-

ما اسم أبو بكر الصديق

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

أبو بكر الصديق

هو أبو بكر الصديق عبد الله بن عثمان (أبو قحافة) بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر. ومن نسبه هذا يتبين أنه يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عند جدهما السادس المسمى بمرة بن كعب. أما أمه فهي أم الخير سلمى بنت صخر بنت عامر بن كعب.

نشأة أبو بكر

ولد سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعد عام الفيل، وقد اختلف العلماء في تحديد موعد ولادته على وجه الدقة، فقد ذهب بعضهم إلى أنه ولد بعد عام الفيل بثلاثة أعوام، في حين ذهب آخرون إلى أنه ولد بعد عام الفيل بعامين وبضعة أشهر.

نشأ الصديق في مكة، فكان من أشراف قريش، وكان ذا شأن ومكانة عالية، ولهذا فقد كان الصديق مقرّباً من سادات قريش، فكان سيداً من ساداتها، وكان إذا ذكرت مكارم الأخلاق ذكر هذا الرجل العظيم؛ فقد كان الصديق تاجراً خلوقاً، عالماً بالأنساب، ولا يعيب أي نسب مهما كان، ولم يعرف عنه أنه سجد لصنم، أو أنه شرب الخمر لا في الجاهلية ولا في الإسلام.

إسلام أبو بكر

كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه صاحب عقل جبار، ومنفتحاً، وباحثاً عن الحقيقة، وقد كان صديقاً مقرّباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قد سمع خلال سفره وترحاله؛ سعياً وراء تجارته، عن نبي يبعث آخر الزمان، وأنه سيبعث في أوسط العرب نسباً.

عندما بعث الرسول، كان أبو بكر أول من آمن به من الرجال، فبمجرد أن عرض عليه رسول الله رسالة الحق، آمن دون تردد، أو تفكير، أو مماطلة، ومن هنا بدأت ملامح عظمة هذا الصديق تظهر، وتلوح.

ما بعد إسلام أبو بكر

كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه وزيراً من وزراء رسول الله، فقد لازمه، ودافع عنه، وهاجر معه، وحارب المشركين خلفه، وليس هذا فحسب، فقد كان الصديق والد أحب زوجات رسول الله إليه، وهي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

كما كان شديد العطف على المسلمين، خاصة أثناء الفترة المكية؛ فقد أنفق أمواله بسخاء في سبيل شراء العبيد الذين أسلموا فنكل بهم ساداتهم، وقد كان يعتقهم بعد شرائهم لوجه الله تعالى، وكان من بين من اشتراهم وأعتقهم الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه، بعد أن نال منه أمية بن خلف ما نال.

هذا ويذكر أن كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من العشرة المبشرين بالجنة، وغيرهم كانوا قد أسلموا على يدي أبي بكر الصديق، وذلك نظراً لوجاهته في قريش، ولمنزلته من هؤلاء الرجال. ومن هؤلاء الصحابة نذكر: عثمان بن عفان، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وغيرهم رضي الله عنهم جميعاً.

خلافة أبو بكر

بعد أن اكتمل الدين الخاتم، وبعد وفاة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، اختار المسلمون أبا بكر الصديق رضي الله عنه ليكون خليفة لرسول الله، يأتمرون بأمره، ويقودهم نحو بر الأمان.

قد شاء قدر الله أن يُختبر أبو بكر الصديق في واحد من أصعب الاختبارات في حياته، فكان نجاحه فيه يعني بقاء الإسلام إلى قيام الساعة، وفشله فيه يعني زوال الإسلام إلى الأبد، والقصة أن الجزيرة العربية بعد أن تجمعت تحت راية الإسلام في نهاية العهد النبوي الميمون، ارتدت عن دين الحق بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، ولم يثبت سوى الصحابة في المدينة المنورة، وآخرون قليلون.

استطاع أبو بكر الصديق بهذا العدد القليل أن يعيد توحيد الجزيرة العربية، وأكثر من ذلك أنه استطاع أن يبدأ فتوحات العراق وبلاد الشام، وهذه عبقرية لم تتأتَ لأحد غيره رضي الله عنه.

وفاة أبو بكر

مرض الخليفة أبو بكر الصديق في العام الثالث عشر من الهجرة، وتحديداً في شهر جمادى الآخرة، ولما علم أنه مرض الموت، أمر المسلمين بأن يختاروا خليفة لهم من بعده، فأحال المسلمون أمرهم إليه، فاختار هو الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ووافق عليه المسلمون. قد استمر مرض أبي بكر أياماً عديدة، إلى أن توفاه الله تعالى، فغُسِّل، ودُفِن بجوار قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.