، والمُعجز من لفظ المُعجزة؛ أي أنّ القرآن الكريم المعجزة التي أيّد الله تعالى بها نبيه محمّداً صلّى الله عليه وسلّم، وهو الخارقة التي تحدّى الله تعالى الإتيان بمثلها في أيّ مكانٍ وزمانٍ، وفي التعريف جاء أنّ القرآن الكريم منقولٌ بالتواتر، وذلك لأنّه من الله تعالى إلى نبيه محمّدٍ عن طريق جبريل عليه السلام، ومن النبي محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى الصحابة الثقات، حتى أمر أبو بكر الصديق رضي الله عنه بجمعه في كتابٍ واحدٍ.[1]
فضل القرآن الكريم
جاء في فضل القرآن الكريم الكثير من الأدلة في القرآن الكريم ذاته، وفي السنة النبوية الشريفة، ومن الأدلة الواردة في القرآن الكريم عن فضله، قول الله تعالى: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)،[2] وكذلك قوله: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)،[3] وممّا جاء في السنة النبوية في فضل القرآن الكريم قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (الماهرُ بالقرآن مع السفرةِ الكرامِ البرَرَةِ، والذي يقرأ القرآنَ ويتَتَعْتَعُ فيه، وهو عليه شاقٌّ، له أجرانِ)،[4] وغير ذلك الكثير من الأدلّة، ويتضّح من ذلك أنّ الله تعالى خصّ القرآن الكريم بفضائلٍ عدّةٍ، يمكن بيان بعض منها فيما يأتي:[5][6]
- جعل الله تعالى القرآن الكريم هادياً للتي هي أقوم، وجعل اتباع منهجه وسلوك طريقه سبباً للسعادة في الدنيا والآخرة.
- رفع الله تعالى بالقرآن العظيم أقواماً، ووضع به آخرين.
- جعل الله تعالى القرآن الكريم سبيلاً للنجاة من العذاب، وطريقاً للفوز بالجنان، فلا يُعذّب من وعاه، ولا يشقى من سلك طريق هُداه.
- امتدح الله سبحانه أهل القرآن، واصطفاهم، فجعلهم من أهله وخاصته.
- يرتقي المسلم بالقرآن منازل الجنان، فمنزلته في الجنة بقدر ما قرأ ورتّل في الدنيا من القرآن الكريم.
- يكون القرآن الكريم سبباً في سعادة قارئه، ووالدَي قارئه يوم القيامة.
- يكون قارئ القرآن الكريم في الجنة مع السفرة الكرام البررة، كما بشّر بذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.[7]
- أوصى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بتعاهد القرآن الكريم بشكلٍ مستمرٍ، وذلك للأمة عامّةً، ولحفظة كتابه خاصّةً، وقد جاء أيضاً استحباب ختم القرآن الكريم مرّةً في الشهر، وإن وجد المسلم في نفسه نشاطاً وطاقةً فليختمه في أسبوعٍ واحدٍ، ولا يزيد عن ذلك، وإنّما كان هذا الاستحباب ليبقى المسلم في تواصلٍ مع القرآن الكريم، ويُحقّق معاني التدبّر والتفكّر، وممّا يدلّ على المدة المذكورة في ختم القرآن الكريم؛ قول عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، فيما رواه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (اقرَأْ القرآنَ في كلِّ شهرٍ، قال: قلتُ: إنِّي أجدُ قوَّةً، قال: فاقرأْهُ في عشرينَ ليلةٍ، قال: قلتُ: إنِّي أجدُ قوَّةً، قال: فاقرأْهُ في سبعٍ، ولا تزِدْ على ذلكَ).[8][7]
- أعدّ الله تعالى لقارئ القرآن أجراً عظيماً، إذ تُضاعف حسناته بقراءة القرآن، وتمتلئ صحائف أعماله، ويشفع القرآن الكريم لصاحبه يوم القيامة.[9]
آداب تلاوة القرآن الكريم
هناك مجموعةٌ من الآداب التي لا بُدّ من مراعاتها عند تلاوة القرآن الكريم، وفيما يأتي ذكر بعضها:[10]
- إخلاص النية لله تعالى.
- استشعار القارئ لرقابة الله تعالى له، وكأنّه يقرأ وهو يرى الله تعالى.
- تنظيف الفم بالسواك، أو غيره.
- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم قبل البدء بالقراءة، وذلك بقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
- قول: بسم الله الرحمن الرحيم، قبل البدء بأيّ سورةٍ ما عدا سوة التوبة؛ وذلك لأنّ كثيراً من العلماء قالوا إنّ البسملة آيةٌ من كلّ سورةٍ.
- الخشوع والتدبّر عند تلاوة القرآن الكريم، ويمكن إعادة بعض الآيات لتحقيق معنى التدبّر.
- البكاء عند تلاوة آيات القرآن الكريم، وذلك باستحضار ما فيها من تهديدٍ ووعيدٍ، وإدراك التقصير في حقّ الله تعالى.
- ترتيل القرآن الكريم؛ وذلك لأنّ الترتيل يساعد على استحضار القلب.
- الاستعاذة بالله من الشرّ والعذاب عند المرور بآيات العذاب، وهذا من الأمور المُستحبّة.
- اجتناب المزاح، والضحك، واللغط عند تلاوة القرآن الكريم.
- تجنّب الحديث عند سماع القرآن الكريم، أو تلاوته، إلّا إذا كان مضطراً عليه.
- قراءة القرآن الكريم من المصحف، فالنظر في المصحف عبادةٌ.
المراجع
- ↑ "التعريف بالقرآن الكريم لغةً واصطلاحاً"، www.alukah.net/، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 121.
- ↑ سورة الزمر، آية: 23.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 798، صحيح.
- ↑ "فضل القرآن والترغيب في تلاوته"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2018. بتصرّف.
- ↑ "فضل تلاوة القرآن من القرآن والسنة"، www.alukah.net/، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب "فضل تلاوة القرآن وحفظه"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2018. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1159، صحيح.
- ↑ "فضل قراءة القرآن"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2018. بتصرّف.
- ↑ "آداب قراءة القرآن الكريم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2018.