-

ما هي الدعوة السرية

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

الدعوة السريّة

بُعث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في بيئةٍ وثنيّةٍ جاهليّةٍ، أضاع أهلها قيم الرسالات السماويّة وانتكست فِطرتهم ومفاهيمهم حتى انقلب عندهم الحقّ باطلاً، وصارت الفضيلة بينهم رذيلةً، فما كان من النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في ظلّ هذه الأحوال إلّا أن يبدأ دعوته سرّاً؛ حتى لا تفشل الدعوة العظيمة بالهجوم السريع عليها، فسمّيت هذه المرحلة بالدعوة السريّة، وبدأ -عليه الصلاة والسلام- فيها بدعوة أهله وأقرب الناس إليه، فبدأ بزوجته خديجة -رضي الله عنها-، والتي سارعت بالاستجابة إليه والإيمان بدعوته، ثمّ دعا ابن عمّه عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-، فسارع بإجابة دعوته كذلك، ودعا أيضاً بناته جميعاً فأسلمن معه، وانطلق بعدها في توسيع دائرة دعوته لتشمل أصحابه، فكان أبو بكر -رضي الله عنه- أوّل الملبين والمستجيبين، ومضى كُلّ من أسلم مع النبيّ بدعوة من يعرفه ويثق به، حتى أسلم على أيديهم ما يزيد عن أربعين رجلاً وامرأةً، واستمرت الدعوة سريّةً لأكثر من ثلاث سنواتٍ، حيث كان النبيّ يعلّم صحابته فيها التوحيد، والإيمان، ومحاسن الأخلاق، واختار دار الأرقم بن أبي الأرقم مكاناً لهذه الدعوة المباركة، وممّا شُرع في هذه الفترة من العبادات صلاة ركعتين في الصباح وركعتين في المساء، حيث كان المسلمون حينها يؤدّونها بالخفاء كي لا يفتضح أمرهم، وبقي الناس يتوافدون إلى الإسلام ويدخلون فيه إلى أن تشكّلت جماعة المسلمين الأولى، وصار الوقت مناسباً للانتقال إلى الدعوة الجهريّة.[1]

مراحل الدعوة في حياة الرسول

تدرّج النبيّ في نشر دعوته بين الناس، فكانت على عدّة مراحل، وفيما يأتي بيانها:[2]

  • مرحلة الإعداد للرسالة واستقبال الوحي، حيث كان اختيار الله واصطفاؤه لنبيّه نقطة بدءٍ وانطلاقٍ لهذه الدعوة المباركة، فعُني سبحانه بتربيته وإعداده، وحبّب إليه الخلوة في الغار والتحنّث به، حتى ينشأ على التوحيد وبغض الأوثان.
  • مرحلة الدعوة السريّة؛ واستمرّت مدّة ثلاثة سنواتٍ تقريباً.
  • مرحلة الإعلان عن الدعوة والجهر بها، وبدأت هذه المرحلة حين أذن الله بها وأمر رسوله بالصدح في دعوته، قال تعالى: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ).[3]
  • مرحلة الهجرة إلى المدينة، فقد أعد النبيّ لهذه الهجرة من خلال عددٍ من اللقاءات مع الأنصار في بيعة العقبة الأولى والثانية.
  • مرحلة تأسيس الدولة؛ حيث أقام الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الدولة الإسلاميّة على أسسٍ مهمّةٍ، أوّلها بناء المسجد، ثمّ المؤاخاة بين المسلمين من المهاجرين والأنصار، وبعدها كتابة وثيقةٍ تحدّد صورة العلاقة بين المسلمين فيما بينهم وبين المسلمين وغيرهم.
  • مرحلة نشر الإسلام في العالم ونشره في الجزيرة العربيّة وخارجها.

دروسٌ من الدعوة السريّة

تضمنت الدعوة السريّة بعض الدروس والعِبر، وفيما يأتي بيان جانبٍ منها:[4]

  • مشروعيّة الدعوة السريّة إن خشي المسلم على نفسه وأهله من بطش الكفار وتكالبهم.
  • أهميّة الصلاة في الإسلام؛ فهي أوّل العبادات التي فُرضت على المسلمين، وهي أوّل ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة.
  • الأصل في الداعية أن يبدأ دعوته للناس بأساسيّات الدين؛ أي التوحيد، والإيمان، وحبّ الله -عزّ وجلّ-.
  • ضرورة أن يبدأ المسلم بإصلاح نفسه، وأهل بيته، ودعوة المقرّبين منه؛ للتمسّك بتعاليم الإسلام.

المراجع

  1. ↑ "الإسلام في مرحلة الدعوة السرية"، www.islamweb.net، 2003-8-20، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-5. بتصرّف.
  2. ↑ د. أمين الدميري (2014-3-19)، "فقه التدرج في دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-5. بتصرّف.
  3. ↑ سورة الشعراء، آية: 214.
  4. ↑ "الدَّعـوةُ السِّـريَّة"، www.alimam.ws، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-5. بتصرّف.