-

ما الحكمة من أكل التمر بعدد فردي

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

فضائل التمر

أحلّ الله -سبحانه- لعباده التمر من الأطعمة، وذكره في مواضع من القرآن الكريم، منها قوله عن ثمار النخل: (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ)،[1] كما قال: (وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ)،[2] وقال أيضاً: (فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ)،[3] كما جُعل تناول التمر في بعض الأحيان من العبادات التي يتقرّب بها المسلم من ربه، ومن تلك المواضع: السحور؛ فقد روى أبو هريرة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (نِعم سَحورُ المؤمنِ التَّمرُ)،[4][5] كما أنّ من السنة النبوية أن يفطر الصائم على تمرٍ، ودليل ذلك قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (إذا أَفْطَر أحدُكم فَلْيُفْطِرْ على تَمْرٍ فإنه بركةٌ فإن لم يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ على ماءٍ فإنه طَهُورٌ)،[6][7] وثب أيضاً أنّ النبي كان يأكل التمر قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطر، والحكمة من ذلك تكمُن في اتّباع أمر الله -سبحانه- في الفطر يوم العيد، إذ إنّ الله حرّم على عباده صيام يوم العيد، كما فرض عليهم صيام آخر يومٍ من أيام شهر رمضان، واتّباع أوامر الله عبادةٌ، لا بدّ من المسلم القيام بها.[8]

الحكمة من أكل التمر بعددٍ فرديٍ

نُسبت بعض الأحاديث إلى الرسول -عليه الصلاة والسلام- تبيّن حثّه على أكل التمر بعددٍ فرديٍ، إلّا أنّ أهل العلم أثبتوا بأنّ ذلك لم يصحّ عن النبي، وأنّ الثابت ما رُوي من قوله عليه الصلاة والسلام: (إنَّ اللهَ وِترٌ يحبُّ الوِترَ)،[9] وبعد وقوف أهل العلم على الحديث السابق ودراستهم له؛ لم يتبين أي أمرٍ يتعلق بأكل التمر بعددٍ فرديٍ، فالحديث يتعلق بوتر العبادات؛ من صلاة المغرب، وصلاة الوتر، والطواف حول الكعبة، والسعي بين الصفا والمروة، وروى الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَغْدُو يَومَ الفِطْرِ حتَّى يَأْكُلَ تَمَراتٍ وقالَ مُرَجَّأُ بنُ رَجاءٍ، حدَّثَني عُبَيْدُ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني أنَسٌ، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويَأْكُلُهُنَّ وِتْراً)،[10] فلم تثبت سنيّة أو وجوب أكل التمر بعددٍ فرديٍ إلّا يوم عيد الفطر، وأجاب العلامة ابن عثيمين عندما سُئل عن أكل التمر بعددٍ فرديٍ: "ليس بواجب؛ بل ولا سنة أن يُفطر الإنسان على وتر ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع، إلّا يوم العيد، عيد الفطر؛ فقد ثبت أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان لا يغدو للصلاة يوم عيد الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهنّ وتراً"، ويتبيّن ممّا سبق عدم التقيّد بالعدد الفردي بأكل التمر في غير يوم عيد الفطر، كما لا يشرع الالتزام بالوتر في كلّ المأكل، أو الحرص على الوتر عند الرغبة في الزيادة بالأكل.[11]

الفوائد الصحيّة للتمر بشكل عام

توضح النقاط الآتية أبرز الفوائد لاستهلاك التمر:.[12]

  • مصدرٌ مرتفعٌ بالألياف: إذ إنّها تُعدّ مفيدةً لصحّة الجهاز الهضمي وذلك لدورها في الحماية من الإمساك، تعزيز حركة الأمعاء، وظهر في دراسة أنّ استهلاك سبع تمرات في اليوم مدّة تصل إلى 21 يوماً تحسّنٌ في عدد مرات تكرار البراز، بالإضافة إلى الزيادة بشكلٍ كبيرٍ من حركة الأمعاء وذلك بالمقارنة مع عدم تناوله، ومن الجدير بالذكر أنّ ألياف التمر يمكن أن تكون جيّدة في السيطرة على مستويات السكر في الدم؛ إذ إنّها تبطئ عمليات الهضم ويمكن أن تسبب الوقاية من ارتفاع مستويات سكر الدم بشكلٍ سريع بعد استهلاك الوجبات.
  • غنيٌّ بمضادات الأكسدة: حيث وُجد عند إجراء مقارنة بين محتوى التمر من هذه المضادات والبرقوق المجفف (بالإنجليزية: Dried plums)، التين أنّ التمر يحتوي على الكمية الأعلى من مضادات الأكسدة، ومن أهمّها الكاروتينات، والفلافونيد، وحمض الفينوليك.
  • تعزيز صحة القلب: وذلك لاحتواء التمر على كمية قليلة من الصوديوم، ومستويات عالية من البوتاسيوم؛ ممّا يساهم في المحافظة على صحة القلب، والجهاز العصبي.
  • تقليل خطر فقر الدم: ويعود ذلك لاحتواء التمر على الحديد بشكل كبير، مما يساهم في زيادة مستوياته في الدم لدى المصابين بفقر الدم ويعتبر مفيداً بشكل خاصٍ لهذه الفئة.
  • المساعدة على إنقاص الوزن: وذلك لأنّ التمر يؤدي إلى التخلص من الكوليسترول نتيجة لاحتوائه على الألياف، كما أنّه يحتوي على كميةٍ قليلةٍ من الدهون، وبالتالي فإنّ تناوله يساهم في المحافظة على الوزن الصحيّ.
  • تعزيز الولادة الطبيعية: إذ إنّ استهلاك التمر في آخر أسابيع من الحمل قد يحفز من تمدّد عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervical dilation)، وتقليل حاجة الطلق الصناعي، ممّا قد يُعدُّ جيداً بالنسبة لخفض وقت المخاض، ووجدت دراسة أجريت على 39 امرأة تناولنَ 6 تمرات يومياً قبل الموعد المقرر للولادة لمدة تبلغ 4 أسابيع أنّ الولادة كانت بشكل طبيعي بنسبة وصلت إلى 20%، كما انخفض الوقت الذي يحتجنه في المخاض مقارنة مع النساء اللواتي لم يتناولنَ التمر، وقد يعود ذلك إلى أنّ التمر يحتوي على مواد تشابه تأثير هرمون الأكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin)، وترتبط بمستقبلاته في الجسم، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا الهرمون هو السبب في الانقباضات التي تحدث أثناء الولادة، كما تسهل هذه الانقباضات أيضاً لاحتواء التمر على مادة العفص (بالإنجليزية: Tannins)، ويُعدُّ التمر مهمّاً في المحافظة على مستويات الطاقة التي تكفي خلال الولادة وذلك لأنّه مصدرٌ للسكر الطبيعي، والسعرات الحرارية.

المراجع

  1. ↑ سورة ق، آية: 10.
  2. ↑ سورة الشعراء، آية: 148.
  3. ↑ سورة الرحمن، آية: 11.
  4. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3475، أخرجه في صحيحه.
  5. ↑ د. أمين بن عبد الله الشقاوي (12/6/2018)، "من فضائل التمر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2019. بتصرّف.
  6. ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن سلمان بن عامر الضبي، الصفحة أو الرقم: 695، حسن صحيح.
  7. ↑ الدكتور حسان شمسي باشا، "أسرار الإفطار على تمر"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2019. بتصرّف.
  8. ↑ راغب السرجاني (2015-01-04 )، "إحياء - (29) سُنَّة أكل التمر قبل صلاة عيد الفطر"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2019. بتصرّف.
  9. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 453، صحيح.
  10. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 953، صحيح.
  11. ↑ د. معز الإسلام عزت فارس (29/3/2016)، "الجن والتمر: عندما ينفصم العقل عن الوحي والعلم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2019. بتصرّف.
  12. ↑ Brianna Elliott (21-3-2018), "8 Proven Health Benefits of Dates"، www.healthline.com, Retrieved 12-12-2018. Edited.