أفتى علماء الأمة بجواز استعمال بخاخ الربو في نهار رمضان لمن يحتاج إلى استخدامه بشكل مستمر، وكانت علَّة جواز استخدامه أنّه مجرد غاز مضغوط لا يصل منه إلى المعدة شيء، وإنّما يصل إلى الرئتين عن طريق الشعب الهوائية، كما أنّه يتبخر قبل وصوله للمعدة، وبالتالي يجوز استخدامه ولا يأخذ حكم الأكل والشرب في رمضان.[1]
قد ذهب بعض علماء الأمة إلى القول بأنَّ استخدام بخاخ الربو في رمضان يفطر الصائم لأنّ له أجزاء تصل إلى المعدة، وقد تكلَّم العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في حكم استعمال بخاخ الربو فبيّن حكمه وأنّه يفطر الصائم إذا وصل شيءٌ منه إلى المعدة، بينما إذا كان مجرد بخار ولا يصل إلى المعدة منه شيء فإنّه لا يفطر، وإذا تضرر الإنسان بعدم استخدامه جاز له أن يستعمله في نهار رمضان، ويأكل ويشرب ثم يصوم عند القدرة على الصيام ويقضي الأيام التي أفطر بها، أمّا إذا كان استخدامه بخاخ الربو بشكلٍ مستمرٍ ودائم فإنّه يكون في هذه الحالة كالكبير الذي لا يطيق الصيام وتترتب عليه الفدية.[2]
أمّا فدية الصيام للمريض أو العاجز الذي ثبت بشهادة الأطباء عجزه عن الصيام، فقد بيَّن علماء الأمة مقدارها وأنّها نصف صاعٍ من قوت البلد من تمرٍ أو أرز أو غيره، ومقدار الصاع يعادل كيلو غرام ونصف تقريباً، ويجوز للمسلم أن يخرج هذا المقدار مرة واحدة في نهاية الشهر على أن يساوي ما مقداره خمسة وأربعين كيلو غرام من الأرز أو غيره، وأمّا إخراج هذا المقدار نقداً فقد ذهب جمهور علماء الأمة من الشافعية والمالكية والحنابلة إلى عدم جوازها استدلالاً بقوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ).[3][4]