ما هو النذر في الاسلام
النذريطلق النذر في اللغة على ما يوجبه المرء على نفسه، سواءً أكان ما أوجبه صدقةً، أو أيّ نوعٍ من أنواع الإحسان، ومن ذلك أن ينذر الشخص نفسه لخدمة العلم؛ أي أنّه
جدول المحتويات
النذر
يطلق النذر في اللغة على ما يوجبه المرء على نفسه، سواءً أكان ما أوجبه صدقةً، أو أيّ نوعٍ من أنواع الإحسان، ومن ذلك أن ينذر الشخص نفسه لخدمة العلم؛ أي أنّه يفرّغ نفسه ويخصّصها له، ومن ذلك أيضاً نذر الوالد لولده؛ أيّ أن يجعله خادماً أو قيّماً لمكان العبادة،[1] أمّا النذر في الاصطلاح الشرعي: فهو أن يلزم المكلّف المسلم نفسه أمراً لم يأمر به الله تعالى، ومن الواجب على المكلف أن يعلم بما يتعلّق بدينه من أمورٍ، مع حذره من التقليد المبني على الجهل، ومن الأمور المقلّدة بين الناس النذر،[2] فما هو النذر، وما هي الشروط المبنيّ عليها، وما هي الأحكام المتعلّقة به؟
النذر في الإسلام
وردت مشروعية النذر في القرآن الكريم والسنّة النبويّة، كما أنّ العلماء أجمعوا على مشروعيته، حيث قال الله تعالى: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا)،[3] وكما روت عائشة -رضي الله عنها- عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (من نذر أن يُطِيعَ اللهَ فلْيُطِعْهُ، ومن نذرَ أن يعصِيَه فلا يَعْصِه)،[4] كما أنّ العلماء أجمعوا على صحّة النذر ووجوب الوفاء به، وتختلف الصيغة التي ينعقد بها النذر، فمنها: لله عليّ أن أفعل كذا، عليّ نذر كذا، أو أن يعلّق الشخص حصول أمر معيّن بعبادة يتقّرب بها من الله تعالى، إلا أنّه لا يتحقّق إلا بتوفّر عددٍ من الشروط، كما أن له عدّة أنواعٍ.[2]
شروط النذر
لا بدّ من توفرّ عدد من الشروط في النذر حتى يكون صحيحاً، وهي:[2]
- شروط الناذر؛ وهي:
- شروط المنذور؛ وهي:
- الإسلام؛ فالنذر من الكافر لا يصحّ، إلا إن أسلم؛ فيكون مندوباً.
- الاختيار؛ إذ إنّ النذر لا يصحّ من المكره عليه.
- نفوذ التصرّف؛ وبناءً على ذلك فلا يصحّ النذر من المجنون أو من الصبي.
- التكليف؛ فلا يصحّ النذر من الصبي.
- الكلام، فلا يصحّ النذر من الأخرس غير مفهوم الإشارة، بخلاف الأخرس إن كانت إشارته مفهومة؛ فالنذر يصحّ منه.
- أن يكون من الأعمال التي يحبّها الله تعالى ويرضاها، التي يقوم بها العبد تقرّباً وطاعةً لله عزّ وجلّ، من غير الواجبات من العبادات، أي من النوافل والسنن إن أوجبها الناذر على نفسه.
- أن يكون النذر عبادةً مقصودةً لذاتها؛ أي أن لا يكون وسيلة لأداء العبادة، مثل: الوضوء أو الاغتسال.
- أن يكون النذر ممكن الوجود بوجهٍ شرعيّ، فلا يصحّ النذر إن كان غير ممكن الوجود شرعاً، كأن يقول الناذر: لله عليّ أن أصوم ليلاً، أو كأن تقول الحائض أو النفساء: لله عليّ أن أصوم أيام حيضي أو نفاسي؛ لأنّ الليل ليس محلاً للصوم، وكذلك أيام الحيض والنفاس.
أنواع النذر
تتعدّد أنواع النذر باختلاف بعض الأمور المتعلّقة به، وبيان ذلك على النحو الآتي:[2]
- النذر المبهم: وهو الذي لم يُعيّن فيه الناذر أيّ أمرٍ من الأمور التي سيقوم بها إن تمّ ما نذر لأجله، وقال ابن قدامة: إنّ فيه كفارة يمين عند أكثر أهل العلم.
- النذر اللجاج: وهو ما يعلّق بشرطٍ من الشروط، للمنع من شيءٍ أو الحثّ عليه، أو تحقيق خبرٍ من الأخبار، ويخيّر الناذر بين فعل المنذور أو كفارة اليمين.
- النذر المباح: هو المتعلّق بالأمور المباحة، والناذر مخيّر بين فعل المنذور وبين كفارة اليمين.
- النذر المكروه: وهو النذر بأمرٍ مكروهٍ شرعاً؛ مثل: أكل الثوم والبصل، فإن نذر المسلم على أمرٍ مكروهٍ؛ فيستحبّ له ألّا يفي به، ويكفّر كفارة يمين، ولكن لا كفارة عليه إن فعل المكروه؛ لأنّه حقّق نذره.
- النذر المحرّم: وهو النذر المبني على القيام بالأفعال المحرّمة، مثل؛ شرب الخمر، أو السرقة، وهو ممّا لا يجوز الوفاء به بإجماع العلماء، ويجب على الناذر أن يخرج كفارةً ليمينه.
- نذر التبرر: وهو النذر المرتبط بالقيام بطاعةٍ من الطاعات، فمنه ما يكون للحصول على نعمةٍ أو دفع نقمةٍ، ومنه ما يكون من غير أيّ شرطٍ من الشروط، أو يكون النذر للقيام بطاعةٍ غير واجبةٍ.
- النذر الواجب: وهو نذرٌ للقيام بواجب من الواجبات المفروضة شرعاً، مثل؛ نذر القيام بالصلوات الواجبة، أو نذر صيام رمضان، أو نذر الحجّ إلى بيت الله الحرام، والنذر الواجب لا يترتّب عليه شيئاً؛ لأنّه إيجاب أمرٍ واجبٍ.
- نذر المستحيل: وهو النذر الذي يستحيل تحقيقه، كأن ينذر الشخص أن يصوم يوم أمس، وهذا النذر لا ينعقد ولا يترتّب عليه شيءٌ؛ إذ إنّ الوفاء به أمرٌ غير ممكنٍ.
أحكامٌ تتعلّق بالنذر
بيّن العلماء عدّة أحكام ومسائل تتعلّق بالنذر، وفيما يأتي بيان بعضها:[5]
- النذر لا ينعقد إلا بصيغة الإلزام والثبوت، كأن يقول الناذر: نذر عليّ، أو لله عليّ، وأمّا إن كانت الصيغة مثل أن يقول الناذر: سأقوم بفعلٍ ما، فليس فيها إلزامٌ، وتعدّ صيغةً من صيغ الإخبار عن المستقبل، ولكن إن كانت نيّة الناذر تدلّ على النذر، فيعدّ نذراً لازماً يجب الوفاء به.
- إن كان النذر ينصّ على الذبح لله تعالى وتحقّق الأمر المشروط بالذبح، يجب الذبح، ولا يجوز الأكل من المذبوح، أو إطعام من تجب نفقتهم على الناذر، وإنما الإطعام يكون للفقراء والمساكين.
- إن كان النذر بالذبح لا يدلّ على الإلزام وكانت النيّة ليست للنذر، فيستحبّ الذبح، ويجوز الأكل من لحم ما تمّ ذبحه وإطعام الأقارب منه، وكذلك الفقراء.
المراجع
- ↑ "تعريف ومعنى نذر"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 8-7-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "النذر أنواعه وأحكامه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 8-7-2018. بتصرّف.
- ↑ سورة الإنسان، آية: 7.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 6696، صحيح.
- ↑ "النذر لا ينعقد إلا بعبارة فيها إلزام"، aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 8-7-2018. بتصرّف.
المقال السابق: ما هو احتقان الرحم
المقال التالي: ما هو انفجار الرحم
ما هو النذر في الاسلام: رأيكم يهمنا
0.0 / 5
0 تقييم