هو أبو القاسم خلف بن العباس الزهراوي، وُلد في عام 936م في زهرة بالقرب من قرطبة الإسبانية، ويعد الزهراني جراحاً عربياً إسبانياً حقق تقدماً في الطب والجراحة بشكل خاص، وكتب بشكل مفصل عن العمليات الجراحية التي أجراها، كما يُعد أول من قدّم رسومات توضيحية للأدوات الطبية وأدوات طب الأسنان كما صمم عدد كبير منها، وانتشرت سمعته لتتعدى حدود إسبانيا إلى جميع أنحاء العالم الإسلامي؛ وقد كان الطبيب الشخصي لملك إسبانيا الحكيم الثاني في ذلك الوقت.[1]
كتب الزهراوي أهم استنتاجاته في الطب في كتابه الشهير (التصريف لمن عجز عن التأليف) في حوالي العام 1000م، والذي يمثل ملخصاً لنحو خمسين عاماً من دراسته للطب وممارسته وخبرته بها، وشمل الكتاب ثلاثين مجلداً غطت جوانب مختلفة من المعرفة الطبية، بالإضافة إلى أقسام عن الطب، والجراحة، والأدوية، وعلم التغذية، والعلاج النفسي، والأوزان والمقاييس، والكيمياء الطبية، كما خصص الكتاب ثلاثة فصول للجراحة شملت مواضيع عديدة، منها:[2]
من أبرز أعمال الزهراوي وأهمها قيامه بكتابة بحث مؤلف من 30 مجلداً عن الطب بعنوان التصريف لمن عجز عن التأليف، وقد خصص الجزء الثامن والعشرين للصيدلة والعلاج، وقد أُعتقد أن هذا المجلد هو الإسهام الوحيد للزهراوي في علم الصيدلة ولكن سرعان ما تم تفنيد هذا الاعتقاد الخاطئ؛ إذ تم العثور على العديد من المجلدات الأخرى فيما بعد تشتمل الكثير من المستحضرات الصيدلانية والعمليات الكيميائية، وهذا البحث موجه بشكل خاص للأطباء ويتضمن في محتواه معلومات عن كيفية استخدام الدواء بشكل صحيح.[3]