ما سبب تنميل اليد
التنميل
قد يشعر العديد من الأشخاص بالتنميل (بالإنجليزيّة: Paresthesia)، أو الوخز، أو الخدران (بالإنجليزيّة: Numbness) في أحد أطراف الجسم كاليدين نتيجة إعاقة تدفّق الدم إليها، أو بسبب زيادة الضغط على أحد الأعصاب الرئيسيّة المُمتدة من الرقبة مروراً بالحبل الشوكي (بالإنجليزيّة: Spinal Cord) إلى اليدين، والمسؤولة عن نقل الإحساس والوظائف إلى اليد، وهما: العصب الأوسط (بالإنجليزيّة: Median Nerve) والعصب الزندي (بالإنجليزيّة: Ulnar Nerve)، وعادة ما يؤدي الجلوس أو الاستلقاء في نفس الوضعيّة على إحدى اليدين لمدّة طويلة إلى الشعور بالتنميل أو ما يُسمّى بنوم اليد لعدّة دقائق قبل رجوعها إلى الوضع الطبيعي، وبعد إزالة مصدر الضغط المُعيق لتدفّق الدم إلى العصب، وتجدر الإشارة إلى أنّ التنميل من الممكن أن يُصيب أطراف الجسم الأخرى: كالذراع، والساق، والقدم.[1][2]
أسباب تنميل اليد
بالرغم من أنّ تنميل اليد عادة ما يكون مُجرّد عرض خفيف ومُزعج نتيجة الضغط على العصب، إلّا أنّه في العديد من الحالات قد يكون شديداً، ومُتقطعاً، ومُزمناً، نتيجة تلف في الأعصاب الموجودة في الجزء أو الطرف الذي يشعر فيه المُصاب بالتنميل، كما ومن الممكن أن تُصاحبه أعراض أخرى: كالألم، والحكة، والحرقة، وضعف العضلات، ويُرجع التنميل في هذه الحالة إلى الإصابة بالاعتلال العصبي المُحيطي (بالإنجليزيّة: Peripheral Neuropathy) الذي يُصيب الأعصاب الواقعة في أطراف الجسم بعيداً عن الدماغ والحبل الشوكي، وقد يؤدي إلى العديد من المُضاعفات كالإعاقة والإخلال بقدرة المُصاب على الحركة، ويختلف نوع الاعتلال العصبي المُحيطي وشدة الإصابة به باختلاف الأسباب العديدة التي من الممكن أن تؤدي إلى الإصابة،[3][4] وفيما يلي بيان لبعض من أبرز أسباب الإصابة بالاعتلال العصبي المحيطي وتنميل اليد:[5][6]
- العصب المُنضغط: (بالإنجليزيّة: Pinched Nerve)، وهو زيادة ضغط النسيج المُحيط على عصب في منطقة الظهر؛ نتيجة الالتهاب والانتفاخ، أو التعرّض لإصابة جسديّة، أو نتيجة الحركة المُتكرّرة، ممّا يؤدي إلى الشعور بالتنميل، والألم، وإعاقة الحركة.
- السموم: (بالإنجليزيّة: Toxins) قد يؤدي تناول أحد السموم: كالزرنيخ (بالإنجليزيّة: Arsenic)، والثاليوم (بالإنجليزيّة: Thallium)، والزئبق (بالإنجليزيّة: Mercury)، أو امتصاص الجسم لها من خلال الجلد إلى الشعور بالتنميل، كما وتُعد الكحول أحد السموم التي قد تؤدي إلى الإصابة بما يُعرف بالعتلال العصبي الكحولي (بالإنجليزيّة: Alcoholic Neuropathy).
- الحمل: عادة ما يؤدي الحمل إلى انتفاخ في مُختلف أجزاء الجسم، ممّا قد يزيد الضغط على الأطراف، وبالتالي الشعور بالتنميل، إلّا أنّ التنميل في حالة الحمل عادة ما يختفي بعد الولادة.
- إصابة الإجهاد المتكرّر: (بالإنجليزيّة: Repetitive Strain Injury) التي تُعرف باضطراب الطرف العلوي المُتعلق بالعمل، وتنتج عن تكرار الحركة دون توقّف أو راحة، وعادة ما يؤدي إلى التنميل، والألم، والصلابة، والضعف، والتشنّج في أحد الأطراف العلويّة للجسم: كاليدين، والرسغين، والذراعين، والمرفقين، والأكتاف، والرقبة.
- نقص الفيتامينات: هنالك العديد من الفيتامينات الأساسيّة لعمل الأعصاب: كفيتامين ب1، وفيتامين ب6، وفيتامين ب12، والنياسين (بالإنجليزيّة: Niacin)، وفيتامين هـ، ويؤدي النقص في هذه الفيتامينات إلى تنميل اليدين أو القدمين، بالإضافة إلى الدوخة، والتعب، والغثيان، وصعوبة التنفس، وألم الرأس، واضطرابات الهضم.
- متلازمة النفق الرسغي: (بالإنجليزيّة: Carpal Tunnel Syndrome) وهي حالة شائعة تنتج عن تعرّض العصب الأوسط للضغط؛ بسبب التعرض لإصابة جسدية، أو تكرار الحركة، أو الإصابة بإحد الاضطرابات الالتهابية، وعادة ما يشعر المُصاب بمتلازمة النفق الرسغي بالتنميل في أول أربعة أصابع من اليد.
- مرض السكري: يُعدّ الاعتلال العصبي السكري (بالإنجليزيّة: Diabetic Neuropathy) من المضاعفات الشائعة لمرض السكري، والذي ينتج عن ارتفاع نسبة السكر في الجسم، ممّا يؤدي إلى تلف الأعصاب والشعور بالتنميل في الأطراف.
- السكتة الدماغية: في بعض الأحيان، قد يكون تنميل وخدران أحد الأطراف عرضاً من أعراض الإصابة بسكتة دماغيّة، وعادة ما يرافقه بعض الأعراض والعلامات الأخرى: كالتشوش الذهني، واضطراب القدرة على التحدث، وحدوث اضطراب في الرؤية، وفقدان التوازن.
- العدوى: ومنها مرض لايم (بالإنجليزيّة: Lyme Disease)، وعدوى فيروس نقص المناعة البشري (بالإنجليزيّة: Human Immunodeficiency Virus)، والحزام الناري (بالإنجليزيّة: Shingles)، وعدوى التهاب الكبد B أو C؛ حيثُ إنّ الإصابة بأحد هذه الأنواع من العدوى قد تؤدي حدوث التهاب يتسبب بالشعور بالتنميل في اليدين أو القدمين.
- بعض أنواع الأدوية: تتسبب العديد من أنواع الأدوية بإلحاق ضرر في الأعصاب، وبالتالي الشعور بالتنميل أو الخدران في إحدى الأطراف، ومنها: أدوية العلاج الكيميائي (بالإنجليزيّة: Chemotherapy)، والمُستخدمة في علاج ضغط الدم، والأدوية المُضادة للعدوى، ومضادات الصرع.
مراجعة الطبيب
في الحقيقة، هنالك العديد من حالات التنميل التي تستدعي مراجعة الطبيب لتحديد سبب التنميل؛ حيثُ إنّ العلاج يعتمد بشكل أساسيّ على السبب؛ فمثلاً يُنصح المصاب بالراحة، واستخدام بعض أنواع الأدوية المضادة للالتهاب في حال الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي، وتتطلّب بعض أنواع الإصابات العلاج الفيزيائي، كما ويُمكن التخفيف من التنميل المُصاحب لمرض السكري من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة على الأعراض.[7][8] وفيما يلي بيان لبعض من أهم الحالات التي يُنصح باستشارة الطبيب في حال ظهورها:[8]
- الشعور بالتنميل لمدة طويلة من الزمن.
- الشعور بالتنميل في أجزاء أخرى من الجسم.
- الشلل أو عدم القدرة على الحركة.
- التشوش الذهني.
- الشعور بالدوخة.
- خلل في القدرة على التحدث.
- فقدان السيطرة على التبول أو إخراج البراز.
- ظهور الطفح الجلدي.
تشخيص الإصابة بتنميل اليد
قد يتطلب تشخيص سبب التنميل العديد من الإجراءات والفحوصات؛ وعادة ما يأخذ الطبيب السيرة المرضية للمُصاب، والتي تشمل أعراضه ومدة ظهورها، بالإضافة إلى بعض الفحوصات الأخرى: كفحص العدّ الدموي (بالإنجليزيّة: Blood Count)، ووظائف الغدة الدرقية، ونسب الفيتامينات في الجسم، وفحص بعض أنواع السموم، ونسب المواد الكهرليّة (بالإنجليزيّة: Electrolytes)، وفي حال شكّ الطبيب بوجود الأورام أو الإصابة بالسكتة الدماغيّة وغيرها من الأسباب الأشدّ خطورة، يُمكن القيام ببعض الفحوصات الأخرى كالتصوير الطبقي، والرنين المغناطيسي، والتخطيط فوق الصوتي، وغيرها من الفحوصات اللازمة لتحديد السبب واختيار العلاج المناسب.[8]
المراجع
- ↑ "Ask the doctor: What causes tingling hands at night?", www.health.harvard.edu, Retrieved 22-5-2019. Edited.
- ↑ "Pins and needles", www.nhs.uk, Retrieved 22-5-2019. Edited.
- ↑ "Tingling in Hands and Feet", www.webmd.com, Retrieved 22-5-2019. Edited.
- ↑ "Tingling in Hands and Feet: Symptoms & Signs", www.medicinenet.com, Retrieved 22-5-2019. Edited.
- ↑ "25 Causes of Tingling in Hands and Feet", www.healthline.com, Retrieved 22-5-2019. Edited.
- ↑ "What could cause tingling in the feet or hands?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 22-5-2019. Edited.
- ↑ "Pins and needles", www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 22-5-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Numbness in Hands: When to Call the Doctor", my.clevelandclinic.org, Retrieved 22-5-2019. Edited.