ورد في فضل خواتيم سورة البقرة حديثٌ عن النبيّ -عليه السلام- يرويه ابن عباس رضي الله عنه، أنّ ملكاً جاء النبيّ فسلّم عليه، ثمّ قال: (أبشِرْ بنوريٍنِ أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌّ قبلك، فاتحةُ الكتابِ وخواتيمُ سورةِ البقرةِ، لن تقرأَ بحرفٍ منهما إلّا أُعطيتَه)،[1] وفي حديثٍ آخر أنّ النبيّ -عليه السلام- قد أُعطي ثلاثة فضائل ليلة الإسراء والمعراج، فكان من ضمنها خواتيم سورة البقرة، وفي ذلك بيانٌ لفضل الآيات الكريمات في سورة البقرة، ودلالةٌ على فضل أخذ المسلم بها، وحسن تدبّرها وفقهها، ولقد ذكر أهل العلم أنّ المسلم إن قرأ عشر آياتٍ من سورة البقرة، ثلاثةٌ منهنّ من ختام السورة، كنّ له حِصناً حصيناً، ودرعاً واقياً بإذن الله من كلّ شرٍّ وبأسٍ.[2][3]
ورد أنّ خواتيم سورة البقرة تُقرأ مع أذكار المساء، قال النبيّ عليه السلام: (الآيتانِ مِن آخرِ سورةِ البقرةِ، مَن قرَأ بهِما مِن ليلةٍ كفَتاه)،[4] فقيل في كفتاه أنّهما كفتاه كلّ سوءٍ، أو كفتاه شرّ الشيطان، وقيل إنّهما أجزأتاه؛ أي أجزأتا قارئهما عن قيام الليل أو تلاوة القرآن، أو أجزأتاه في أمور الاعتقاد ممّا يشتملان عليه من معاني الإيمان والأعمال الصالحة.[5]
سورة البقرة هي أطول سورةٌ في القرآن الكريم، ولقد ورد في فضلها أحاديث صحيحة عن النبيّ عليه السلام، فيما يأتي بيانٌ لبعض تلك الفضائل:[3]