-

ما اصل كلمة روماتيزم

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

هناك الكثير من الأمراض التي تم اكتشافها والعمل على إيجاد أدوية خاصة بها ومعرفة أسبابها وعلاجها وطرق الوقاية منها، ولكل مرض مسمى مرتبط بما يخصه، فإمّا يكون لاسم الطبيب الذي اكتشفه، أو للعضو المتعلق به، أو لغيرها من الأسباب المختلفة. من هذه الأمراض التي سنتحدث عنها في هذا المقال مرض الروماتيزم، فما هو أصل هذه الكلمة؟ وما هي أسباب هذا المرض وتعريفه؟ وما هي طرق العلاج والوقاية منه؟

تعريف معنى الروماتيزم

إنّ هذا المصطلح الطبيّ دخل القواميس الطبية المتعلقة بالأمراض في عام 1642 م، وذلك بعد أن أطلق عليه الطبيب الفرنسيّ بايلو هذا الإسم، والروماتيزم يشير بشكل عام إلى كل الآلام التي تصيب الجهاز الحركيّ في الجسم سواء أكان في المفاصل، أو في أربطة المفاصل نفسها، أو في العظام، أو في العضلات، وهو لا يقتصر على الآلام المزمنة التي تصيب كبار السن في مفصلهم وعظامهم، وإنّما هو مصطلح أعم وأشمل.

أمّا مرض الروماتيزم فتعريفه يتخلص بأنّه الإصابة بالتهابات في المفاصل أو أربطة المفاصل أو حدوث اضطرابات في التمثيل الغذائي في أنسجة الجسم الهيكليّة، وينتج عن هذا آلام شديدة وتصلّب في المفاصل، مما يحدّ من حركة الجسم ونشاطه.

أسباب الروماتيزم

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي للإصابة بهذا المرض، فمنها أمراض معينة يكون الروماتيزم أحد أعراضها أو نتيجة عادات سلبية غير صحيّة وغير سليمة تضر بالجسم، كالمعاناة من آلام الرقبة، أو آلام الظهر، والعادات الغير سليمة نقصد بها تلك التي تؤذي عظام وعضلات الجسم كالجلوس أمام الحاسوب ساعات طويلة بطريقة غير صحيحة، أو نتيجة الكبر في السن وضمور الغضاريف والإصابة بهشاشة العظام. ولا تقتصر الإصابة بهذا المرض على كبار السن فقط كما هو شائع بين الناس، فهذا مفهوم خاطئ، حيث إنّ المرض قد يصيب صغار السن كما يصيب الكبار.

أعراض المرض

أعراض المرض تختلف من مريض لآخر، بحسب نوع المكان المصاب، ومن أعراض المرض:

  • الإصابة بالتهابات في المفاصل، مما يؤدي للشعور بالألم الشديد سواء في مفاصل الركبة، أو مفاصل الكاحل، أو القدم، وغيرها، والإصابة بتوّرم المنطقة المصابة.
  • الإصابة بالتهابات أوتر العظام وهو أشهر أعراض المرض، وأكثر منطقة معرضة لهذا النوع من الالتهابات أوتار كاحل الثقدم خاصّة، وصابونة الركبة.
  • الإصابة بالتهابات المفصل الحرقفيّ، وهو مفصل موجود في مؤخرة عظام الحوض في الجسم أسفل الظهر، وهو المفصل الذي يلتقي فيه عظام العمود الفقري مع عظام الحوض.
  • الإصابة بالالتهابات الفقريّة، والتي تتركز آلامها في منطقة أسفل الظهر، وهي تؤدي إلى تعسر الحركة وتيّبس العظام خاصة في الصباح عند الإستيقاظ من النوم، وقد تسبّب آلاماً في الرقبة والصدر، وقد يتطور الالتهاب لتصل أعراضه لفقرات العمود الفقريّ نفسه.
  • قد تتأثر العيون في بعض الحالات، ونلاحظ فيها إحمراراً عدا عن الألم الشديد فيها.
  • قد يتأثر الجهاز الهضميّ كذلك، خاصّة للمصابين أصلاً بمرض كراون، والتهابات القولون.
  • ملاحظة الإصابة ببرودة اليدين والقدمين وتغير لونهما.
  • هناك بعض الأمراض التي تشير إلى الإصابة بالمرض، كالإصابة بهشاشة العظام، أو النقرس، أو تنميل الأطراف.
  • هناك بعض الإصابات التي تحدث في الملاعب أثناء ممارسة الرياضة بمختلف أنواعها تؤدي للإصابة بالروماتيزم الدائم.

تشخيص هذا المرض

بعد الإصابة ببعض أعراض هذا المرض، على المريض أن يراجع الطبيب للكشف عن المرض ومعالجته على الفور لئلا تتفاقم المشكلة. ويقوم الطبيب بتشخيص المرض أوّلا بالإستماع إلى المريض وشكواه من المريض والإطلاع على التاريخ المرضيّ للمريض، وهذا يوفر للطبيب ما نسبته سبعون بالمئة من امكانية تشخيص المرَض، وللتأكد من ذلك يطلب الطبيب من المريض أن يقوم ببعض الفحوصات والتحليل المخبرية، وذلك بعد أن يكشف عليه.

في بعض الأحيان يحتاج الطبيب إلى تشخيص المرض بدقة أكثر من خلال فحصه بصور الأشعة، وأيضاً عن طريق عمل بعض التحاليل الطبيّة، مما يساعد الطبيب أكثر في معرفة تطورات المرض، وتقييمه بشكل أفضل وأمثل، خاصة من خلال مراقبة إصابات المفاصل. كما وقد يحتاج المريض في بعض الأحيان إلى عمل صور بالرنين المغناطيسيّ والأشعة المقطعيّة، لتحديد إصابة المفصل الحرقفيّ - خاصّة -.

علاج المرض

لعلاج المرض، على الطبيب في البداية أن يتأكد من الإصابة بالمرض وتحديد مكان الإصابة، ثم على الطبيب أن يقوم بشرح أسباب هذا المرض للمريض، وأن يرح له حالته الخاصة، ومدى احتمالية تطور هذا المرض منها، وشرح الأعراض التي يعاني، وإجابة المريض على كل التساؤلات التي تخطر في باله في طريقة تعامله مع المرض.

على الطبيب كذلك أن يحرص على إعطاء المريض كل الإرشادات اللازمة لعدم زيادة سوء المرض والأعراض، وأن يبتعد عن كل الأعمال اليومية التي تؤذيه وتزيد من سوء المرض، وما هي الأغذية المناسبة والضرورية للمريض، وكل ما يتعلق بموضوع الوقاية من زيادة هذا المرض.

بعد ذلك على الطبيب أن يساعد المريض في التأهيل، وذلك بأن يساعده في إعادة تأهيل جسمع للعودة لحالته الطبيعية بعد الإصابة، وذلك من خلال جلسات العلاج الطبيعيّ، والتي تكون إمّا بتمرينات علاجية خاصة بمكان الإصابة، وكذلك باستخدام بعض الأجهزة الكهربائيّة التي تساعد الجسم أكثر ولها فاعلية أكبر في العلاج.

وأخيراً يتم اللجوء للأدوية والعقاقير التي تساعد في تخفيف الالتهابات وتسكين آلامها، وقد يلجأ الطبيب إلى حقن المفاصل بالكوتيزون، عدا عن أدوية وعقاقير أخرى مضادة للالتهاب تساعد في التخفيف من الألتهابات وبالتالي الشفاء من المرض تدريجياً.

الوقاية من المرض

كما قلنا هناك بعض العادات السيئة والغير صحية تؤدي للإصابة بهذا المرض وزيادة سوء أعراضه، ولو اتبعنا الطرق الصحيحة في التعامل مع أجسامنا نقي أنفسنا من هذا المرض المزعج، كأن نحرص على ممارسة التمارين الرياضية التي تتناسب مع أجسامنا وتحافظ على اللياقة العامة للجسم، وكذلك بأن نحرص على أن يحتوي غذاؤنا على كل العناصر الغذائية المفيدة لأجسامنا.

بالإضافة إلى ما سبق، فإنّ هناك بعض الأبحاث والدراسات التي أثبتت أنّ شرب القهوة وعدد الفناجين التي يتم احتساؤها مرتبط بعلاقة طردية في إصابة الأشخاص بهذا المرض وكذلك زيادة إحتمالية الإصابة به كذلك، حيث وجدوا أنّ هناك مواد في القهوة تساعد في الإصابة بمرض الروماتيزم، وذلك يجب التخفيف منها قدر الإمكان.

كما أنّ هناك دراسات أخرى في المقابل أثبتت أنّ الكركم أو ما يسمّىالزعفران الهنديّ يساعد في التخفيف من أعراض المرض والشفاء منه كذلك. فقد خلصت الدراسة إنّ الكركم له دور فعال في علاج الالتهابات ، لأنّه يعمل على وقف إنتاج بروتين معيّن في الجسم، وهذا البروتين هو المسؤول عن العملية الكيميائية التي تسبب الالتهابات والآلام، وقد أيضاً يساعد في تهدئة عمل الجينات التي تدمّر العظام والأورام.

أضف إلى ما سبق، فقد توصلت أبحاث ألمانية أنّ العلاج بالوخز بالإبر قد يكون له دور فعال في الشفاء النهائي من هذا المرض، ولكن ما زال العمل على تحسين هذه الإبر وفعاليتها على الجسم جارياً، إلا أن يتم التوصل لعلاج نهائي للمرض.