-

ما سبب قيام الدولة العباسية

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

سقوط الدولة الأموية

انتشرت الدعوة العباسية في المشرق، وتحديداً في خرسان بشكلٍ واسعٍ وسريعٍ، وتزامن ذلك مع انشغال الدولة الأموية في اخماد الفتن والثورات، مما شجّع دعاة العباسيين على الجهر بالدعوة هناك، وحصلوا على الموافقة من إبراهيم الإمام على الجهر بالدعوة، والخروج على الأمويين، فتولى ذلك الأمر رجلٌ يدعى أبو مسلم الخرساني، حيث أخذ البيعة تحت شعار البيعة إلى الرضا من آل محمدٍ، ولمّا شعر والي خرسان نصر بن يسار بخطورة الموقف في البلاد، أرسل كتاباً إلى الخليفة الأموي مروان الثاني، يشرح فيه الموقف، ويطلب منه المدد والعون؛ للسيطرة على الأوضاع، ولكنّ الخليفة الأموي كان عاجزاً عن إرسال الإمدادات لواليه، ممّا فتح الطريق أمام أبي مسلم الخرساني، للسيطرة على كامل خرسان، وهروب نصر بن يسار ومن معه من العرب إلى نيسابور، وسرعان ما هاجمت القوات العباسية في العراق، بقيادة قحطبة بن شبيب الطائي قوات نصر بن يسار، وأجبرته على الخروج من نيسابور، والتوجّه إلى الري، وعندها شعر خليفة الأمويين بخطورة الموقف، أرسل الإمدادات لدعم نصر بن يسار، فوقعت عندها مجموعةٌ من المعارك، كان النصر فيها حليف العباسيين، ومات نصر بن يسار بالري في عام 131 للهجرة، وبويع لعبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، المعروف بأبي العباس بالخلافة، بعد أن أوصى له أخوه إبراهيم الإمام بالأمر من بعده، وعندما استتّب الأمر لأبي العباس في العراق، أرسل جيشاً على رأسه عمّه عبد الله بن عليٍ، لقتال جيش مروان الثاني، فانتصر عليه في معركة الزاب، التي كان النصر فيها نهايةً للدولة الأموية، وبدايةً لعصر العباسيين.[1]

أسباب قيام الدولة العباسية

شكّل قيام الدولة العباسية تغيّراً جذرياً في تاريخ العالم الإسلامي، إذ إنّ تولّي الخلافة، كان يتم من خلال الشورى، كما في عهد الخلفاء الراشدين، وكما تم الأمر عند قيام الدولة الأموية، حيث تنازل الحسن بن علي، عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم جميعاً، ولكنّ قيام الدولة العباسية، تم من خلال ثورةٍ مسلحةٍ على الحاكم من غير مشورة المسلمين، مما أدّى إلى سفك الكثير من دماء المسلمين من بني أمية، وذلك أمرٌ غير مسبوقٍ في الإسلام، وفيما يأتي بيان أسباب قيام الدولة العباسية:[2]

  • ثورة الفرس على الحكم العربي: حيث كان مركز السلطة والقيادة للعرب في عهد الخلفاء الراشدين، ومن بعدهم الدولة الأموية، وذلك أمرٌ طبيعيٌ؛ لأنّهم هم من قاموا بالفتوحات، ولأنّ الخلفاء من العرب، فمن الطبيعي أن يعمدوا على من يعرفونهم، من أبناء جلدتهم في تسيير أمور الدولة، وقيادة الجيش، وغير ذلك من المناصب، فلمّا بدأت دعوة العباسيين، وجدت أذاناً صاغيةً في خرسان، حيث طمع أهلها بالحصول على المراتب العالية، والمناصب الحساسة في الدولة العباسية، وخاصةً أنّ كبير القادة كان من خرسان؛ وهو أبو مسلم الخرساني.
  • التطورات التي شهدها العالم الإسلامي خلال القرن الأول الهجري.
  • الاجتهادات الفقهية الخاطئة: حيث كان يعتقد الشيعة بأولوية آل بيت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالخلافة، وأنّ أحقّ آل البيت بالأمر؛ علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بل ويزعمون أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد عيّنه بنصوصٍ يتناقلونها، ويفسّرونها بما يخدم معتقداتهم الفاسدة، ممّا أدّى إلى ظهور ما يسمى بالوصية في عقيدتهم، فلقّبوا علياً بن أبي طالب -رضي الله عنه- بالوصي؛ زعماً منهم بأنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قد أوصى له بالخلافة، وأنّ كلّ إمامٍ وصيٌ لمن كان قبله، فلمّا قامت دعوة العباسيين للخروج على حكم بني أمية، لُوقيت بالترحيب والقبول من قبل الشيعة؛ طمعاً بأن تكون الخلافة من نسل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فأدّى ذلك إلى تمهيد الطريق لقيام الدولة العباسية؛ إذ إنّ العباسيين استحوذوا على الحكم بعد ذلك.
  • ثورة العباسيين على حكم بني أمية: وكان من أبرز العباسيين الذين قادوا تلك الثورة، على حكم بني أمية، أبو العباس السفاح، الذي يُعتبر مؤسس الدولة العباسية، وأخيه أبو جعفر المنصور.

العصر العباسي

امتدّت فترة حكم الدولة العباسية من عام 131 للهجرة، إلى عام 656 للهجرة، وقد تولّى الخلافة خلال تلك الفترة سبعةٌ وثلاثون خليفةً، أولهم عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب؛ المعروف بالسفّاح، وآخرهم أبو أحمد عبد الله المستعصم بالله، الذي قُتل على أيدي التتار، ومن الجدير بالذكر أنّ مساحة الدولة الإسلامية في بداية العصر العباسي، قد امتدت من المحيط الأطلنطي إلى نهر السند، وشملت: فارس، والعراق، وبلاد السند؛ التي تقع في الشمال الغربي من الهند، وأفغانستان، وأرض الجزيرة العربية، وبلوخستان، والتركستان، وديار بكرٍ، وأرمينية، والشام، وفلسطين، وقبرصٍ، وشمال إفريقيا، ومصر، وكريت، واستقل عن الدولة العباسية حكم الأندلس، بعد أن فرّ إليها عبد الرحمن بن معاوية الأموي، الملقّب بصقر قريشٍ، وأقام فيها إمارةً مستقلةً، ومن أهم ما ميّز العصر العباسي: انتشار العلم بشكلٍ واسعٍ، وارتفاع راية الجهاد، وقوة الخلفاء، وعظم هيبة الدولة، والتطور الحضاري في شتى مناحي الحياة، حتى أصبحت المدن الإسلامية مصدر إشعاعٍ للبشرية، كما قال ابن طباطبا: (كانت كثيرة المحاسن، جمة المكارم، أسواق العلوم فيها قائمةٌ، وبضائع الآداب فيها نافقةٌ، وشعائر الدين فيها معظمةٌ، والخيرات فيها دائرةٌ، والدنيا عامرةٌ، والحرمات مرعيةٌ، والثغور محصنةٌ، وما زالت على ذلك حتى أواخر أيامها، فانتشر الشر، واضطرب الأمر).[3]

المراجع

  1. ↑ "سقوط الخلافة الأموية"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-10-2018. بتصرّف.
  2. ↑ " مختصر قصة الخلافة العباسية"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-10-2018. بتصرّف.
  3. ↑ "نظرات في العصر العباسي"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-10-2018. بتصرّف.