-

ما هو فضل صيام يوم عرفة

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

يوم عرفة

إنّ يوم عرفة هو من أعظم أيام السنة عند المسلمين على الإطلاق؛ حيث خُصَّ ذلك اليوم بالكثير من الفضائل حتى زاد فضله عن سائر الأيام في السنة مهما بلغت تلك الأيام من الفضل والبركة، ويوم عرفة هو من أيام شهر ذي الحجة الذي هو من أشهر الحج، ويوافق اليوم التاسع منه، وفي هذا اليوم يؤدّي حجاج بيت الله الحرام أحد أهم مناسك الحج، وهو الوقوف بعرفة، فيقفون فيه على جبل عرفات، وكان ذلك سبب الأفضلية لهذا اليوم؛ حيثُ يُستحبّ للمسلم في يوم عرفة خصوصاً وعشر ذي الحجة عموما أن يُكثر من الأعمال الصالحة؛ ليدرك فضل تلك الأيام وليُضاعف له في الأجر، فما هو فضل عرفة؟ وكيف يدرك المسلم ويبلغ ذلك الفضل؟

فضل يوم عرفة

فضل صيام يوم عرفة

أجمع العلماء على أن صيام يوم عرفة أفضل الصيام في الأيام جميعها بعد صيام رمضان؛ لما رُوي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (... صيامُ يومِ عرفةَ، أَحتسبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَه والسنةَ التي بعده ...)،[1] فصيام يوم عرفة رفعة في درجات العباد عند الله سبحانه وتعالى، وبابٌ لتكثير حسناتهم، وتكفير سيّئاتهم، وقد ثبت في الحديث السابق أنّ صيامه يُكفِّر ذنوب سنة قبله وذنوب سنةٍ بعده، ويُقصد بذلك تكفير الصغائر من الأعمال السيئة دون الكبائر من الذنوب، وذلك التكفير مشروطٌ بترك الكبائر،[2] قال تعالى: (إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا).[3]

صوم يوم عرفة للحاج

لا ينبغي للحاج في يوم عرفة الصيام، بل عليه أن يتفرّغ لعبادة الله بسائر الأعمال غير الصيام كالدعاء والذكر وقراءة القرآن، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: (نَهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن صومِ يومِ عرَفَةَ بعرَفَةَ)،[4] وعن لبابة بنت الحارث رضي الله عنها قالت: (أنهُم شَكُّوا في صَوْم النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَ عَرَفَة، فبُعِثَ إليهِ بقَدحٍ مِن لَبنٍ فَشَرِبَهُ)،[5] فحتى يتيقّن الناس من صيام النبي أو إفطاره أثناء وقوفه بعرفة بعثوا له قدحاً من اللبن فشربه؛ مما يشير إلى أنّ الأولى للحاج عدم الانشغال بصيام يوم عرفة عن باقي العبادات حتى يبقى جسده قوياً على الطاعة، وقد ذهب بعض العلماء إلى أكثر من ذلك فقالوا أنّ صيام يوم عرفة محرّمٌ على الحاج؛ بناءً على النهي الوارد في الحديث الأول إذ يدلُّ ذلك على التحريم، وكَرِهَ آخرون صيام يوم عرفة للحاج، وقد استحبَّ أبو حنيفة ومالك والشافعي وسفيان الثوري وجمهورٌ من الصحابة للحاج الإفطار في يوم عرفة.[2]

مكانة يوم عرفة من الحج

يُعتبر الوقوف بعرفة من أهمِّ أركان الحج التي نصَّ الفقهاء على اشتراط الإتيان بها لصحة الحج، بل إنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قد اعتبر الوقوف بعرفة هو الحج، فقد ثبت عن عبد الرحمن بن يعمر أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الحجُّ عرفةُ ، فمن أدرك ليلةَ عرفةَ قبل طلوعِ الفجرِ من ليلةِ جُمَعٍ فقد تمَّ حجُّه)،[6] فمن أدرك من يوم عرفة ولو بضعه جاز حجه، ومن فاته وقفة عرفة ولو أتى بجميع مناسك الحج لم يُقبل منه ذلك ولا حتى بمقابل الهدي أو غيره.

أمّا وقت بداية يوم عرفة ففي ذلك رأيان؛ الأول: أنّه يبتدئ من زوال شمس يوم التاسع من ذي الحجة وينتهي بطُلوع فجر أول أيام عيد الأضحى الذي هو يوم النّحر، أمّا الرأي الثاني: فهو أنّ بداية يوم عرفة تكون عند طلوع فجر التاسع من ذي الحجة، وينتهي وقته بطُلوع فجر يوم النحر الذي هو يوم عيد الأضحى.[7]

المراجع

  1. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي قتادة الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 1162.
  2. ^ أ ب يحيى بن موسى الزهراني، "صوم يوم عرفة"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 8-6-2017. بتصرّف
  3. ↑ سورة النساء، آية: 31.
  4. ↑ رواه البوصيري، في إتحاف الخيرة المهرة، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 3/215، إسناده حسن.
  5. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن لبابة بنت الحارث أم الفضل، الصفحة أو الرقم: 5636.
  6. ↑ رواه ابن حزم، في حجة الوداع، عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي، الصفحة أو الرقم: 176، إسناده صحيح.
  7. ↑ "أركان الحج وواجباته وسننه"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2017. بتصرّف.