ما هو جزاء الصبر طب 21 الشاملة

ما هو جزاء الصبر طب 21 الشاملة

الصبر

يُمكن تعريف الصبر لغةً بالحبس والكفّ، وأمّا اصطلاحاً فهو إجبار النفس على فعل شيءٍ أو تركه؛ ابتغاء مرضاة الله تعالى، كما قال الله تعالى: (وَالَّذينَ صَبَرُوا ابتِغاءَ وَجهِ رَبِّهِم)،[1] وممّا يدلّ على أهميّة الصبر ذكره في القرآن الكريم في أكثر من مئة موضعٍ، حيث إنّ الصبر يعتبر الركيزة والأساس الذي تُبنى عليه أغلب الفضائل والأخلاق، فالزهد صبرٌ عن ترف العيش، والعفّة صبرٌ عن الشهوة، والحُلم صبرٌ عن الغضب، والشجاعة صبرٌ عن إجابة داعي الفرار والهرب، والعفو صبرٌ عن الانتقام، والقناعة صبرٌ على ما يكفي من الدنيا، بالإضافة إلى أنّه شطر الإيمان، فالإيمان صبرٌ وشكرٌ، وفي الحقيقة إنّ الصبر يعدّ سبباً لدخول الجنّة والنّجاة من النّار، حيث إنّ الجنة حفّت بالمكاره، بينما حُفت النار بالشهوات، فالنجاة من النار تكون بالصبر عن الشهوات، ودخول الجنة بالصبر على المكاره، كما قال الله تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)،[2] ويُمكن القول إنّ الصبر ثلاثة أنواع؛ وهي: صبرٌ عن المعصية، وصبرٌ على الطاعة، وصبرٌ على أقدار الله تعالى.[3]

جزاء الصبر

عوامل الصبر والثبات عند الصحابة

على الرغم من الاضطهاد، والتعذيب، والإيذاء الذي وقع على الصحابة -رضي الله عنهم- في مكّة المكرّمة، إلّا أنّهم ثبتوا في وجه الكفر، وصبروا على ما أصابهم، وذلك بعدّة أسبابٍ وعواملٍ ساعدتهم على الصبر والثبات، منها: [11]

صبر أيوب عليه السلام

ذكر الله -تعالى- قصة أيوب -عليه السلام- في القرآن الكريم، حيث قال:(وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ*ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَـذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ*وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ*وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ )،[13] حيث كان أيوب -عليه السلام- من أغنياء القوم، ورزقه الله -تعالى- الكثير من الأولاد، وبينما هو على هذه الحال، ابتلاه الله تعالى؛ فذهب كلّ ماله، ومات كلّ أولاده، ثمّ عظمت البلوى فأصابه مرضٌ في جسده، حتى لم يبقَ منه إلّا قلبه سليماً، وبعدما أصابه الابتلاء لم يبقَ له من الدنيا شيء يستعين به على مرضه، فتخلّى عنه القريب والبعيد، وتنكّروا له، ولكنّ زوجته المؤمنة بالله لم تنسَ وُدّه، فكانت هي الوحيدة التي تواسيه، حتى إنّها كانت تخدم الناس؛ لتُطعمه وتخدمه، وكانت لا تفارقه إلّا للعمل، ثمّ تعود وتقضي يومها كلّه بخدمته، واستمرت تلك الحال على أيوب -عليه السلام- ثماني عشرة سنة، ولمّا اشتدّ به الحال، وطال عليه الأمد، دعا الله، وتضرّع إليه، كما قال الله -تعالى- على لسان أيوب: (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )،[14] فاستجاب الله -تعالى- دعاءه، ثمّ أمره أن يضرب الأرض برجله، فلمّا فعل خرجت منها عين ماءٍ، فأمره أن يغتسل منها، فلمّا اغتسل ذهب ما كان بجسده من المرض، ثمّ أمره أن يضرب برجله مرةً أخرى، فخرجت من الأرض عينٌ ثانيةٌ، فأمره الله -تعالى- أن يشرب منها، فلمّا شرب منها أذهب الله -تعالى- ما كان في بطنه من أذى، وأكمل الله له عافيته، ثمّ أحيا الله -تعالى- من مات من أهله، وعافى المرضى، وردّ إليه من تشتّت منهم.[15]

المراجع

  1. ↑ سورة الرعد، آية: 22.
  2. ↑ سورة البقرة، آية: 214.
  3. ↑ "الصبر في القرآن"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2018. بتصرّف.
  4. ↑ "فضل الصبر"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2018. بتصرّف.
  5. ↑ سورة آل عمران، آية: 120.
  6. ↑ سورة البقرة، آية: 155-157.
  7. ↑ سورة السجدة، آية: 24.
  8. ↑ سورة آل عمران، آية: 200.
  9. ↑ سورة آل عمران، آية: 146.
  10. ↑ سورة المؤمنون، آية: 111.
  11. ↑ "عوامل الصبر والثبات عند الرعيل الأول"، articles.islamweb.ne، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2018. بتصرّف.
  12. ↑ سورة التوبة، آية: 21.
  13. ↑ سورة ص، آية: 41-44.
  14. ↑ سورة الأنبياء، آية: 83.
  15. ↑ "قصة أيوب عليه السلام"، articles.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2018. بتصرّف.