توصف جرثومة المعدة (بالإنجليزيّة: Helicobacter pylori)، أو ما يُعرَف بالملويّة البوابيّة بأنَّها بكتيريا حلزونيّة الشكل، وتوجد في طبقة الغشاء المخاطي في المعدة، أو ملتصقة ببطانة المعدة، وتُسبِّب الجرثومة الحلزونيّة ما يقارب 90% من حالات الإصابة بقرحة الاثني عشر، وما يصل إلى 80% من حالات الإصابة بقرحة المعدة، وقبل عام 1982م؛ أي قبل اكتشاف هذه البكتيريا كان العُلماء يعتقدون أنَّ الأسباب الرئيسيّة للقرحة هي الطعام الحار، والإجهاد، ونمط الحياة غير الصحِّي، لذلك كان يُعطى المريض الأدوية على فترات طويلة، ممَّا يُخفِّف من الأعراض المُصاحبة للإصابة بالجرثومة دون علاج الإصابة بالجرثومة نفسها.[1]
يتضمَّن علاج قرحة المعدة، والجرثومة الحلزونيّة مجموعة من الأدوية التي يجب على المريض الالتزام بها لمُدَّة لا تقلُّ عن 10-14 يوماً، حيث يلجأ الطبيب إلى صرف الأدوية المُخصَّصة لعلاج جرثومة المعدة، والتقليل من احتماليّة رجوعها في المستقبل للأسباب الآتية:[2]
يلجأ الأطبَّاء حاليّاً إلى استخدام علاجات أقوى تستهدف جرثومة المعدة عن طريق استخدام مجموعة من المُضادات الحيوية معاً، وذلك بسبب ارتفاع نسبة مقاومة المُضادَّات الحيويّة، ممَّا يُسبِّب صعوبة علاج الجرثومة الحلزونيّة، وتقسم مجموعات العلاج إلى ثلاثة خطوط رئيسيّة، وهي كما يأتي:[3]
ومن الجدير بالذكر أنَّ استخدام البكتيريا النافعة مثل الموجودة في الألبان قد يُساهم في التقليل من نشاط البكتيريا، كما أنَّ الالتزام بمُدَّة العلاج كاملة، وعدم التوقُّف عن أخذ الدواء عند الشعور بتحسُّن، يُساهم في منع عودة البكتيريا؛ لأنَّها تعود بشكل أقوى وأصعب للعلاج.[3]
تُساعد هذه الأدوية على وقُّف إنتاج حمض المعدة، ومن الأمثلة عليها: مادَّة الأوميبرازول (بالإنجليزيّة: Omeprazole)، ومادَّة ايسوميبرازول (بالإنجليزيّة: Esomeprazole)، أو اللانسوبرازول (بالإنجليزيّة: Lansoprazole)، أو البانتوبرازول (بالإنجليزيّة: Pantoprazole). [4]
تُساعد مادَّة البيسموث (بالإنجليزية: Bismuth subsalicylate) على تغليف المعدة، وحمايتها من وصول أحماض المعدة إليها.[4]
تُعالَج جرثومة المعدة باستخدام بعض الأطعمة والمُكمِّلات، وقد يُرافقها أيضاً استخدام العلاجات الطبِّية؛ وفيما يأتي ذكر بعض منها.[5]
توجد البكتيريا النافعة طبيعيّاً في المعدة، وتُساعد على تقليل الآثار الجانبيّة للمُضادَّات الحيويّة، وأثبتت الدراسات أنَّ المرضى الذين لم يتناولوا البكتيريا النافعة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالإسهال من المرضى الذين تناولوها، كما توجد أنواع مُعيَّنة من البكتيريا النافعة لها أثر مباشر على الجرثومة الجلزونيّة، وتُساهم في قتل بعض سلالاتها، وتُعتبَر البكتيريا النافعة آمنة للمرضى، وتُساعد على العلاج، ويُمكن للمريض استشارة الطبيب، أو الصيدلاني حول الأنواع المناسبة لحالة المريض الصحِّية.[5]
يُقلِّل الشاي الأخضر من فعاليّة إنزيم يُسمَّى اليورياز (بالإنجليزيّة: Urease)، وأثبتت التجارب فعاليّة الشاي الأخضر في التقليل من تعداد البكتيريا الحلزونيّة عند الحيوانات، وأثبتت دراسة أخرى تمّ إجراؤها على 150 مريضاً أنَّ الأشخاص الذين يتناولون الشاي الأخضر على الأقلّ مرَّة أسبوعيّاً كانوا الأقلّ عرضة للإصابة بالجرثومة الحلزونيّة.[5]
يحتوي البروكلي على مواد كيميائيّة طبيعيّة مقاومة للأمراض، وتضمَّنت دراسة تمّ إجراؤها على 25 مريضاً ممَّن يُعانون من الجرثومة الحلزونيّة أن يأكل المرضى ما يُقارب 70 غم من براعم البروكلي يوميّاً مقارنة ب 23 مريضاً آخر، والذين يتناولون براعم البرسيم، وبعد مُدَّة ثمانية أسابيع تبيَّن بالفحص أنَّ هناك نقصاً واضحاً في تعداد الجرثومة الحلزونيّة عن طريق فحص النفس، وفحص اليوريا في المرضى الذين تناولوا البروكلي عن البرسيم، وبعد إيقاف تناولها لمُدَّة ثمانية أسابيع عادت مستويات الجرثومة إلى الارتفاع.[5]
هناك بعض أنواع العسل تمتلك خصائص المُضادَّات الحيويّة ضِدَّ جرثومة المعدة، أمَّا الأنواع الأخرى فهي تحدُّ من نشاط إنزيم اليوريز، ممَّا يمنع تكاثر البكتيريا في المعدة، وأثبتت دراسة تمَّت على 150 شخصاً مُصاباً بعسر الهضم أنَّ تناول العسل على الأقلّ مرَّة واحدة أسبوعيّاً قد قلَّل من احتماليّة الإصابة بجرثومة المعدة، ويُعتبَر العسل المبستر آمناً، ولا يتعارض مع تناول الأدوية، خصوصاً عند المرضى الذين يُعانون من ضعف في جهاز المناعة.[5]
يُمكن الوقاية من الإصابة بجرثومة المعدة بالطرق نفسها التي تتمّ الوقاية من الإصابة بأيِّ نوع آخر من البكتيريا، ومن هذه الطرق ما يأتي:[6]
يشعر المريض بتحسُّن إذا كان يُعاني من أعراض الإصابة بجرثومة المعدة عند تلقِّي العلاج اللازم بعد إنهاء العلاج بأربعة أسابيع، ثمّ يطلب الطبيب إجراء الفحوصات بالاعتماد على العُمر، والحالة الصحِّية للمريض؛ للتأكُّد من مدى فعاليّة العلاج، أمَّا إذا أصيب المريض بحالة مرضيّة أقوى بسبب إصابته بالجرثومة، فقد يحتاج إلى تكرار العلاج، وذلك بالاعتماد على المرض نفسه، وسرعة تشخيصه، وكيفيّة علاجه.[7]