ما هو تكيس الرحم
تكيس الرحم
يُطلق على مرض تكيس الرحم العديد من المصطلحات الطبية المختلفة، كالورم البِطانِيّ الرَحِمِيّ (بالإنجليزية: Endometrioma) أو الكيسَة البِطانِيّة الرحميّة (بالإنجليزية: Endometrial Cysts)، ويعتبر تكيس الرحم أحد أشكال مرض الانتباذ البطانيّ الرحميّ (بالإنجليزية: Endometriosis)، والمتمثل بنمو النسيج المكوّن لبطانة الرحم في أماكن مختلفة خارج الرحم كالمثانة والأمعاء، وفي حال نمو النسيج في أحد المبيضين أو كليهما، يرافقه تشكّل كيس يمتلئ بالدم ويتميز بلونه الداكن والمائل إلى اللون الأحمر أو البنيّ، وغالباً ما يكون حجم الأكياس صغيراً ولا يتجاوز خمسة سنتيمترات، إلا أنّه قد يصل حجم الكيس المُتشكّل في بعض الحالات إلى ما يقارب عشرين سنتيمتراً، كما تزيد الإصابة بتكيّس الرحم من خطورة الإصابة بسرطان المبيض (بالإنجليزية: Ovarian cancer).[1][2]
أعراض تكيس الرحم
توجد بعض الحالات التي لا تصاحبها أي أعراض ملحوظة لتكيس الرحم، ولكن هناك بعض الحالات التي يظهر فيها عدد من الأعراض المختلفة، ومنها ما يلي:[2][3]
- الشعور بألم مزمن في منطقة الحوض.
- الشعور بألم شديد خلال فترة الحيض، أو عسر الطمث (بالإنجليزية: Dysmenorrhea).
- غزارة النزيف الدموي خلال فترة الحيض أي غزارة الطمث (بالإنجليزية: Menorrhagia).
- استمرار النزيف الدموي خلال فترة الحيض لمدة تتجاوز سبعة أيام.
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- الشعور بالألم خلال الجماع، أو عسر الجماع (بالإنجليزية: Dyspareunia).
- ضعف الخصوبة، وقد يصل في بعض الحالات إلى العقم.
- الشعور بوجود ضغط في منطقة الرحم.
- خروج دم مع البول (بالإنجليزية: Hematuria).
- الشعور بالألم أثناء التبوّل.
- إمساك شديد يستمر لعدة أسابيع.
- الشعور بالألم أثناء التغوط، أو عسر التغوّط (بالإنجليزية: Dyschezia)، وخروج الدم أثناءه.
أسباب تكيس الرحم
لم يتمكن الأطباء إلى الآن من تحديد الأسباب الرئيسيّة التي تؤدي إلى الإصابة بتكيس الرحم، وقد تم ربط حدوث المرض بالعديد من العوامل ومنها:[3]
- العامل الجينيّ والوراثيّ.
- وجود خلل وظيفيّ في جهاز الغدد الصماء (بالإنجليزية: Endocrine system).
- وجود خلل وظيفيّ في الجهاز المناعيّ (بالإنجليزية: Immune systems).
- اضرابات الخلايا الجذعية (بالإنجليزية: Stem Cells).
- العوامل البيئيّة، كالتعرّض للمواد الكيميائية التي تشبه التركيب الكيميائي لهرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen mimics)، أو التعرّض لمسببات اضطراب الغدد الصماء (بالإنجليزية: Endocrine disruptors).
عوامل خطر الإصابة بتكيس الرحم
توجد العديد من العوامل التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض تكيس الرحم، ومن هذه العوامل ما يلي:[3]
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض يزيد من فرصة الإصابة به بما يقارب ستة أضعاف.
- بدء الدورة الشهرية بسن مبكر.
- عدم الحمل والولادة مسبقاً.
- حدوث الدورة الشهرية بشكلٍ متكرر، أو استمرارها لمدة تزيد عن سبعة أيام.
- عدم التخلق المولري (بالإنجليزية: Müllerian agenesis)، وتتمثل هذه الحالة بأن يكون غشاء البكارة مغلقاً عند المرأة مما يتسبب في منع خروج الدم من الرحم أثناء الدورة الشهرية.
- وجود تشوهات رحميّة، كازدواجية الرحم (بالإنجليزية: Double uterus)، والرَحم ثُنائي القَرن (بالإنجليزية: Bicornuate uterus)، والحاجز الرحميّ (بالإنجليزية: Uterine septum).
- الإصابة بالأورام الليفية (بالإنجليزية: Fibroids).
- الإصابة بالانتباذ البطانيّ الرحميّ في أجزاء أخرى من الجسم.
- تناول الأدوية التي تحتوي على كميات كبيرة من الهرمونات، كالتي يتم تناولها خلال عملية التلقيح الصناعيّ خارج الجسم (بالإنجليزية: In vitro fertilisation).
تشخيص تكيس الرحم
يمكن تشخيص تكيس الرحم من خلال ملاحظة الأعراض، وفحص الحوض، ومكان حدوث الألم، ومن خلال التصوير باستخدام الموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound)، أو من خلال التصوير بالرنين المغناطيسيّ (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging) والذي يعطي صورة أكثر وضوحاً، كما يمكن إجراء بعض فحوصات تحليل الدم، للكشف عن وجود حمل، أو الإصابة بالسرطان، أو وجود عدوى، كما ويمكن الكشف عن تكيس الرحم من خلال القيام بعمل تنظير للبطن (بالإنجليزية: Laparoscopy).[2]
علاج تكيس الرحم
يعتمد علاج تكيس الرحم على حالة المرأة المصابة من حيث العُمر، وشدة الألم، والرغبة في الإنجاب، ومن الطرق المتّبعة في العلاج ما يلي:[4]
- الانتظار ومراقبة الحالة: في الحالات التي يكون فيها حجم تكيس الرحم صغيراً وغير مصحوب بالألم، يمكن الانتظار لمدة تتراوح بين ستة إلى ثمانية أسابيع مع مراقبة الحالة بشكلٍ دوري، لأنّ بعض الحالات البسيطة قد تُشفى من تلقاء نفسها.
- العلاج بالأدوية: هناك عدد من الأدوية التي تعمل على تقليص حجم الأكياس، ومن الأدوية التي يمكن استخدامها؛ الأدوية المحفزة للهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (بالإنجليزية: Gonadotropin-releasing hormone agonist)، والذي يتسبب بانقطاع للطمث بشكلٍ مؤقت، مما يؤدي إلى توقف إنتاج هرمون الإستروجين من المبايض، والذي يمكن أن يساعد على تخفيف الأعراض المصاحبة لتكيس الرحم، ومن الممكن أن يصاحب هذه الأدوية ظهور بعض الآثار الجانبية المشابهة لأعراض انقطاع الطمث، كالهبات الساخنة (بالإنجليزية: Hot flashes)، ونقص في كثافة العظام، وضعف الرغبة الجنسيّة، وتجدر الإشارة إلى ضرورة تجنّب هذا النوع من الأدوية في حالة رغبة المرأة بالحمل.
- الجراحة: يمكن اللجوء للعمل الجراحيّ في حال وجود ألم شديد، أوعدم الاستفادة من العلاج بالأدوية، أو في حال كان حجم الكيس المُتشكل أكبر ممّا يقارب أربعة سنتيمترات، لتجنّب انفجار الكيس مما قد يؤدي إلى حدوث بعض المضاعفات الصحية الخطيرة، ويتم في بعض الحالات تفريغ الكيس من السوائل فقط، أمّا في الحالات الأخرى فيتم استئصال الكيس بشكلٍ كامل، وفي حال عدم الرغبة في الإنجاب يمكن استئصال المبيضين، أو استئصال الرحم بشكلٍ كامل (بالإنجليزية: Hysterectomy).
المراجع
- ↑ "Medical Definition of Endometrioma", www.medicinenet.com, Retrieved 26-3-2018. Edited
- ^ أ ب ت "What Are Endometrial Cysts?", www.webmd.com, Retrieved 26-3-2018. Edited.
- ^ أ ب ت "Endometrioma Cyst or Chocolate Cyst", www.endomarch.org,15-3-2017، Retrieved 26-3-2018. Edited
- ↑ "What Are Endometrial Cysts?", www.webmd.com, Retrieved 26-3-2018. Edited