عن عبد الله بن عمر رضيَ الله عنه قال: (صلاةُ الليلِ مَثْنى مَثْنى . فإذا رأيتَ أنَّ الصبحَ يُدركُك فأَوتِرْ بواحدةٍ . فقيل لابنِ عمرَ : ما مَثْنَى مَثْنَى ؟ قال : أن تُسلِّمَ في كلِّ ركعتَينِ)،[1] وفي شرح الحديث الشريف أنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام يُخبر بأنَّ كيفية صلاة قيام الليل على شكل مثنى مثنى، أي يصلي الشخص ركعتين ثُم يسلم بينهما، ويصلي بعدهما ركعتين أخريتين ويسلم بعدهما وهكذا، وإذا خشيَ المسلم أن يطلع عليه الفجر، يختم صلاته بركعة واحدة وهي الوتر، ومن الأفضل أن تكون ركعة الوتر آخر ما يصلي القائم.[2]
تعرف التراويح في اللغة بأنها جمع ترويحة، والترويحة هي المرة الواحدة من الراحة، وسميت صلاة التراويح بهذا الاسم لأنَّ الناس كانوا يطيلونَ في الصلاة عند القيام والركوع والسجود، وإذا صلُّوا أربع ركعات استراحوا، ثُمَّ أكملوا صلاتهم وهكذا، أما اصطلاحاً، فالتراويح هي صلاة القيام في شهر رمضان الكريم، وهي سنة مؤكدة، صلاتها في المسجد جماعةً أفضل من صلاتها في المنزل منفرداً. والسنة أن تصلى التراويح بعدَ العشاء.[3]
لا يوجد لصلاة التراويح أو صلاة قيام الليل في رمضان عدد معين ومحدد من الركعات، حيثُ إنَّ قيام الليل يجوز بعدد الركعات القليل والكثير، وذلك حسب ما يراه أهل المسجد بأنَّه أفضل وأنسب لهم وللمصلين، لكن الأفضل ما ثبتَ عن الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه لم يكن يزيد في قيام الليل سواء في رمضان أو غيره عن إحدى عشرة ركعة، وعليه وكما قال الشيخ ابن عثيمين: فلا يمكن أن يُنكر على من يصلي إحدى عشرَة ركعة ولا يمكن أن ينكر على من يصلي ثلاثاً وعشرين، فالأمر واسع.[4]
للمرأة أن تصلي التراويح في بيتها بحسب استطاعتها، وبحسب ما تيسر لها وأن تراعي السنة في الأمر بقدر المستطاع، وعليه فإذا استطاعت أن تطيل في الصلاة فإنها تصلي إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، وتصليها مثنى مثنى وتوتر في نهاية الصلاة بركعة، وإذا لم تستطع الإطالة في عدد الركعات، فإنها تصلي مثنى مثنى بقدر ما تستطيع وتوتر بركعة واحدة في النهاية.[5]