-

ما إسم امرأة فرعون

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

لم يكن دور المرأة في حياة النبي موسى دوراً بسيطاً، فبداية قصته كانت مع أمه الصابرة المؤمنة بربها، ثم مع أخته مريم ثم مع زوجة فرعون التي إلتقطته من اليمّ وربّته واعتنت به، وأخيراً زوجته الخلوقة التي تزوجها في فترة خروجه من مصر قبل بعثته، كل هؤلاء النسوة اللذين مروا في حياته كلن لهم بالغ الأثر في حياته – عليه الصلاة والسلام -.

بعد مولد موسى – عليه السلام -، خافت عليه أمه من بطش فرعون، فقد كان فرعون يقتل جميع الأطفال الذين يولدون من بني إسرائيل، بسبب رؤيا رآها، فبسبب خوفها عليه وضعته في سلة من القصب وألقتها في النهر، واستودعته الله الذي لا تضيع عنده الودائع، وأرسلت أخته مريم في ملاحقة هذه السلة التي تحوي جوهرة بشرية عظيمة، واستقرت هذه السلة عند قصر فرعون، ولم تلتقطه جارية من جواري القصر أو خادم من خدم فرعون بل التقطته سيدة القصر بنفسها حينما كانت خارجة مع جواريها، وأقنعت فرعون بضرورة أنها يجب أن تحتفظ بهذا الطفل لتربيه وتعتني به، فقد رقق الله تعالى قلبها عليه، والمفراقة الكبرى أن فرعون بعظمته وتجبره واستعلائه لم يكن ليعرف أنه بموافقته على بقائه في القصر فهو يوافق على تربية الموت الذي سيسلبه روحه فيما بعد.

هذه الزوجة الصالحة تدعى آسيا بنت مزاحم وهي سيدة عظيمة مؤمنة صالحة تبرأت من أفعال فرعون وأعماله التي يندى لها الجبين على الرغم من أنها زوجته التي يجب أن تتبعه في الصغيرة والكبيرة، وهي تحظى بأهمية ومكانة عظيمة في ديننا الحنيف، فهي من أعظم نساء العالمين الأربعة الذين اخبر عنهم رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم -، إلى جانب أخواتها السيدة مريم العذراء بنت عمران والدة المسيح – عليه السلام -، والسيدة خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها -، زوجة الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم -، إضافة إلى بنت الرسول فاطمة الزهراء – رضي الله عنها -، إضافة إلى هذا فقد ذكرت في مواضع مختلفة من القرآن الكريم وقد سألت ربها – جل في علاه – أن يرزقها بيتاً في الجنة، وهذا لم يأت من فراغ فإيمانها في ظل الظروف التي كانت تعيش فيها، في نفس البيت مع عدو الله، جعلها تستحق هذه المكانة.

من قصة موسى وغيره من قصص الأنبياء يستطيع العاقل أن يتبين دور المرأة وقدراتها وإمكانياتها المهولة التي تمتلكها، فتهميش المرأة من المجتمع ليس بالأمر الجيد خصوصاً إذا أردنا بناء أمة وجيل.