-

ما هو كلام الله

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

معجزات الأنبياء

لقد بعث الله تعالى الرسل والأنبياء لهداية الناس إلى طريق الإسلام وإخراجهم من الظلم إلى الهداية، ومن نِعم عز وجل أنْ كان يبعث لكل قومٍ من الأقوام في الأزمان المختلفة نبيّاً منهم يعرفونه ويعرفهم، وكان يؤيّده بالمعجزات التي تتناسب مع ما هو مشهورٌ عند قومه لزيادة التصديق والإيمان.

مثلاً كان قوم سيّدنا موسى عليه السلام يشتهرون بالسحر، فبعث معه الله عز وجل معجزة العصا التي تحوّلت إلى حيّةٍ تسعى وأكلت الأحبال التي كان يحتال بها السحرة على الناس ليوهموهم بأنّها تتحرّك، وكان السحرة هم أول من آمن معه.

كما كان قوم سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلّم بارعين في اللغة العربية ويتدارسونها، فجعل الله تعالى معجزته عليه السلام من جنس براعتهم فكان القرآن الكريم الموحى منه عز وجل، هو الكتاب المقدّس ولا كتاب بعده.

كلام الله تعالى

القرآن الكريم هو كلام الله تعالى الذي أنزله على سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلّم من خلال الوحي جبريل عليه السلام، وقد أنزله عز وجل باللغة العربية لغة قوم سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلّم، حيث إنّ العرب قديماً كانوا يشتهرون بالفصاحة ويتبارون فيها؛ لذلك جاء القرآن مواكباً لما هم بارعون به ليقيم الحجة عليهم، وقد تحداهم عز وجل بأنْ يأتوا بآيةٍ من مثله لو كانوا صادقين، ولكنّهم فشلوا وعجزوا عن ذلك.

امتاز القرآن بعدم وجود اختلافٍ فيه، أو ضعفٍ، أو ثغراتٍ، فلو كان البشر هم من وضعوه فإنّه سيعاني من النقص والاختلافات، وقد تكفّل الله تعالى بحفظه من التحريف والتبديل، حيث وصل إلينا سليماً على الرّغم من مرور الكثير من الأعوام والعصور عليه، قال تعالى:(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر:9].

حفظ القرآن الكريم

كان النبي محمد صلى الله عليه وسلّم أميّاً لا يعرف القراءة والكتابة، ولكن كان يتنزّل عليه القرآن الكريم مع جبريلٍ عليه السلام ويحفظه عليه السلام مباشرةً في صدره، ثم يقرؤه على الصحابة فيحفظون منه كلٌّ حسب مقدرته.

بعد وفاة النبي واستلام أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه الخلافة، استشهد الكثير من الصحابة الذين يحفظون القرآن، فخاف المسلمون على القرآن من الضياع، فتم الاتفاق على البدء بتدوين القرآن وتوزيعه على المسلمين في شتى بقاع الأرض؛ ليكون معلماً ومرشداً لهم، وقد تمّت عمليّة الحفظ على مرحلتين في زمن أبي بكرٍ الصديق وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان رضي الله عنهم جميعاً.