ما الحكمة من خلق الخلق مع الدليل
الحكمة من خلق الخلق
الحكمة التي من أجلها خلق الله جميع البشر واحدةً، وجعل الغاية منها تتعلّق بالدنيا والآخرة كذلك، ففي الدنيا استخلف الله -تعالى- الإنسان، وجعل الغاية من الاستخلاف الابتلاء، وجعل مادّة الاستخلاف هي معرفة الله وعبادته، وقضى أنْ تكون العبادة هي العمل وفق منهج الله -عزّ وجلّ-، وأرسل لأجل ذلك الرّسل وأنزل الرّسالات، ومن أهمّ مقتضيات العبادة التي هي مادة الاستخلاف أنْ يعلم المرء أنّه مملوكٌ لله ربّه، وأنّه مصيره ومستقرّه إليه؛ فهو ربّ العالمين ومالك يوم الدّين، إليه المرجع والمآب، ولذا فهو محاسب على ما أمره الله -تعالى- به.[1]
الابتلاء غاية الاستخلاف
من أهم المقاصد التي لأجلها خلق الله -سبحانه- الحياة أنْ جعلها محلّاً للابتلاء والاختبار، وجعل دار الدنيا ميداناً للعمل الذي الذي يحاسب عليه الناس يوم القيامة، قال الله -عزّ وجلّ-: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)،[2] وفي ضوء هذا الابتلاء تظهر آثار معرفة الإنسان بربّه، وتنكشف مرتبة إدراكه لمهمّة وجوده في الحياة، حيث إنّ قضية التوحيد ونبذ الشريك هي أهم اختبار للإنسان في الدّنيا، وفي هذا يقول الله سبحانه: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)،[3] وتكاد أقوال علماء التفسير لهذه الآية تندرج كلّها في بيان أنّ مهمّة الإنسان في الدنيا معرفة الله -تعالى- وتوحيده وعبادته.[4]
معرفة الله عبادة
إنّ ما أودعه المولى -سبحانه- في الكون من عجائب تفوق القدرة الحسّية للإنسان في كثيرٍ من جوانبها، وما حواه الكون من ملايين المجرّات، وما أودعه في ثنايا تلك المجرات من ملايين النجوم تؤكد على أنّ وراء خلق الإنسان غايةٌ ساميةٌ وهدفٌ عظيمٌ، ويمكن تلخيصها بمعرفة الله التي تقود الإنسان إلى توحيد الله في العبادة، وهو أثرٌ يترتّب عليه سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة.[5]
تعريف العبادة
العبادة عند أهل العلم لها مفهومٌ عامٌ واسعٌ؛ فهي: اسمٌ يجمع كلّ ما يُرضي الله -سبحانه وتعالى-، ومن هنا كانت مهمّة الاستخلاف في الأرض وعمارتها وفق مراد الله متضمّنةً في معنى العبادة العام، وهي الغاية الأسمى للوجود الإنساني.[1]
المراجع
- ^ أ ب سمير مثنى (30-5-2015)، "الحكمة من خلق الإنسان متعلقة بالدنيا والآخرة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-1-2019.
- ↑ سورة الملك، آية: 2.
- ↑ سورة الذاريات، آية: 56.
- ↑ محمد المنجد (4-9-2005)، "الحكمة مِن خَلْق البشر"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 7-1-2019. بتصرّف.
- ↑ محمد راتب النابلسي (9-11-1986)، "لماذا خلق الله الإنسان؟ وما هي مهمته الرئيسية؟"، www.nabulsi.com، اطّلع عليه بتاريخ 7-1-2019. بتصرّف.