رتب الله جل وعلا ثواباً وأجراً لمن تلى القرآن الكريم وختمه، فبكل حرف يقرأه المسلم من كتاب الله يحصل على حسنة، وفي الحديث: (مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقول الم حرفٌ ولَكن ألفٌ حرفٌ ولامٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ)،[1] وفي الحديث الآخر في فضل قارئ القرآن أنّ رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (يقالُ لصاحِبِ القرآنِ: اقرأْ وارقَ ورتِّلْ، كما كنتَ تُرَتِّلُ في دارِ الدنيا، فإِنَّ منزِلَتَكَ عندَ آخِرِ آيةٍ كنتَ تقرؤُها)،[2] وقال المنذري في الترغيب، قال الخطابي إنّ قدر درج الجنة على قدر آي القرآن الكريم، فيُقال للقارئ يوم القيامة اقرأ من كتاب الله وارتقي على قدر ما كنت تقرأ من كتاب الله، فيصل القارئ إلى درجته بقدر قراءته للقرآن، فمن قرأ جزءاً من كتاب الله ارتقى في الدرجات على قدر ما قرأه، ويكون منتهى الثواب والأجر لمن بلغ في القراءة منتهاها.[3]
إنّ لقراءة القرآن فضائل كثيرة، ففي قراءته جلاء للهموم والأحزان، وانشراح للصدر، وزيادة في اليقين، وبصيرة في الدين، وفرقان في المشتبهات، وزيادة في الحسنات، وتحصيل للشفاعة في الآخرة، وقد وصف النبي عليه الصلاة والسلام قارئ القرآن كمثل الأترجة رائحتها طيبة وطعمها طيب، أما أكثر مدة لختم القرآن فقيل إنّها أربعون يوماً، أما أقل مدة فهي ثلاث ليال لنهي النبي الكريم أن يختم القرآن في أقل من ذلك، والصحيح أنّه لا توجد مدة معينة لختم القرآن الكريم، فكل عبد يختمه بما هو أيسر لقلبه، وأجمع لقلبه.[4]
جاء عن بعض أهل العلم جواز إهداء ثواب قراءة القرآن أو ختمته للوالدين أو الأقربين، والصحيح أنّه لا يوجد على ذلك دليل من كتاب أو سنة، إنّما جاء ذكر فضل الصدقة عن الوالدين، أو الحج والعمرة عنهما، أما العبادات البدنية فلا يشرع إهداء ثوابها.[5]