بماذا يكون شكر نعم الله طب 21 الشاملة

بماذا يكون شكر نعم الله طب 21 الشاملة

نِعم الله لا تُحصى

لقد منّ الله -تعالى- على الإنسان بالكثير من النّعم التي لا يستطيع إحصائها، فسخّر الكون كلّه لخدمة الإنسان، وأعطاه كلّ ما يحتاج من وسائل لتحقيق غاياته في حياته، قال الله تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)،[1] وقد فرض الله -عزّ وجلّ- على الإنسان عبادته، وشرع له الشريعة لذلك، وجعل طريق عبادته ميسّراً؛ رحمةً به، وإشفاقاً عليه، فقد وضع أمامه طرق الخير، وأرسل له الأنبياء، ودلّه على الطريق المستقيم، وجعل له طرق الحصول على الحسنات أكثر بكثير من المعاصي، وجعل فطرته سليمةً تحبّ الخير، وتبحث عن الإله، وكيفيّة عبادته.

ولذلك كلّه وجب على الإنسان شكر الله -تعالى- على الدوام، على نعمه الكثيرة، وعليه كذلك أن يدرك أنّه مهما قام بشكر الله على نعمه فإنّ كرم الله أعظم من شكره، وثنائه عليه؛ فالإنسان لا يستطيع إحصاء نعم الله من حوله حتى يؤدّي شكرها كلّها، قال الله تعالى: (وَآتاكُم مِن كُلِّ ما سَأَلتُموهُ وَإِن تَعُدّوا نِعمَتَ اللَّهِ لا تُحصوها إِنَّ الإِنسانَ لَظَلومٌ كَفّارٌ)،[2] لكنّ أقلّ ما يمكن أن يؤدّيه الإنسان تِجاه فيض النعم التي يتقلّب فيها أن يتعلّم كيف يشكر ربه -عزّ وجلّ- على فضله، بحيث لا يكفر نعمته.

كيفيّة شكر النعم

يطلق الشكر في اللغة على الثناء والحمد، فشكر الله -تعالى- هو: ذكر نعمته، وحمده، والثناء عليه،[3] والشكر هو مقابلة الإحسان بالإحسان، والثناء الجميل على من قدّم خيراً للمرء، وأعظم من يستحقّ الشكر على النعم والأفضال هو الله سبحانه، إذْ لا فضل لأحد على أحد، كما هو فضل الله -سُبحانه- على عباده، ويكون شكر العبد لنعم ربّه بتحقيق ثلاثة أركان؛ هي: شكر القلب، وشكر اللسان، وشكر الجوارح، ويتحقّق ذلك في ما يأتي من الأعمال:[4]

والصّواب في أشكال الشكر السابقة أن يقرّ المسلم بفضل الله -تعالى- عليه، ثمّ يصدّق ما وقر في قلبه؛ بحديث لسانه، وترديد حمده، والثناء عليه، ثمّ بإتيان الطاعات والفرائض، والانتهاء عن المنكرات والمحرّمات، فبذلك يكون قد أتمّ شكر نعم الله -سبحانه- كما يرضيه عنه.

الشكر من صفات الله والأنبياء

سمّى الله -تعالى- نفسه بالشكور، والشكر من صفاته، وشكر الله -تعالى- يكون بأنّه لا يُضيع أجر من أحسن عملاً، بل إنّه يشكر القليل من العمل الصادق الصالح، ويغفر الكثير من الزّلل والمعاصي، ومن شكره للمسلم أن جعل له عاقبة عمله أيّاماً وسنين معدودات في الدنيا، بالأجور العظيمة والخلود في نعيم الآخرة، ولقد اتّصف الأنبياء -عليهم السلام- بصفة الشكر، حيث قال الله -تعالى- في نوح عليه السلام: (إِنَّهُ كانَ عَبدًا شَكورًا)،[7] وقال في إبراهيم عليه السلام: (إِنَّ إِبراهيمَ كانَ أُمَّةً قانِتًا لِلَّهِ حَنيفًا وَلَم يَكُ مِنَ المُشرِكينَ*شاكِرًا لِأَنعُمِهِ)،[8] وقد صلّى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قيام الليل حتى تفطّرت قدماه؛ شكراً لله -سبحانه- على نعمه عليه، وقد غُفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.[9]

فضل الشاكرين

إذا داوم العبد على امتثال أوامر ربّه سبحانه، وكان له عبداً شكوراً؛ رفع الله قدره، وكتب له الأجر العظيم في الدنيا والآخرة، ومن فضائل الشكر التي يجنيها العبد الشكور:[9]

المراجع

  1. ↑ سورة الجاثية، آية: 13.
  2. ↑ سورة إبراهيم، آية: 34.
  3. ↑ "تعريف ومعنى شكر"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-4-2018. بتصرّف.
  4. ↑ " كيف يقوم العبد المسلم بشكر ربه تعالى على نعمِه الكثيرة ؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-27. بتصرّف.
  5. ↑ سورة الضحى، آية: 11.
  6. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2734، صحيح.
  7. ↑ سورة الإسراء، آية: 3.
  8. ↑ سورة النحل، آية: 120-121.
  9. ^ أ ب "الشكر"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-27. بتصرّف.
  10. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن صهيب بن سنان، الصفحة أو الرقم: 2999 .
  11. ↑ سورة الزمر، آية: 7.
  12. ↑ سورة النساء، آية: 147.
  13. ↑ سورة إبراهيم، آية: 7.
  14. ↑ سورة آل عمران، آية: 144.